كلمة الأستاذ سيدي محمد رفقي الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة خلال افتتاح الدورة التكوينية في تقنيات التواصل والاتصال السمعي البصري لفائدة تقنيي فروع المؤسسة

كلمة الأستاذ سيدي محمد رفقي الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة خلال افتتاح الدورة التكوينية في تقنيات التواصل والاتصال السمعي البصري لفائدة تقنيي فروع المؤسسة

الأستاذ سيدي محمد رفقي الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة خلال افتتاح الدورة التكوينية الخاصة بتقنيي فروع المؤسسة
الأستاذ سيدي محمد رفقي الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة خلال افتتاح الدورة التكوينية الخاصة بتقنيي فروع المؤسسة

كلمة الأستاذ سيدي محمد رفقي الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة خلال افتتاح الدورة التكوينية في تقنيات التواصل والاتصال السمعي البصري لفائدة تقنيي فروع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، والتي نظمتها المؤسسة أيام 23 و24 و25 و26 شعبان 1442 هـ الموافق لـ 6 و7 و8 و9 أبريل 2021 م بفاس بالمملكة المغربية.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده،

والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وعلى آله وصحبه،

السيدات والسادة ممثلي فروع المؤسسة،

السادة الأساتذة الأفاضل،

السيدات الأستاذات الفضليات،

أيها الحضور الكرام،

اسمحوا لي، أولا، أن أرحب بجميع الضيوف الممثلين لفروع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة والمشاركين في هذه الدورة التكوينية الأولى في مجال تقنيات التواصل والاتصال السمعي البصري.

كما يشرفني أن أبلغكم تحيات معالي السيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرئيس المنتدب للمؤسسة، الذي يتمنى لهذه الدورة التكوينية الأولى ولكم جميعا نجاحا متميزا واستفادة كبرى.

أيها السادة والسيدات،

قد يتساءل البعض منكم، لماذا هذه الدورة التكوينية، وماذا نتوخى منها؟ وماذا تريد المؤسسة أن تحقق من أهداف من خلالها؟

أسئلة مشروعة وجديرة بالاهتمام وتستدعي أجوبة واضحة المعالم والمرامي.

أنتم تعلمون، أيها السادة والسيدات، أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بوصفها مؤسسةً ترعى العلمَ والعلماءَ بإفريقيا، ــ تحت الرعاية السامية لرئيسها، أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره ــ، تسعى إلى وضع تصور إعلامي واضح المعالم في المجال الديني الإفريقي بصفة عامة، وذلك تماشيا مع أهدافها السامية ورغبة في الوصول إلى ضمان تطبيقات إعلامية سليمة على أرض الواقع الإفريقي، مع منح الفروع على مستوى تمثيليات البلدان، -انطلاقا من الثوابت الدينية المشتركة-، مساحةً واسعةً في تخطيط وقيادة الخطط الإشرافية الإعلامية للمؤسسة.

لذا، فقد أصبح واجبا على المؤسسة أن تنهج خططا إعلامية وتواصلية ذات الأداء المتميز والفاعل بما يتناسب وحجم التوجهات الرسمية؛ وهذا يتطلب إعداد خطة إعلامية إشرافية طموحة مبنية على أسس علمية لتمكين المؤسسة إعلاميا وتواصليا من بناء برامجها في إطار من التكامل والجودة الشاملة لتحقيق أهدافها.

وحرصاً من المؤسسة على أن تكون الخططُ الإعلاميةُ والتواصليةُ مبنيةً على منهجيةٍ علميةٍ مناسبة، تمثل معالم الأداء الإشرافي الشامل والفاعل نوعًا وكمًا، فقد أخذت المؤسسة على عاتقها الشروع في تدريب كفاءاتها على مستوى الفروع في المجالين الإعلامي والتواصلي، وذلك لتحقيق منهجية موحدة تحافظ على المشترك، وتساهم في الحفاظ على خصوصيات الفروع.

فالوقوف، إذن، عند رؤية المؤسسة الإعلامية والتواصلية في تدبير الشأن الديني الإفريقي، وتقييم نتائجها على أرض الواقع لفهم ملابسات الحاضر وتفاعلاته وآفاق المستقبل، عملية تفرضها ضرورتان: الأولى منهجية، والثانية واقعية.

