صناعة الفهرسة وتقنيات الكتاب المخطوط

صناعة الفهرسة وتقنيات الكتاب المخطوط

ورشة صناعة الفهرسة وتقنيات الكتاب المخطوط، من تأطير الدكتور عبد المجيد بوكاري مفهرس بالخزانة الملكية بالرباط، المملكة المغربية
ورشة صناعة الفهرسة وتقنيات الكتاب المخطوط، من تأطير الدكتور عبد المجيد بوكاري مفهرس بالخزانة الملكية بالرباط، المملكة المغربية

ألقيت المداخلة في الندوة العلمية الدولية التي نظمتها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في موضوع “التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ” أيام 22-23-24 ربيع الأول 1443 هـ الموافق لـ 29-30-31 أكتوبر 2021 م في العاصمة النيجيرية أبوجا.

قضية الفهرسة من القضايا التي شغلت الباحثين في تاريخ وقضايا الكتاب المخطوط، وتطرح إشكالات كثيرة على المستوى النظري والعملي، واختلف أهل الاختصاص فيها: هل هي من صميم مباحث الكوديكولوجيا (علم المخطوط / علم الاكتناه)، أم هي علم مستقل بذاته؟ وعقدت الندوات والمؤتمرات، وصدرت التوصيات بشأن توحيد العمل في المجال الفهرسي، واقتراح بطاقة موحدة في الوطن العربي.

وستعالج هذه الورقة قضية صناعة الفهرسة وتقنيات وصف المخطوط، وقسمنا الحديث في الموضوع في مسلكين اثنين:

المسلك الأول: صناعة الفهرسة بين القدماء والمحدثين؛ ونتناول فيه: قضية المصطلح في الفهرسة، وجهود القدامى والمحدثين في فهرسة التراث المخطوط.

المسلك الثاني: تقنيات وصف المخطوط، وتتوزع في نقطتين: التعريف بالكتاب المخطوط وبيان أنواعه، والكتاب المخطوط كوعاء؛ وتقنية وصف المخطوط، وثقافة المفهرس.

 المسلك الأول: صناعة الفهرسة بين القدماء والمحدثين

I – قضية المصطلح في الفهارس العربية

الفهرس، بكسر الفاء، وسكون الهاء، وكسر الراء، وسكون العين، ثم تاء أصلية، تكتب مبسوطة ومعقودة (فهرست – وفهرسة)، وجمعها فهارس، وأصلها الفارسي: “بهرست”، معناها الكتاب الذي تدَوَّنُ فيه أسماء الكتب[1]، واستعملها حنين بن إسحاق (تـ 260 هـ) بمعنى قائمة ببليوغرافية عندما تحدث عن مؤلفات جالينوس.

وقد استعمل هذا المصطلح للدلالة على معان، منها:

أ– كتاب يضم عناوين الكتب والتقاييد، مثل الفهرست، لابن النديم (تـ 438 هـ)؛

ب– كتاب يضم أسماء شيوخ العلم، وعناوين الكتب التي سُمِعتْ عليهم، مثل: فهرس ابن خير الإشبيلي (تـ 575 هـ)، وفهرس السراج أبي زكريا يحيى السراج الفاسي (تـ 805 هـ)، وفهرس ابن غازي المكناسي (تـ 919 هـ)، الموسوم بــ: “التعلل برسوم الإسناد بعد ذهاب أهل المنزل والناد[2]، وغيرها؛

ج – قائمة تتضمن سرد أبواب الكتاب وفصوله ومباحثه وأعلامه الجغرافية والبشرية، وهي مفاتيح قراءة الكتاب تيسر الوصول إلى المعلومة دون تعب، وهي ليست ظاهرة حديثة وإنما عرفها المسلون القدماء، حيث أرفقوا بعض الكتب بمَسارِدَ لتراجم الكتاب، مع الإشارة أحيانا إلى موضعها في الكتاب، خاصة كتب الحديث، والفقه، وأصول الفقه، وغيرها.

وقد عرفت الحضارة العربية الاهتمام بالفهارس؛ ذلك أن وجود خزائن الكتب الخاصة والعامة، وما ضمَّتْهُ من أرْصِدَةٍ وذخائر نفيسة اجتمعت عبر تاريخها الطويل في المشرق والغرب الإسلامي، اقتضى أن يفكر أصحابها في وضع لوائح وقوائم ليسهل الوصول إلى أرصدتها ومدخراتها من الكتب، قلَّتْ أو كثُرَتْ. وحفظت لنا الفهارس التي وضعها العرب في شتى الفنون والعلوم العربية من مصاحف، وعلوم القرآن والحديث والفقه وعلوم الدين والأدب والنحو والصرف والبلاغة والطب والفلك والتنجيم وغيرها، عكست ثراء التراث الإسلامي، وعطاء المخطوط التراثي الطويل.

وكانت الفهارس مرتبة وفق أسماء الكتب على حروف المعجم؛ فيذكر عنوان الكتاب، واسم مؤلفه، وعدد نسخه. وكان العرب يبدأون في داخل الحرف من الفهرس بالكتب ذات الأحجام الكبيرة، فالصغيرة منها، مهتمين ببيان الكتب ذات الأجزاء المختلفة، والناقص منها والمخروم، وجعلوا فصلا خاصا للمجاميع، مُبَيِّنِينَ ما في المجموع من الرسائل والكتب[3].

ولم يغفل العرب القدماء الإشارة إلى الوصف الجمالي والفني للكتاب المخطوط، خاصة لمَّا وصفوا المصاحف ورَوْنَقَ صناعتها، وتحلياتها البديعة؛ فكانوا يستحضرون في أذهانهم جلالة هذا الكتاب الذي يعتبر دستور الأمة؛ فكتبت على الرقوق، وحفلت بالتذهيب والتزويق البديع، وجُوِّدتْ بتجليدها وزخرفتها، وتحليتها بالجواهر وشتى أنواع الحلي؛ فكان لابد أن تُثِيرَ المفهرسين كل هذه المظاهر الجمالية، فأطنبوا في وصفها والإشادة بمظاهر الفن والإبداع العربي الإسلامي في الاحتفال بالقرآن الكريم، فلازالت هذه الآثار تشهد على رقي الفن الإسلامي.

لقد عرفت الحضارة العربية خليطا من التصورات والمناهج في التعريف بالكتاب المخطوط، واجتهد العلماء العرب في وضع الدلائل والقوائم كأدوات للتنظيم والضبط لمحتويات خزائن الكتب فلم يتوسعوا في الوصف المادي للمخطوطات إلا كلما دعت ضرورة إلى ذلك كما أسلفنا.

يقول الدكتور أحمد شوقي بنبين: “إن اختلاف التسميات التي أطلقت على فهارسنا المغربية: دليل، وفهرس، وقائمة، ولائحة، وكشف، ومسرد، وكشاف، وكناش، أو كناشة، وغيرها يوحي بالاضطراب وبالحاجة إلى تحديد المصطلح الذي نريده للمؤلف الذي تم فيه وصف مخطوطات خزانة معينة”.

فالكلمات الفرنسية المقابلة لهذه المصلحات في إطار الفهرسة (Répertoire – index – Catalogue) تفيد في الاستعمال معاني مختلفة للتعبير عن عملية وصف المخطوطات[4].

وعند استقراء بعض الفهارس المحفوظة في بعض خزائن الكتب يتبين مصداق ذلك، ففي كشاف الخزانة الحسنية مثلا: نجد المصطلحات الذي وردت في الكشاف لا تخرج عن مصطلحين اثنين، وهما:لائحة كتب، وفهرس (فهرس مؤلفات الكيمياء وغيرها بالخزانة الملكية بفاس). غير أننا لما اطلعنا على المجموعة المحفوظة بالخزانة المذكورة وجدنا أصحابها يستعملون مجموعة من المصطلحات، نذكر منها: كُنَّاش، مَسْرَدٌ، تَسْرَادٌ، تَقْيِيدٌ (أسماء الكتب)، بَيَانُ الكتب، الزِّمامُ، وغيرها.

قضية المصطلح من القضايا الشائكة في العلوم، وإن المشتغل بالمخطوط الإسلامي يدرك مقدار الحاجة إلى معرفة مصطلحات هذا العلم وما يتداوله العلماء في هذا المجال.

والفهرسة جزء من علم المخطوط؛ وقد أطلق هذا الاصطلاح في العصر الحديث “على تلكم العملية العلمية والتقنية في آن واحد، التي تعنى بوضع البيانات الواصفة لكتاب معين”[5]؛ فهذه العملية إذن هي وصف الكتاب، مخطوطا كان أو مطبوعا في خزانة معينة[6].

IIمساهمة بعض المؤسسات العلمية في فهرسة المخطوط

اهتمت عدد من المؤسسات التي تشتغل في مجال التراث العربي الإسلامي بفهرسة عدد من مدخرات خزائن الكتب في العالم في أوربا وإفريقيا وآسيا وأمريكا، ونشير إلى عمل بعض المؤسسات على جهة الاختصار.

أ –مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي

لقد كان القائمون على هذه المؤسسة العلمية وعي كبير بأهمية التراث الإسلامي المخطوط؛ ولم يتوقف هذا الأمر عند مجرد التفكير بل تشكل هذا الوعي في مبادرات طموحة لإنقاد هذا التراث والتعريف به ونشره.

ويأتي مشروع فهرسة هذا التراث في أولويات اهتمامها “وبخاصة مجموعات المخطوطات التي لم يسبق فهرستها، تلك التي يتهددها التلف والضياع في مناطق متفرقة من إفريقيا وآسيا وأروبا الشرقية”[7]. وجندت لهذا الغرض فريقا من العلماء العارفين بالتراث من مختلف التخصصات، وقد أصدرت جملة من الفهارس، نذكر منها: فهرس دار الوثائق القومية النيجيرية بكادونا (جزآن)، فهرس مخطوطات مكة المكرمة (قسم علوم القرآن) (1994 م)، فهرس مخطوطات شنقيط ووادان (1997 م)، فهرس مخطوطات مركز أحمد بابا للتوثيق والبحوث التاريخية بتنبكتو، (1995 م – 1998 م) (6 أجزاء)، فهرس مخطوطات الشيخ مورمباي سيسي، ومكتبة الحاج مالك، ومكتبة الشيخ إبراهيم نياس في السنغال (1997 م)، فهرس المخطوطات الإسلامية بالمكتبة الوطنية الألبانية في تيرانا (1997)، وفهرس مخطوطات رشيد دمنهور البحيرة، (مصر) (1998 م)، فهرس مخطوطات مكتبة مماحيدرة للمخطوطات والوثائق (2000 م)، فهرس مخطوطات مكتبة جامعة إبادان– نيجيريا (2001 م)، فهرس مخطوطات نعمة وولاته (موريتانيا (2003 م)، فهرس المخطوطات الإسلامية الموجودة بمعهد الأبحاث في العلوم الإنسانية (2004 – 2008م)، فهرس المخطوطات الإسلامية: المكتبة الزينية بوجبيهة– مالي (2006 م)، فهرس المخطوطات الإسلامية بمكتبات بوركينا فاسو (2014 م)، فهرس المخطوطات الإسلامية بدار الوثائق الوطنية بدلو ساحل العاج (2014 م)، فهرس مجامع المكتبات الخاصة بدار الكتب المصرية (2015)، وغيرها.

كما نظمت عددا من الدورات التدريبية المتخصصة في فهرسة المخطوطات الإسلامية بالتعاون مع مؤسسات مختلفة في القاهرة واستنبول ولندن، مثل مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، والمكتبة السليمانية، وكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بلندن، وغيرها.

بمؤسسة جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي:

أصدر المركز مجموعة من الفهارس، منها فهرس موجز لما صورته بعثة المركز إلى أذريبجان عام 1993 م بعنوان: “المنتخب من مقتنيات معهد المخطوطات في باكو بأذريبجان“، أعده عبد الرحمن فرفور ومحمد مطيع الحافظ، وهو عبارة عن فهرسة مبدئية على البطاقات تنبيء عن خبرات مختلفة في العمل؛ لذلك كانت النية إخراج فهارس مشروحة واضحة.

وشرح المفهرسان خطتهما في الفهرسة على الشكل التالي: عنوان المخطوطة وموضوعها، اسم المؤلف وتاريخ وفاته، اسم الناسخ وتاريخ النسخ، عدد أوراق المخطوطة، المراجع التي ذكرت المؤلف أو الكتاب، رقم المخطوطة في معهد المخطوطات في باكو، رقم المصورة عنها في مركز جمعة الماجد، الملاحظات الضرورية.

كما صورت مجموعة من مخطوطات معهد البيروني للدراسات الشرقية بأوزبكستان، وأصدر المركز سنة 1992 م فهرسا موجزا على غرار ما تقدم، بعنوان: “المنتقى من مخطوطات البيروني للدراسات الشرقية بطشقند“. وتتكون هذه المجموعة 888 مخطوطة في معهد البيروني.

ومن أهم ما قام به مركز جمعة الماجد بعثة 1994 م إلى المملكة المغربية، فصورت عددا من خزائن الكتب في الرباط (الخزانة العامة (المكتبة الوطنية حاليا)، والخزانة الحسنية، والخزانة الصبيحية، ومكتبة محمد المنوني، ومكتبة التهامي الراجي)، وفاس، ووزان، ومكناس، وتطوان، ودار الكتب الناصرية، وخزانة ابن يوسف بمراكش، ومكتبة زاوية تَنَغْمَلْتْ بالأطلس المتوسط. وقد سلك المفهرسون الخطوات التالية: العنوان، المؤلف، البداية، النهاية، تاريخ التأليف، الناسخ، تاريخ النسخ، الخط، الأجزاء، الأوراق، المقياس، الموضوع، الملاحظات، المراجع، رقم المركز.

ج – الخزانة الحسنية بالرباط

تحتفظ الخزانة الحسنية بالرباط، بجملة من اللوائح والقوائم المخطوطة. وقد لاحظ الدكتور أحمد شوقي بنبين أن هذه اللوائح “تفتقر إلى كل المواصفات التي تتميز بها الفهرسة الحديثة”[8]. نذكر من هذه اللوائح: فهرس مؤلفات الكيمياء وغيرها بالخزانة الملكية بفاس[9]، لائحة كتب الخزانة الملكية[10]، لائحة كتب الخزانة الملكية بمدينة فاس[11]، لائحة كتب الخزانة الملكية بمدينة فاس[12]، لائحة كتب الخزانة الملكية بمدينة فاس[13]، لائحة كتب الخزانة الملكية بمدينة فاس[14]، لائحة كتب الخزانة الملكية بمدينة فاس[15]، لائحة كتب الخزانة الملكية بمدينة فاس العليا[16]، لائحة كتب الخزانة الملكية بمدينة فاس العليا[17]، لائحة كتب الخزانة الملكية بمدينة مراكش[18]، لائحة كتب الخزانة الملكية بمدينة مكناس[19]، لائحة كتب الخزانة الملكية بمدينة مكناس[20]، لائحة كتب الخزانة الملكية بمدينة مكناس[21].

ومن نماذج اللوائح المحفوظة بالخزانة الحسنية بالرباط:

وكانت بداية فهرسة المخطوطات في الخزانة الحسنية بالمفهوم الحديث للفهرسة، وقد ابتدأت انتقائية كما في بعض خزائن الكتب في العالم، حيث صدرت بعض المحاولات للتعريف ببعض نوادرها منها ما قام به العلامة محمد الفاسي عن الخزانة السلطانية وبعض نفائسها[22]. ومن بعده نشر المرحوم محمد المنوني كتاب بعنوان: منتخبات من نوادر المخطوطات[23].

وكانت فاتحة إصدارات الفهارس بالخزانة الحسنية هو فهرسة المخطوطات التاريخية (قسمالتاريخ وكتب الرحلات)[24]: وقد جاءت على الشكل التالي: التاريخ العام، تاريخ الشرق العربي، السيرة والأنساب، التراجم والمناقب، فضلا عن مجموعة الوثائق التي تحتفظ الخزانة الحسنية برصيد مهم منها، ويشمل المراسلات السلطانية، والظهائر الملكية، وغيرها.

وستوالى نشر فهارس الخزانة الحسنية سنة 1982 م بإصدار فهارس الطب والصيدلة والبيطرة والحيوان والنبات[25]. “وقد سلك المؤلف في وصف المخطوط “الطريقة الشرقية في ترتيب الحروف، فيذكر اسم المؤلف، وعنوان الكتاب، وكل ما يدخل في ما يسمى بالعنوان الببليوغرافي، ثم يذكر بداية ونهاية المخطوط على غرار كشف الظنون لحاجي خليفة، ثم الزخرفة والتسفير، واسم الناسخ وتاريخ النسخ إن ذكر، ثم المسطرة والقياس وعدد الأجزاء”[26]. وذيل الفهرس بأربعة كشافات: كشاف عناوين المؤلفات، كشاف الأراجيز، كشاف أسماء المؤلفين، كشاف الناسخين.

وفي السنة نفسها سيصدر المجلد الثالث من فهارس الخزانة الحسنية، وهو الفهرس الوصفي لمخطوطات الرياضيات والفلك وأحكام النجوم والجغرافيا[27]. وصدر بعده المجلد الرابع في مخطوطات المنطق وآداب البحث، والموسيقى، ونُظُم الدولة والفنون الحربية وجوامع العلوم[28]. والمجلد السادس وهو الفهرس الوصفي لعلوم القرآن الكريم[29].

وسيتولى جيل جديد من المفهرسين متابعة أعمال الأوائل من المفهرسين بالخزانة الحسنية باستدراك بعض الفهارس التي أنجزت قبل؛ ذلك أن الخزانة اقتنت مجموعات جديدة من المخطوطات، فكان لزاما أن يعاد نشر هذه الفهارس. فصدر فهرس التاريخ، وتلاه فهرس الأدب في جزأين من إعداد سعيد حنشي وعبد العالي لمدبر بإشراف ومراجعة الدكتور أحمد شوقي بنبين مدير الخزانة. وتلاه نشر فهرس مخطوطات اللغة، وفهرس مخطوطات النحو والصرف.

وتولى نشر الفهارس، فصدر فهرس الكتب المخطوطة في العقيدة الأشعرية، في جزأين سنة 2011 م، من إنجاز عبد المجيد بوكاري، وخالد زهري. وقد جاء اختيار هذا العنوان للفهرس:فهرس الكتب المخطوطة في العقيدة الأشعرية، على جهة التغليب؛ إذ إن أغلب الكتب المخطوطة الواردة فيه أشعرية، عدا قلة منها ليست كذلك.