فالضرورة المنهجية في التعامل الإعلامي والتواصلي مع الشأن الديني الإفريقي، يجب أن يراعى فيه التقويم المستمر عبر آليات إعلامية وتواصلية واضحة المعالم، وعبر خطة عمل تراعي الثوابت والمتغيرات التي تمر منها المجتمعات الإفريقية في طبيعتها وتطلعاتها وحاجياتها الدينية.

أما الضرورة الواقعية، فلأن الظرفية الدولية الحالية تقتضي حضورا إفريقيا متميزا وفاعلا ويقظا للمؤسسة في التعاطي إعلاميا وتواصليا مع تدبير الشأن الديني الإفريقي، وخصوصا المتعلق مباشرة بواقع البلدان والفروع.

وفاعلية هذا الحضور الإعلامي والتواصلي، تبدأ من وضع القواعد السليمة والخطط المدروسة بدقة وعناية، عبر إحداث دورات تكوينية في المجالين الإعلامي والتواصلي لفائدة فروع المؤسسة.

وأنتم تعلمون، أيها السادة والسيدات، أن العالم الذي نعيش فيه، هو في حقيقة الأمر عصر السرعة والتكنولوجيا والتقدم العلمي بكل أصنافه. وأنتم تعلمون كذلك أن التواصل في عصرنا الحالي يعيش ثورات علمية غير مسبوقة جعلت من العالم الذي نعيش فيه قرية صغيرة.

إن إبراز ثوابت المؤسسة إعلاميا وتواصليا في التدين والسهر على الأمن الروحي للمجتمعات الإفريقية، يستدعي تأسيس نواة من المراسلين الإعلاميين على مستوى فروع المؤسسة للرصد والتغطية الإعلامية الإلكترونية والتواصلية للأنشطة الدينية المحلية والوطنية وبلغات عديدة.

فحشد الطاقات الإعلامية للفروع من ذوي الاختصاص من أجل التصدي إعلاميا وتواصليا لزحف مخاطر الأفكار المنحرفة والمتطرفة، يستدعي، إذن، ديناميكية إعلامية تواصلية خاصة ومؤهلات روحية ومعرفية متميزة، تتوجه مباشرة إلى المجتمعات الإفريقية ومن دون وسائط.

إن مواقع المؤسسة الإعلامية والتواصلية، يجب أن تكون منبرا لمواكبة أحدث التطوُّرات التكنولوجية وبتصميمات جذابة وباللغات الأربع: العربية والإنجليزية والفرنسية والبرتغالية، بالإضافة إلى أمهات اللغات الإفريقية.

وهذا من شأنه، أيها السادة والسيدات، أن يساعد المؤسسة في:

أولا: المساهمة في تغطية أنشطة الفروع إعلاميا وتواصليا، وإطلاق عدة برامج دينية مرئية ومسموعة بمشاركة علماء المؤسسة وبلغات عدة، تقدم بأسلوب جديد وجذاب يعالج الظواهر الدينية الاجتماعية الإفريقية وبلغة سهلة بعيدة عن التعقيد والسفسطائية.

ثانيا: المساهمة في تسجيل مقاطع من محاضرات علماء المملكة وعلماء المؤسسة على مستوى الفروع، تتناول قضايا دينية فكرية واجتماعية إفريقية، مع توضيح حكم الدين فيها وفق الثوابت والمنهج الوسطي، بما يسهم في تحصين الشباب الإفريقي ضد دعاوى الغلو والتطرف.

ثالثا: التركيز على التدريبات الهادفة وتوطين ونقل التجارب الحية على المستويين الإعلامي والتواصلي، وذلك لمواكبة المتغيرات الدينية الإفريقية والعمل على مدار الساعة لتحقيق التواصل مع فروع المؤسسة من خلال التقنية والتكنولوجية الحديثة.

أيها السادة والسيدات،

نفتتح، إذن، على بركة الله، هذه الدورة التدريبية الأولى في تقنيات التواصل والاتصال السمعي البصري لفائدة تقنيي فروع المؤسسة، والتي يشرف عليها خبراء ذوي الحنكة والكفاءة العالية في مجالي الإعلام والتواصل.

فنسأل الله تعالى أن يُكَلِّلَ أعمالَ هذه الدورة التي تنظمها المؤسسة بالنجاح والتوفيق، في ظل الرعاية السامية لأمير المؤمنين، رئيسها، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.