وصدر الفهرس بمقدمة ضافية بيَّنَ فيها المفهرسان أهمية هذا الفهرس وخصائصه. وقد احتوى على خمس وأربعين وخمسمائة (545) عنوان. وتندرج تحت كثير من العناوين نسخ قد تقل بحيث لا تتجاوز نسخة أو نسختين، وقد تكثر بحيث تتجاوز الخمسين تحت العنوان الواحد. وقد بلغ مجمل هذه النسخ أربعين وثلاثمائة وألف (1340) نسخة تقريبا.

والجدير بالذكر، أن ذكر هذه الأرقام ليس مرادا لذاته، وإنما قصد المفهرسان به استنتاج حقائق معرفية، وهي كثيرة، تلخص في التالي:

أ– أن كثرة النسخ تدل على أن السلطة المعرفية التي حازتها بعض النصوص العقدية لدى المغاربة، مثال ذلك: أم البراهين، المعروفة أيضا بـ: الصغرى، لأبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي (تـ 895 هـ / 1489 م)، حيث بلغ عدد نسخها أربعين نسخة، وشرح مؤلفها عليها الذي تجاوزت نسخه الخمسين نسخة؛

ب– أن بعض الأعلام وإن كانوا مغمورين لدى مثقفينا، فقد كان لهم صيت طبق الآفاق، مثل أبي عبد الله محمد المامون بن محمد الحفصي المراكشي التونسي (تـ 1037 هـ / 1628 م)، بلغت نسخ شرحه على صغرى السنوسي، المحفوظة بالخزانة الحسنية، ثلاثين نسخة تقريبا، مما يؤيد تداولها عند أهل المغرب؛

ج– تؤكد كثرة النسخ من شروح فقهاء وعلماء المغرب على مؤلفات السنوسي السلطة المعرفية التي جازها بعد وفاته، وميزت تاريخ الكلام الأشعري في الغرب الإسلامي بميزة خاصة، حتى وَسَمَ الباحثون هذه المرحلة بـ: “المرحلة السنوسية”.

وقد اتبع المفهرسان في هذا الفهرس الخطوات التالية:

  • – إثبات العنوان الكتاب كاملا؛
  • – إثبات اسم المؤلف كاملا وتاريخ وفاته؛
  • – إثبات أهم المصادر التي ترجمت المؤلف، أو ذكرت الكتاب، أو هما معا؛
  • – تقديم نبذة وجيزة عن أفكار الكتاب؛

5 – ذكر أوله، حيث لا يكتفي بالعبارة الأولى من الخطبة، والتي تكون مشتركة بين كثير من الكتب في الغالب، ثم اسم المؤلف، ثم اسم الكتاب، إن ذُكرَ أحدهما أو كلاهما، ثم ذكر أول عبارة من النص؛

6 – ذكر آخره، حيث نذكر آخر عبارة مفيدة من النص، بغض النظر عن الصيغة الختامية للمؤلف؛

7 – وصف النسخة من حيث تمامها، أو نقصانها، أو بَتْرُها، مع الإشارة إلى حالتها إن كان بها خُروم او رطوبة أو تلاشٍ وما إلى ذلك؛

8 – وصف الخط؛

9 – ذكر اسم الناسخ وتاريخ النسخ؛

10 – ذكر عدد الورقات، مع الإشارة إلى موضع الكتاب المفهْرَس إذا كان ضمن مجموع؛

11 – الإشارة إلى المقياس؛

12 – الإشارة إلى المسطرة، وتعني عدد الأسطر في كل ورقة؛

13 – ذكر التعقيبة مع وصفها: هل هي أفقية، أو عمودية، أو مائلة، أو مختلفة؛

14 – ذكر التملكات، والسماعات، والإجازات، إن وُجدتْ؛

هذا، ونشير إلى أن المفهرسان أثبتا أحيانا صيغة التملك برُمَّتها، حرصا على حفظها من التلاشي، إذا كانت مكتوبة في كتاب نالت منه الخروم، أو الرطوبة، أو هما معا. وذيل الفهرس بكشافات: العناوين، والمؤلفين، والنساخ، والمصادر والمراجع.

وصدر فهرس الكتب المخطوطة في الحكمة والمنطق، وآداب البحث والمناظرة، والوضع[30]، وتناهز المخطوطات التي ضمها هذا الفهرس 360 نسخة، من اصل 140 عنوانا، وكشف الفهرس عن نصوص جديدة ينفض عنها الغبار لأول مرة، كما سلط الضوء على معطيات كوديكولوجية نفيسة، تؤكد أنه لا غنى لنا عن الكتاب المخطوط باعتباره قطعة مادية، يحتوي على معلومات نفيسة لا مناص منها في إثراء البحث العلمي[31].

وصدر فهرس الكتب المخطوطة في علم أصول الفقه المحفوظة في الخزانة الحسنية، سنة 2014 م، وهو فهرس وصفي إحصائي نقدي، من إعداد عبد المجيد بوكاري، وخالد زهري. وقد قدم له السيد مدير الخزانة الحسنية أستاذنا الدكتور أحمد شوقي بنبين، بمقدمة ضافية، أبرز فيه أهمية هذا الفهرس، وأشاد بعمل المفهرسين.

كما صدر هذا المفهرس بتقديم ضاف عن أهمية هذا الفهرس ومميزاته؛ ذلك أنه اشتمل على كتب مخطوطة تمثل الاتجاهات الأصولية المشهورة: مدرسة المتكلمين، ومدرسة الفقهاء، علاوة على المحاولات التوفيقية بين المدرستين، التي كان من أبرزها محاولة أبي عبد الله محمد بن أحمد بن علي العَلْويني، المعروف بالشريف التلمساني (تـ 771 هـ / 1370 م) في كتابه: “مفتاح الوصول في بناء الفروع على الأصول“، وتبقى أبرز محاولة هي التي يمثلها أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الشاطبي (تـ 790 هـ / 1388 م)، في كتابه الحفيل: “الموافقات في أصول الأحكام“.

اتبع المفهرسان في إنجاز “فهرس الكتب المخطوطة في علم أصول الفقه” الخطواتِ التالية[32]:

1 – إثبات عنوان الكتاب كاملا.

2 –إثبات اسم المؤلِّف كاملا وتاريخ وفاته.

3 – إثبات أهم المصادر التي ترجمت المؤلف، أو ذكرت الكتاب، أو هُمَا مَعاً، كما أننا أحَلْنا أيضا إلى فهارس الكتب المخطوطة، سواء منها المحفوظة في خزائن المغرب أو في سائر خزائن دول العالم، وذلك بقصد الإشارة إلى وجود نُسَخ أخرى في تلك الخزائن.

4 – تقديم نبذة وجيزة عن موضوع الكتاب، أو تسليط الضوء على قضية من قضاياه، أو إشكال من إشكالاته، وقد يستلزم الأمر أحيانا عرْض بعض النظرات النقدية، حتى تكون فهرستنا نقدية إلى جانب كونها وصفية وإحصائية.

5 –ذِكْر أوَّله، حيث لا نكتفي بالعبارة الأولى من الخطبة، والتي تكون في الغالب مشتركة بين كثير من الكتب، ثم اسم المؤلف، ثم اسم الكتاب، إن ذُكِر أحدهما أو كلاهما، ثم ذكر أول عبارة من النص.

6 – ذكر آخره، حيث نذكر آخر عبارات مفيدة من النص، مع الإعراض عن نقل الصيغة الختامية أو الدعائية للمؤلف.

7 –وصف النسخة من حيث تمامُها، أو نقصانها، أو بَتْرها، مع الإشارة إلى حالتها إن كانت بها خروم، أو رطوبة، أو تلاشٍ، وما إلى ذلك. وعندما يكون المخطوط مبتور الأخير، فإننا ندخل التعقيبة في الحسبان عندما نحدد المكان الذي وقفت فيه الكتابة.

8 – وصف الخط، من حيث نوعُهُ، وشكله، وجودته أو رداءته.

9 – ذكر اسم الناسخ وتاريخ النسخ إن وجدا.

10 – ذكر عدد الورقات، مع الإشارة إلى موضع الكتاب المفهرَس إذا كان ضمن مجموع.

11 – الإشارة إلى مقياس المعطيات التالية: الورق، والمساحة المكتوبة، والغلاف.

12 – الإشارة إلى المسطرة، ونعني بها عدد الأسطر في كل ورقة.

13 – ذكر التعقيبة مع وصفها: هل هي أفقية، أو عمودية، أو مائلة، أو معكوسة، أو مختلفة.

14 – ذكر السماعات، والإجازات، والتملُّكات، والإعارات، إن وجدت. وقد أثبتنا أحيانا صيغة هذه المعطيات برمتها، حِرْصاً منا على حفظها من التلاشي والضياع، إذا كانت مكتوبة في كتاب نالت منه بعض الآفات، كالخروم، والرطوبة، والاحتراق، إلخ.

15 – وصف الغلاف بعناصره المكوِّنة له، ونعني بها: الدفتيْن العليا والسفلى، والكعب، والمرجع الأكبر، والمرجع الأصغر، والترنجة إن وُجدت، والزخرفات والتذهيبات إن وُجدت، وحالته المادية، وما إلى ذلك.

ونُذَكِّرُ في هذا المقام، بأننا عندما نقول: “غلاف أصلي“، فإننا نقصد به أحد أمرين:

الأول: أن يكون القصد منه الغلاف الذي وُضِع لأول مرة عندما صُنِعَ الكتاب.

الثاني: أنه مصنوع بطريقة تقليدية أصيلة، تراعي الخصوصيات الثقافية في صناعته، وقد يكون في هذه الحالة الغلاف الموضوع له لأول مرة، وقد يكون الثاني بعد ضياع الأول أو اهْتِرَائِهِ، وقد يكون العاشر أو أقل أو أكثر.

16 – وصف العلامات الورقية.

17 – ذكر عدد الورقات البيض والعصفور، وهل هي فارغة أو مكتوبة، وإن كانت مكتوبة نشير إلى طبيعة الفوائد والتقميشات المسجَّلة فيها، إلخ.

وتضم الخزانة الحسنية أيضا رصيدا نفيسا من الوثائق بما في ذلك الكنانيشالمخزنية الخاصة بالدولة المغربية. صدرت في فهرسين: الأول خاص بالكنانيش (السجلات الرسمية)، والثاني خاص بالمراسلات الملكية.

ويعتبر هذا الفهرس أول فهرس للكناشات المغربية الخاصة بالدولة العلوية الشريفة، “وهي عبارة عن السجلات الإدارية الرسمية لهذه الدولة، وعددها خمسة وعشرون وثمانمائة كناش، أقدمها يرجع إلى عهد السلطان مولاي عبد الله بن إسماعيل (تـ 1171 هـ)”[33]. ويمكن تقسيمها على الشكل التالي:

  • قسم يشتمل على البيانات المالية المتعلقة:

أولا: بالموانيء (الصادرات والواردات)؛

ثانيا: بالجبايات والرسوم وخرص الغلال؛

ثالثا: بمداخيل وصوائر بيت المال والأملاك المخزنية.

  • قسم يحتوي على نسخ المراسلات المخزنية.
  • قسم يضم بعض الاتفاقيات الدولية التي أبرمتها المملكة المغربية مع الدول الأجنبية[34].

أما فهرس الوثائق[35] فهو يمثل رصيدا هائلا يمكن تلخيص مواضيعه في: الشؤون الدينة، والشؤون الخاصة بالقصر الملكي، والتعيينات والإعفاءات، والأمن الداخلي، وأمور الجند، والجبايات والرسوم، والموانيء، والشؤون المالية والاقتصادية، والعلاقات الدولية، وظهائر التوقير والاحترام، والإنعامات الملكية على العلماء والنساخ والرعايا، وشؤون النسخ والطباعة والتسفير وإصلاح الكتب، وغير ذلك.

المسلك الثاني: تقنيات وصف الكتاب المخطوط

I–بعض ضوابط وصف الكتاب المخطوط

عرف العرب قديما “كثيرا من عناصر الفهرسة الوصفية، ولكن فهارسهم ظلت قوائم حصر، لا أدوات بحث. فالفهارس بأغراضها الحديثة، كأدوات لضبط “ببليوغرافي” يراد بها توثيق الأعمال المخطوطة، والتعريف بمضامينها، وبمواضع وجودها عن طريق استخلاص عناصر محددة الوصف، لم تظهر في الأقطار العربية إلا في عصر متأخر”[36].

وقد عقدت ندوات في الوطن العربي كان الغرض منها توحيد جهود المفهرسين واقتراح بطاقة نموذجية لمنهج فهرسة القوائم”[37].

وركز هذا النموذج الذي اختاره معهد المخطوطات العربية نموذجا لعمل الفهارس مستوفيا للعناصر التالية: ذكر عنوان الكتاب، ثم اسم المؤلف وعدد الأوراق، ومقياس الكتاب (الطول والعرض)، وتاريخ النسخ، واسم الناسخ وبعض خصائص النسخة، وبيان المجلد إذا كان الكتاب يتكون من أجزاء، بيان الكتاب هل هو تام أم مبتور.

ولم يهمل ذكر بعض العناصر الأخرى، التي يصطلح عليها بـ “خوارج النص”، من سماعات وتملكات وتقييدات تاريخية؛ إذ يحفل المخطوط العربي بجملة من العناصر التي لا تخفى أهميتها في البحث الكوديكولوجي لما تتيحه للباحث في الكتاب العربي المخطوط من إمكانات؛ فضلا عن أنها من الآليات لتأريخ الكتاب، إذا لم يعرف تاريخ نسخه، فتكون هذه القرائن التاريخية أساسا لتقدير عمر المخطوط.

إن الحديث الفهرسة يقتضي استحضار مسائل أساسية نذكر منها:

أولا: التمييز بين فهرسة الكتاب المطبوع، وفهرسة الكتاب المخطوط؛ ففهرسة المطبوع تخضع “لمواصفات وضوابط معينة وثابتة، وكأنها قوالب لا تتغير من كتاب إلى كتاب، مثل: عنوان الكتاب، وموضوعه، واسم مؤلفه، وعدد صفحاته، ومكان وزمان الطبع”[38]. والمفهرس يصف النسخة بشكل مقنع لوضوح المداخل المعتمدة في الفهرسة المقررة عند المختصين، والمتعارف عليها في مراكز العلم[39]. وهي تتم بشكل سريع فلا يتطلب منه وضع البطاقة وقتا طويلا، فما عليه إلا أن يملأ الخانات المعَدَّةَ لكل مدخل من المداخل، والتي يكاد يتفق عليها الجميع.

ثانيا: التمييز بين الكتاب المفرد، والكتاب المجموع: فالكتاب المفرد “هو الذي خصه المؤلف بموضوع معين”[40]، وقد يكون مؤلفا من جزء واحد، أو من أجزاء كثيرة. كما في المؤلفات الضخام مثل الجامع الصحيح للإمام البخاري، وصحيح الإمام مسلم، والشروح التي وضعت عليهما، وغير ذلك.

أما الكتاب المجموع[41] فهو عبارة عن مجلد يضم عددا من المؤلفات الخطية، أو الأجزاء الصغيرة، أو الرسائل، أو التقاييد. وتوجد مخطوطات كثيرة في خزائن الكتب تصنف تحت مسمى: مجموع، أو مجاميع؛ ذلك أن كل عنوان كتاب في هذا المجموع هو مخطوط قائم بذاته، ويفهرس كما يفهرس كل مخطوط آخر[42]. ثم إن المفهرس لابد أن يشير إلى هذه الخاصية في المخطوط عند فهرسته، ويعين موقعه في المجموع، من أي ورقة يبتديء وفي أي ورقة ينتهي حتى يسهل على الباحث الرجوع إليه في الفهرس، وزيادة في البيان يذكر ترتيبه في المجموع هل هو الأول، أو الثاني، أو الثالث …

ومن أمثلة ذلك أننا نجد في بعض المجاميع فهرسا في أوله بعناوين الكتب التي يتضمنها المجموع، ومن صور ذلك مثلا:

ويظهر من خلال المثال أن المجموع يضم 14 عنوانا، أي كتابا، وهي مرتبة في المجموع على الصورة التي وجدت في أول المجموع، ومن شأن هذا أن يُيَسِّرَ عمل المفهرس. ولكن في حالات كثيرة لا نجد هذا الفهرس مرفقا بالمجموع، فيلزم المفهرس تصفح الكتاب ليعَيِّنَ موضع كل كتاب في المجموع، مع الإشارة إلى الصفحة التي يبتديء منها، والصفحة التي ينتهي فيها.

والفهرسة جزء هام وأساسي من أجزاء علم الكوديكولوجيا[43]، وهو يقدم بيانات عن مضمون المخطوط، وعن الوعاء، أي باعتبار هذا المخطوط قطعة مادية. ويتطلب هذا من المفهرس ثقافة واسعة حتى يكون عمله مكتمل العناصر.

ويتفاوت حجم البيانات التي تقدمها لنا فهارس المخطوطات العربية المنشورة، كما تتفاوت مناهج ترتيبها حتى أننا لا نكادُ نَجِدُ “نمطا مُتَّفَقاً عليه في طريقة سَرْدِ البيانات، أو حجم البيانات نفسها التي يُلْتَزَمُ بها عن كل مخطوط”[44].

وقد ظهرت محاولات كثيرة ودراسات ومشاريع تقترح قواعد لفهرسة المخطوطات العربية، واقترحت بطاقات تتضمن البيانات الرئيسية التي يجب اعتمادها في البطاقة النموذجية[45].غير أن كثيرا من هذه الأعمال لم تكُنْ مَبْنيَّةً على أساس تطبيقي بقدر ما كانت محاولات نظرية. ومع ذلك فإن هناك حدا أدني يجب اعتماده في بطاقة أو استمارة المخطوطات العربية، خاصة بعد أن أمكن إعداد قواعد بيانات المخطوطات على الحاسبات الآلية[46]. وهذه البيانات[47] هي:

عنوان الكتب، اسم المؤلف، فاتحة الكتاب، وخاتمته، ورقم الكتاب في المكتبة، وفنه (موضوعه)، ونوع الخط (مع بيان نوعه بدقة)، وحوامل المخطوط (بردي – رَق – كاغد)،وعدد الورقات، والمسطرة (عدد الأسطر في الصفحة)، ومقياس الورق، وإذا كانت بأحبار وأقلام مختلفة، وإذا كانت النسخة بخط المؤلف أو منقولة من نسخة المؤلف، أو بخط بعض العلماء يثبت ذلك عند الوصف، الشكل (هل المتن مشكول أو غير مشكول)، ويشار إلى ما في النسخة من تزويق وتذهيب وغير ذلك، سواء في المتن أو العناوين، أو في افتتاحيات المخطوط وصفحة العنوان، وحالة التسفير (التجليد عند المشارقة)، وعدد الأجزاء أو المجلدات، ثم تاريخ النسخ واسم الناسخ ومكان النسخ (إن وُجِدَ).

ثم إن المفهرس يذكر القيود الموجود على النسخة (تسمى القيود التاريخية) المسجلة في النسخة سواء في صفحات الوقاية، أو بطن الغلاف، أو وجه الغلاف، مثل: (التملكات، وعقود البيع والشراء، وقيود المطالعة، وإيداع الشهادة، والسماعات، والمقابلة، والتصحيح (الرموز الدالة على ذلك)، والوقف). علاوة على ما يمكن أن تتضمنه من معلومات عن ملاك النسخة والذين تداولوها عبر السنين.

ولنذكر في هذا المقام، أن من علمائنا الكبار من تنَبَّهَ إلى أهمية المعلومات المكتوبة في الأغلفة، منهم جمال الدين علي بن يوسف القفطي الوزير، الذي صنف كتابا وَسَمَه بـــ “نُهْزَةُ الخاطر ونُزْهَةُ الناظر في أحاسن ما نُقِلَ مِنْ ظُهُورِ الْكُتُبِ[48]، حيث يشير العنوان إلى أن ما يكتب في الأغلفة لا يخلو من أحاسن ومحاسن، وإلى ضرورة الاعتناء بها لما فيها من فوائد وفرائد لا يجب إغفالها ولا الإعراض عنها، لأنها فرصة لاستقاء المعرفة كما تدل على ذلك كلمة “نهزة” التي تعني “فرصة”.

وللأسف لم يصلنا هذا الكتاب، وكم يكون مفيدا لو انبرى علماء لجمع أحاسن ما يوجد في ظهور الكتب المخطوطة في خزائن الكتب، سواء منها الخاصة أو العامة.

ثم إن المفهرس مطالب بإعداد الكشافات اللازمة للفهرس الذي أعده، فمن أولى ما يشتغل المفهرس به هو وضع الكشافات للفهارس المنجزة، وتتنوع هذه الفهارس عند أهل الفن.فيضع كشافا لعناوين الكتب، وكشافا لأسماء المؤلفين، وكشافا للنساخ، وكشافا للمصادر والمراجع. وكلها تساهم في تيسير الوصول إلى المعلومة.

ونقدم نماذج مختارة من بعض الفهارس التي حاولت قدر المستطاع أن تتبنى قواعد ثابتة، وبيانات متناسقة، تحاول نقل صورة عن المخطوط الموصوف، ونكتفي ببعض النماذج من الخزانة الحسنية بالرباط، من ذلك:

النماذج التمثيلية

سنمثل لبعض الفهارس المغربية، وفي طليعتها فهارس الخزانة الحسنية، لنرصد بعض التطور الذي حدث في تصورات المفهرسين؛ ذلك أن المفهرس بدون شك، فضلا عن تقيده ببعض الضوابط المتعارف عليها في خزائن الكتب في العالم، إلا أن المفهرس المبدع لا يتقيد في كل الأحوال بالضوابط إلا بالقدر الذي يحافظ على التسلسل والترتيب في الفهرس.

النموذج رقم: 1 (أصول الفقه)

من نماذج فهرسة كتب علم أصول الفقه نسوق نص وصف الكتاب كاملا ليتبين الخطوات التي سلكها المفهرسان، وهذه صورة فهرسة كتاب:الاعتبار في الناسخ والمنسوخ في الآثار، لزين الدين أبي بكر محمد بن موسى بن عثمان الحازمي الهمداني الشافعي(تـ 584 هـ / 1188 م):

رقم الحفظ: 2169

الاعتبار في الناسخ والمنسوخ في الآثار

لزين الدين أبي بكر محمد بن موسى بن عثمان الحازمي الهمداني الشافعي

(تـ 584 هـ / 1188 م)

انظر: الروضتين في أخبار الدولتين، ج. 2، ص. 137، سير أعلام النبلاء، ج. 21، ص. 167 – 182، معجم سركيس، ج. 1، ص. 735 – 736، أعلام الزركلي، ج. 7، ص. 117، معجم المؤلفين، ج. 12، ص. 65، كشاف الكتب المخطوطة بالخزانة الحسنية، ص. 40.

المعهود في الكتب المتعلقة بــ “الناسخ والمنسوخ” أن أصحابها يرتبونها بحسب ترتيب سور القرآن، بيْد أن الحازمي نهج نهجا آخر في تصنيف الكتاب الذي بين أيدينا، وهو أنه رتبه على أبواب الفقه، ليكون أسهل تناولا.

ونشير إلى أن هذا الكتاب يندرج في فن “علوم القرآن“، لكننا رأينا إدراجه أيضا في هذا الفهرس، لكون الأصوليين خصَّصوا لمبحث “النسخ” في كتب “أصول الفقه” حيِّزا بين مبحثي “الأفعال” و”الإجماع“.

كما نشير إلى أن منجز “الكشاف” ذكر العنوان هكذا: “الاعتبار في بيان الناسخ والمنسوخ من الحديث“، أي بزيادة لفظ “بيان“، واستعمال الحرف “من” بدلا من “في“، و”الحديث” بدلا من “الآثار“، ولكننا أثبتنا الصيغة الواردة في وجه الورقة الأولى من النسخة الموصوفة أسفله.

طُبِعَ الكتاب في حيدر آباد الدكن عام 1319 هـ.

أوله: الحمد لله الكبير المتعال الكثير النوال … أما بعد فهذا كتاب أذكر فيه ما انتهت إلي معرفته من ناسخ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنسوخه إذ هو علم جليل ذو غَوْر وغموض دارت فيه الرؤوس وتاهت في الكشف عن مكنونه النفوس وقد توهم بعض من لم يحظ من معرفة الآثار إلا بآثار ولم يحصل من طرائق الأخبار إلا أخبار … خطب فيه جليل يسير والمحصول منه قليل غير كثير ومن أمعن النظر في اختلاف الصحابة في الأحكام المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم اتضح له ما قلناه …

آخره: قال الشافعي … المشيئة إرادة الله قال الله عز وجل وما تشاؤون إلا أن يشاء الله فأعلم الله خلقه أن المشيئة له دون خلقه وأن مشيئتهم لا تكون إلا أن يشاء فيقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ثم شئت ولا يقال ما شاء الله وشئت قال ويقال من يطع الله ورسوله فإن الله تعبد العباد بأن فرض طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أطيع الله تعالى بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم تم الكتاب …

نسخة تامة، مصححة، ومعارضة بالأصل المنتسخ منه، وعلى مِيزَابِهَا بقايا ترميم يدوي جزئي.

مكتوبة على ورق سميك قليلا، بخط أندلسي، عتيق، أنيق، مليح، بحبر أسود، مشوب بالحمرة قليلا، مع استعمال خط الثلث الأندلسي بلون أسود عريض للعنونة والترويسة، دون ذكر اسم الناسخ وتاريخ النسخ.

تقع ضمن مجموع، من الورقة 1 أ إلى 91 ب، مقياس الورق: 24.5 x 21.5 سم، مقياس المساحة المكتوبة: 18.5 x 14.5 سم، المسطرة: 23 س، وهي خالية من التعقيبة.

مقياس الغلاف: 24 x 20.5 سم، وهو عبارة عن تسفير بجلد أصلي لونه أحمر، مجدوَل بزخارف نباتية مضغوطة تتوسطها ترنجة مغربية لونها أخضر، وهي موصولة بلسان مزدان بالزخرفة نفسها، وقد انفصل الكعب عن خيوط التشبيك مما ترتب عليه انفكاك ملزماتها، كما بدأت الأرضة تنال من الغلاف.

احتوى المجموع على عصفور مكوَّن من خمس ورقات: واحدة في أوله، وأربعة في آخره.

كما اشتمل وجه الورقة الأولى منه على عدة تملكات أتت عوادي الزمن على بعضها، وتدخلت أيادي البشر على بعض منها بالمحو والتشطيب، وقد تبينا منها الأسماء التالية: عبد العزيز بن … بن علال، وعبد الرحمن بن عبد العزيز الحلو المريني، وولده عبد السلام، ومحمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن رشيد الفهري، علاوة على متملِّك رمز إلى اسمه توقيعا.

كما اشتمل على عارية باسم عبد الله بن أحمد بن الفقيه علي بن عيسى النجار الشريف الحسني

علاوة على تقييد في ترجمة المؤلف منقول من “التكملة“.

وفي أسفل الورقة إجازة برواية كتاب “الاعتبار في بيان الناسخ والمنسوخ“، والمجيز هو ضياء الدين أبو الحسن علي بن … بن يوسف بن عفيف الخزرجي الساحلي الأندلسي الغرناطي.

المثال رقم: 2 (فهرس التصوف): فهرسة كتاب:إحياء علوم الدين، لزين الدين أبي حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمدالغزالي الطوسي الشافعي الملقب بحجة الإسلام (ت 505هـ / 1111م). وهذه صورتها مع المحافظة على الشكل الذي وردت به الفهرس:

 رقم: 4209

إحياء علوم الدين

لزين الدين أبي حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد

الغزالي الطوسي الشافعي الملقب بحجة الإسلام

(تـ 505هـ – 1111م)

(انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي،  4101-182، كشف الظنون،1/23-24، معجم المؤلفين،11/266-269، فهرس الكتب العربية لخزانة جامع القرويين،1540-1544، فهرس خزانة الجامع الكبير بطنجةالقائمة،2، رقم 13، دراسة إجازات عبد القادر الفاسي لابن أبي شنب، رقم 338 (3)، GAL,GI,422,25 – Macdonald, Enc. Isl.,II :154.)

يعتبر كتاب “إحياء علوم الدين“من أجل وأعظم ما ألف في علم التصوف، رتبه الغزالي على أربعة أقسام: ربع العبادات، وربع العادات، وربع المهلكات، وربع المنجيات، وتندرج كتب عشرة تحت كل ربع.استهله بكتاب العلم، وختمه بكتاب التفكر وذكر الموت. وجملة ما فيه من الكتب أربعون كتابا.ولما دخل “الإحياء” إلى المغرب أنكر فيه بعض العلماء المغاربة أشياء؛ خاصة في الفترة المرابطية؛ فصنف الغزالي كتابا في رفع ما ظهر فيه من إشكالات وسماه بـ:الإملاء في الرد على الإحياء“. أما في الفترة الموحدية فقد استطار الكتاب لدى المغاربة وكثر الإقبال عليه لموافقة ما فيه لأفكار محمد المهدي بن تومرت مؤسس الدولة الموحدية.

أوله:أحمد الله أولا وآخرا حمدا كثيرا متواليا … وأستخيره سبحانه فيما انبعث له عزمي من تحرير كتاب إحياء علوم الدين…

آخره: فهذه الأحاديث وما أوردناه في كتاب الرجاء تبشرنا بسعة رحمة الله تعالى فنرجو من الله سبحانه أن لا يعاملنا بما نستحقه وأن يتفضل علينا بما هو أهله بمنه وسعة جوده إنه جواد كريم رءوف رحيم.

نسخة تامة، نالت منها الخروم، تقع في خمسة مجلدات، كتبت بخط مغربي حسن ملون مجدول، لم يرد اسم الناسخ وتاريخ النسخ إلا في المجلد الثاني الذي كتبه محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي السجلماسي المرابط، وكان الفراغ منه يوم الثلاثاء 10 ربيع الأول عام 1224هـ، عدد أوراق المجلد الأول 187ق، والثاني 250ق، والثالث 239ق، والرابع 174ق، والخامس 164ق، المقياس 29 x 20سم، المسطرة الأولى مختلفة بين 26 و 28س، والثاني 24س، والثالث 23س، والرابع 24س، والخامس 24س، التعقيبة مائلة في كل المجلدات.

طبع الإحياءعدة مرات، منها طبعة بولاق عام 1278هـ، وطبعة ليكناو عام 1281هـ، وطبعة القاهرة عام 1312هـ.

فجاء ترتيب المداخل على الشكل التالي: رقم المخطوط، عنوان المخطوط، اسم المؤلف، مصادر ترجمة المؤلف، التعريف بموضوع الكتاب ملخصا، أول المخطوط، آخر المخطوط، وصف النسخة، عدد المجلدات، اسم الناسخ، تاريخ النسخ، التعقيبة.

ويلاحظ أن المفهرسين لم يصفوا الشكل المادي للمخطوط، وهو من الأمور الخلافية بين المفهرسين؛ ذلك أن وصف الكتاب باعتباره قطعة مادية هو من تخصص الكوديكولوجي، غير أن بعض المفهرسين اختاروا الوصف المادي، ولكن في الحدود التي تساعد على استجلاء بعض الغموض حول النسخة، خاصة إذا كانت خلوا من تاريخ النسخ؛ فقد تساعد القرائن الكوديكولوجية في تقدير عمر المخطوط، وأحيانا لا تتوفر الأدوات الضرورية لفحص الكتاب فحصا دقيقا، بيدَ أنَّ المفهرس المتمكن يمكن أن يتعرف على العناصر المساعدة التي اكتسبها بالخبرة الطويلة مع الكتاب المخطوط.

النموذج رقم: 3 (المنطق): تقييدعلى السلم المرونقفي علم المنطق، لأبي عثمان سعيد بن إبراهيمالإفريقي الجزائريالمعروف بـ “قدورة”(تـ 1066 هـ / 1656 م).

رقم:868

تقييد

على السلم المرونق

في علم المنطق

لأبي عثمان سعيد بن إبراهيمالإفريقي الجزائريالمعروف بـ “قدورة”

(تـ 1066 هـ / 1656 م)

انظر: صفوة من انتشر، ص. 220، اقتفاء الأثر، ص. 132، 166، 170، التقاظ الدرر، ج. 1، ص. 139، نشر أزاهر البستان، ص. 37 – 40،اليواقيت الثمينة، ج. 1، ص. 162 – 163، هدية العارفين، ج. 1، ص. 393، شجرة النور الزكية، ص. 309، معجم المؤلفين، ج. 4 ، ص. 219، معجم أعلام الجزائر، ص. 259.

نظم الأخضري منظومته المنطقية، الموسومة بــ “السلم المرونق”، ثم وضع عليها شرحا وسمه بــ: “مظهر المقاصد“، فجاء قدورة الجزائري، ووضع على هذا الشرح تذييلا يذكر فيه ما أغفله الأخضري.

أوله: الحمد لله الذي علم الإنسان من حقائق التصورات ما لم يكن يعلم … وبعد فإني استخرت الله تعالى في وضع تقييد على الأرجوزة المسماة بالسلم المرونق …

آخره: ولم يجعل بتمامه موضوعا للكبرى نبه عليه بعض الفضلاء ممن شرح إيساغوجي …

نسخة تامة، مصححة، وقد بدأت تنال منها الخروم. مكتوبة بخط مغربي لا بأس به، مع استعمال الحمرة للمتن المشروح، دون ذكر اسم الناسخ وتاريخ النسخ.

تقع ضمن مجموع، من الورقة 89 أ إلى 134 ب، المقياس: 28.5 x 19 سم، المسطرة: 26 س، التعقيبة مائلة.

وفي ظهر غلاف المجموع إشهاد رهن هذا نصه: “هذا كتاب السيد محمد أكشت بمدرسة المواسين مرهون في كتابنا الواقدي في الغزوات أخذه منا ينسخه”.

وتوجد في وجه الورقة الأولى منه إشهادان وتملك.

أما الإشهاد الأول، فهذا نصه: “الحمد لله وحده، استودع كاتبه شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا ومولانا محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وعبيد ربه … لطف الله به“، وقد عمي الاسم الموقَّع.

وأما الإشهاد الثاني، فنصه: ” الحمد لله وحده، استودع كاتبه شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا وفي 25 ذي قعدة عام 1256 وعبيد ربه سبحانه لطف الله به آمين“.

أما التملك، فقد ثبت بين الإشهادين المذكورين، وهذا نصه: “الحمد لله، اشترى فلان بن فلان الفلاني جميع كتابا [كذا] على شرح خليل بثمن قدره ثلاثين مثقالا في … ثاني شوال عام 54 ومائة وألف وعبيد ربه … لطف الله به“، مع تعمية الاسم الموقَّع به.

والملاحظ ان هناك بَوْنًا زمنيا شاسعا بين تاريخ التملك وتاريخ الإشهاد الثاني، حيث وقع الأول بمائة عام تقريبا قبل الثاني، وكلاهما بالخط نفسه، وحل هذا الإشكال على عهدة الكوديكولوجيين.

يتضح مما تقدم أن الفهرسة المخطوطات من الأمور الصعبة والشاقة، وتختلف عن فهرسة الكتاب المطبوع، وتحتاج إلى ثقافة واسعة تمكن المفهرس من مواجهة مختلف الحالات التي يطرحها الكتاب المخطوط؛ ذلك أن كل نسخة من النسخ هي عالم مليء بالفوائد والنفائس، ولذلك فإن المفهرس يحتاج إلى الصبر والمثابرة ليستطيع أن يقتحم مجاهل هذا العالم الغني والعجيب.

IIثقافة المفهرس

لقد استقر عند العلماء المسلمين أن المفهرس لابد له أن يحصل المعارف التي تؤهله لاقتحام هذا العالم الفسيح، فتقرَّرَ عندهم أنه “لابد لمفهرس المخطوطات من ثقافة واسعة، وإدراك واسع بتاريخ الكتاب العربي”[49]. وتتضمن هذه المعرفة الإلمام باللغة، والإلمام بالببيوغرافيا، والباليوغرافيا، ومصطلحات العلوم والفنون، والمعرفة بالأركيولوجيا والفنون الجميلة، وغيرها مما يشكل العدَّة لمواجهة مختلف الإشكالات التي تطرحها كل نسخة على حدة؛ ذلك أن كل نسخة مخطوطة هي عالم قائم بذاته، ويتطلب من المفهرس تعاملا خاصا.

إن أولى موجبات الاشتغال بالفهرسة، وكما تعلمنا ذلك من شيوخنا، علاوة على التحصيل المعرفي والتكوين التقني، مطلبان، وهما: الحبُّ، والصدق والإخلاص. أما الأول فهو “ألزمُ ما يكون للمشتغل بعلم المخطوطات؛ فهرسة أو نسخا أو تحقيقا”[50]؛ ذلك أن حب المفهرس للتراث المخطوط محرك أساسي، حيث تكتسب هذه الألفة مع الكتاب حتى تتحول إلى عشق بحيث تصبح هذا العلاقة مع المخطوط وطيدة. وأما الصدق والإخلاص في العمل فهما مطلبان أساسيان للمفهرس، وهما من ثمرات المحبة، فيجب أن يعتقد المفهرس أن عمله تقرب إلى الله تعالى، وخدمة للعلم الشريف والشريعة، فيَتَحرَّى الدقة في الوصف على الصورة التي يكون عمله فيه خدمة للباحثين والدارسين.

ثم إن المفهرس لابد له يحصل قدرا مهما من المعرفة باللغة؛ اللغة العربية وأساليبها واستعمالات أهلها منذ القرون الأولى، أي اللغة العالمة التي كتب بها المسلمون تآليفهم شعرا ونثرا، وفي شتى فنون العلم الأدبية والعلمية، فهي ضرورية عند تحرير مادة الفهرسة بأركانها وقواعدها التي تواضع عليها أهل الفن، وقرروها في أبحاثهم وفهارسهم؛ فعنوانات المخطوطات، وأوائلها وخواتمها يجب أن تكون مستجيبة لقواعد اللغة العربية الفصيحة كما كتبها أهلها. فمعرفته باللغة العربية وأساليبها ومعانيها ومعاجمها تحفظه من ارتكاب الأخطاء، أو تدارك الخطأ الذي قد يقع فيه النساخ لسهو منهم، أو جهل باللغة وأساليبها. وقد يكون هذا التصحيف والتحريف في العنوانات وفي مواضع من الكتاب، خاصة إذا لم تكن النسخة مصححة ومقابلة؛ فالمفهرس بحذقه ومهاراته اللغوية يتمكن من نقل صورة تامة وكاشفة عن النسخة الموصوفة، ويغيب عنه الضبط والدقة عندما تكون بضاعته اللغوية ضعيفة.

ومن ذلك أيضا معرفة اصطلاحات الفنون، ويعرف معجم هذه الصناعة واصطلاحات أربابها؛ ذلك أن معرفة مصطلحات العلوم ضرورية للمفهرس من حيث إنها نافعة لكشف الإشكالات التي تعترضه عند فهرسة المخطوط. فلابد أن يعرف أنواع المخطوط، وصناعة المخطوط وما يلزم في معرفة المصطلحات المتداولة فيها.

فوصف المعطيات الكوديكولوجية، يتطلب من المفهرس أن يعرف المصطلحات اللازمة للوصف، من قبيل:

أولا: عند وصف العلامات الورقية (= “العلامات المائية“، “الفِلِغْرَانات“) (Marque de papier)، وتعرف أيضا بــ “العلامة المائية” (Marque d’eau, en anglais: Watermark)، وبــ “الفيليغران” (Filigranes). فيصفها وصفا دقيقا، سواء كانت العلامة المائية بسيطة أو مركَّبة.

ثانيا: وصف الأغلفة وصفا دقيقا، يقتضي من المفهرس معرفة كل أجزائها، كــ “الدفة“، و”اللسان“، و”المرجع الأصغر“، و”الكعب“، و”الشيرازة“، و”الزخرفات“، و”التُّرُنْجَات“، إلخ، مع التمييز بين “الغلاف العربي” و”الغلاف الأوربي“، والتمييز بين “الترنجة المغربية” و”الترنجة الأندلسية” و”الترنجة العثمانية“، إلخ، وكذا الإشارة إلى الفوائد والتقميشات إذا كانت مكتوبة في بطون الأغلفة، وتحديد طبيعتها: هل هي فوائد وتقميشاتأدبية، أو فقهية، أو كلامية، أو غير ذلك. وهذا شكل يبين أجزاء الغلاف وعناصره:

 

1 اللسان (المرجع الأكبر) 5 الترنجة
2 المرجع الأصغر 6 الخيطية
3 الدفة السفلى 7 الكعب
4 الدفة العليا 8 الجدولة

ومن ملازم الفهرسة أيضا الإلمام بالببليوغرافيا: إن الإلمام بالببليوغرافيا أمرٌ بالغ الأهمية بالنسبة للمفهرس،يقول الدكتور أحمد شوقي بنبين: “لابد للمفهرس أن يكون ببليوغرافيا؛ لأن مجموعة من التساؤلات التي يطرحها العنوان الببليوغرافي لمخطوط معين تقتضي وجود مفهرس مُلِمٍّ بقواعد الببيوغرافيا وأساليبها الحديثة. وهذا الإلمام هو الذي يمكنه من الإجابة عن الأسئلة التقنية والعلمية التي تطرحها عملية الفهرسة من جهة،ويقتضيها الوصف التاريخي والكوديكولوجي للمخطوطات من جهة أخرى”[51].

ومن المصادر الببليوغرافية التي تحصي المؤلفين والمؤلفات كتاب الفهرست، لأبي الفرج محمد بن إسحاق بن محمد الوراق البغدادي، المعروف بابن النديم، ومفتاح السعادةومصباح السيادة في موضوعات العلوم، لأحمد بن مصطفى الشهير بـ: طاشكبري زاده، وكلاهما مرتب بالموضوع، وكشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، لمصطفى بن عبد الله الشهير بـ: حاجي خليفة، وذيله الموسوم بـ: إيضاح المكنونفي الذيل على كشف الظنون، لإسماعيل البغدادي، وهما مرتبان بالعنوان، وهدية العارفين، لإسماعيل البغدادي.

ومن المصادر المهمة كذلك التي ترافق المفهرس والتي تمكنه من معرفة أماكن النسخ المخطوطة في خزائن الكتب في العالم، نذكر منها:

تاريخ الأدب العربي، (Geschichte der ArabischenLitteratur)، لكارل بروكلمان (Carl Brockelman).

تاريخ التراث العربيSchrifttums) Geschichte der Arabische)، لفؤاد سزگين (FuatSezgin)[52].

ثم إن المفهرس لابد أن تكون له معرفة وإلمام بالمعاجم الجغرافية لمعرفة الأعلام الجغرافية مثل معجم ما استعْجم من أسماء البلاد والمواضع، لأبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (تـ 487 هـ)،ومعجم البلدان، لياقوت بن عبد الله الحَمَوي (تـ 626 هـ).

والتعريف بالأعلام يلزم الرجوع المصادر والمراجع الضرورية لتوثيق المؤلفين فيفتتح بالتعرف على كتابين مهمين، هما: الأعلام، لخير الدين الزركلي، ومعجم المؤلفين، لعمر رضا كحالة. وهما كتابان موجهان من حيث ترتيبهما وسهولة استخدامهما، فهما يحيلان إلى مصادر أخبار المؤلفين؛ لذلك فلا مناص للمفهرس أن يرجع إلى المصادر الأصلية.

ثم هناك صنف آخر من المصادر ونقصد إلى صنف كتب الوفيات، نذكر منها: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لأحمد بن محمد بن إبراهيم ابن خلكان (تـ 681 هـ)، وفوات الوفيات، لابن شاكر الكتبي (تـ 764 هـ)، والوافي بالوفيات، لصلاح الدين خليل بن أيبك الصَّفَدي (تـ 764 هـ)، وسير أعلام النبلاء، لشمس الدين الذهبي (تـ 748 هـ)، ومعجم الأدباء، لياقوت الحموي (تـ 626 هـ).

ومن صنف الكتب التي تؤرخ للبلدان، مها صنف يترجم لأعلام قرن من الزمن، في فروع المعرفة المختلفة، من ذلك: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لابن حجر العسقلاني (852 هـ)، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، للسخاوي (تـ 902 هـ)، الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة، لنجم الدين الغزي (تـ 1061 هـ).

وهناك صنف آخر من التأليف العربي وهو ما يتعلق بـ: كتب الطبقات ترجمت للقراء والمفسرين والفقهاء والمحدثين والشعراء والنحاة واللغويين والأطباء، نذكر منها للتمثيل:

طبقات النحويين واللغويين، لمحمد بن الحسن الزبيدي الأندلسي (تـ 379 هـ).

عيون الأنباء في طبقات الأطباء، لأبن أبي أصيبعة (تـ 643 هـ).

إنباه الرواة على أنباء النحاة، لجمال الدين القفطي (تـ 646 هـ).

طبقات الشافعية الكبرى، لتاج الدين، عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي (تـ 771 هـ).

غاية النهاية في طبقات القراء، لمحمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (تـ 833 هـ).

الطبقات السنية في تراجم الحنفية، لتقي الدين الغزي (تـ 1010 هـ).

شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، لمحمد بن محمد مخلوف (تـ 1360 هـ).

ثم إن المفهرس لابد له من تحصيل قدر منالمعرفة بالباليوغرافيا، (Paléographie – Paleography). وهي علم الخطوط القديمة[53].وهذه المعرفة تمكنه من التمييز بين أنواع الخطوط القديمة؛ لأن من المداخل الأساسية في الفهرسة وصف الخط، وكثير من المفهرسين لا يتقنون هذه المهارة سواء تعلق الأمر بالخطوط المغربية أو المشرقية، لذلك يكون الوصف ناقصا أحيانا وغير دقيق لقصور المفهرس في معرفة أنواع الخطوط التي يصادفها عند فهرسة المخطوطات. وهذه المهارة تكتسب بالتعلم أولا، وتصقل في ممارسة الفهرسة، إذ يصادف المفهرس، خاصة في المكتبات العريقة، ألوانا من الخطوط وأشكالا منوعة؛ “فإذا كان الخط مغربيا مثلا، فهو إما أندلسي أو مغربي أو موريتاني أو غير ذلك. وإذا كان مغربيا فهو فاسي أو صحراوي أو سُوسِي أو بَدَوِي أو غير ذلك”[54]. ويزداد الأمر تعقيدا عندما يتعلق الأمر بالخطوط الزخرفية التي تستعمل في تراجم بعض المخطوطات، وفي اللوحات الافتتاحية، أو صفحات العنوان والسرلوحات البديعة، خاصة المخطوطات الخزائنية التي نظفر فيها بتلوينات خطية إبداعية سواء منها المشرقية أو المغربية، كما يظهر في بعض المخطوطات التي نالت عناية كبيرة عبر العصور مثل صحيح الإمام البخاري، وصحيح مسلم، والشمائل الترمذية، والشفا في التعريف بحقوق المصطفى للقاضي عياض، ودلائل الخيرات للإمام الجزولي، وذخيرة المحتاج للمعطى بن الصالح الشرقي، وغيرها.

ثم إن المعرفةبالأركيولوجيا والفنون الجميلةضرورية لأنها تحقق مطلبا جماليا؛ أي أنها تكشف عن البعد الجمالي في الكتاب العربي المخطوط؛ فالأغلفة وأشكال التوريق والترنجات وسائر التشكيلات الزخرفية، وما يتعلق بها من صميم الآثار التي تعبر عن ثقافة الأمة، وتكشف عن ذوقها الفني والجمالي. ثم إن أساليب الزخرفة والتهذيب، وما تُصدَّرُ به المخطوطات من سرلوحات رائعة وفي غاية الجودة والإتقان، بالتشكيلات الهندسية المورقة، وطرائق المزخرفين في المشرق والمغرب، والورق وأنواعه، وما إلى ذلك مما يمكن أن يكون مدخلا لدراسة حضارة الكتاب العربي المخطوط؛ ومعرفة تاريخ الصناعة والفن عند الشعوب.

حسبنا في هذه الإطلالة على الفهرسة وقضاياها المركزيةوما لها من أهمية في الكشف عن نفائس التراث الإسلامي، وجسامة المسؤولية التي يقوم بها المفهرس، وما لعمل المفهرسين في العالم من أهمية في خدمة البحث العلمي. يقول الدكتور أحمد شوقي بنبين، مدير الخزانة الحسنية بالرباط، في التنويه ببعض الفهارس التي أعدها المكلفون بالفهرسة فيهذه المؤسسة العلمية العريقة: “فقد كان الفهرسان السابقان اللذان أنجزهما الأستاذان خالد زَهْري وعبد المجيد بوكاري، وهما “فهرس الكتب المخطوطة في العقيدة الأشعرية” و”فهرس كتب الحكمة والمنطق“، فتْحاً مُبِينا للباحثين والمتخصصين في الدراسات الكلامية والفلسفية والمنطقية، حيث إنها كانت ملاذا لهم في اختيار كتب موصوفة في الفهرسيْن المذكورين لدراستها وتحقيقها في إطار الماجستير والدكتوراه، سواء في الجامعات المغربية، أو العربية، أو الأوربية، بل إنهما عُدَّا من المراجع الأساسية التي اعتمدها المركز الوطني للأبحاث العلمية (CNRS) بفرنسا في إحدى مشاريعه العلمية الكبرى”.

الهوامش

[1]– عبقرية التأليف العربي، علاقة النصوص والاتصال العلمي، لكمال عرفات نبهان، الوعي الإسلامي، (الإصدار المائة)، 1436 هـ / 2015 م، ص. 447.

[2]– فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، لعبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، باعتناء إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط. 2، 141402 هـ / 1982 م، ج. 1، ص. 288 – 293.

[3] – قواعد فهرسة المخطوطات العربية، لصلاح الدين المنجِّد، دار الكتاب الجديد، بيروت، ط. 2، 1396 هـ / 1976 م، ص. 21.

[4]– مقال التجربة المغربية، لأحمد شوقي بنبين، ضمن أعمال ندوة: التجارب العربي في فهرسة المخطوطات، ص. 186.

[5] – في الكتاب العربي المخطوط، لأحمد شوقي بنبين، ص. 173.

[6] – في الكتاب العربي المخطوط، لأحمد شوقي بنبين، ص. 174.

[7] – مقال التجربة مؤسسة الفرقان، لعبد الستار الحلوجي، ضمن أعمال ندوة: التجارب العربي في فهرسة المخطوطات، ص. 321.

[8] – مقال فهرسة المخطوط العربي التجربة المغربية، ضمن كتاب: دراسات في علم المخطوط والبحث الببليوغرافي، ص. 134.

[9] – مخطوط محفوظ بالخزانة الحسنية بالرباط، مسجل تحت رقم: 14134.

[10] – مخطوط محفوظ بالخزانة الحسنية بالرباط، مسجل تحت رقم: 4447.

[11] – مخطوط محفوظ بالخزانة الحسنية بالرباط، مسجل تحت رقم: 4434.

[12] – مخطوط محفوظ بالخزانة الحسنية بالرباط، مسجل تحت رقم: 4446.

[13] – مخطوط محفوظ بالخزانة الحسنية بالرباط، مسجل تحت رقم: 10832.

[14] – مخطوط محفوظ بالخزانة الحسنية بالرباط، مسجل تحت رقم: 4428.

[15] – مخطوط محفوظ بالخزانة الحسنية بالرباط، مسجل تحت رقم: 4429.

[16] – مخطوط محفوظ بالخزانة الحسنية بالرباط، مسجل تحت رقم: 8256.

[17] – مخطوط محفوظ بالخزانة الحسنية بالرباط، مسجل تحت رقم: 4883.

[18] – مخطوط محفوظ بالخزانة الحسنية بالرباط، مسجل تحت رقم: 4263.

[19] – مخطوط محفوظ بالخزانة الحسنية بالرباط، مسجل تحت رقم: 4259.

[20] – مخطوط محفوظ بالخزانة الحسنية بالرباط، مسجل تحت رقم: 4433.

[21] – مخطوط محفوظ بالخزانة الحسنية بالرباط، مسجل تحت رقم: 6586.

[22]– نشر هذا العمل في مجلة البحث العلمي، سنة 1964 م.تحدث فيه عن بعض نوادر المصاحف، والقراءات، والتجويد، وعلوم القرآن، والتفسير، السيرة النبوية، والفقه، والجغرافيةـ والرحلات، وتاريخ المغرب، والتراجم، والطب، وعلم الفلك، واللغة، والنحو، والصرف، والعلوم الطبيعية، والموسيقى.

[23]– نشر سنة 1978 م، وأعيد نشره سنة 2004 م، منشورات الخزانة الحسنية، المطبعة والوراقة الوطنية، مراكش.

[24]– وقد أعيد طبع هذا الفهرس سنة 2000 م، بالمطبعة الملكية بالرباط، في مجلدين، تحت إشراف السيد مدير الخزانة الحسنية أحمد شوقي بنبين، من إعداد عبد العالي لمدبر، ومحمد سعيد حنشي.

[25]– فهرس الطب والصيدلة والبيطرة والحيوان والنبات، تصنيف محمد العربي الخطابي، دار النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1402 هـ / 1982 م.

[26]– دراسات في علم المخطوط والبحث الببليوغرافي، لأحمد شوقي بنبين، ص. 138.

[27]– صدربدار المعارف، الرباط، 1983 م.

[28]– الفهرس الوصفي لمخطوطات المنطق، وآداب البحث والموسيقى ونظم الدولة والفنون الحربية وجوامع العلوم، لمحمد العربي الخطابي، الرباط، 1405 هـ / 1985 م.

[29]– الفهرس الوصفي لعلوم القرآن الكريم،تصنيف محمد العربي الخطابي، دار النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1402 هـ / 1982 م.

[30]– فهرس الكتب المخطوطة في الحكمة والمنطق، وآداب البحث والمناظرة، والوضع، تألف عبد المجيد بوكاري، وخالد زهري، مراجعة وتقديم أحمد شوقي بنبين، دار ابي رقراق لطباعة والنشر، الرباط، 1432 هـ / 2011 م.

[31]– فهرس الكتب المخطوطة في الحكمة والمنطق، وآداب البحث والمناظرة، والوضع، م. س. ص. 5.

[32] -فهرس الكتب المخطوطة في علم أصول الفقه المحفوظة في الخزانة الحسنية، مراجعة وتقديم أحمد شوقي بنبين، تأليف عبد المجيد بوكاري، خالد زهري، منشورات الخزانة الحسنية بالرباط، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، ط. 1، 1436 هـ / 2014 م.

[33]– دراسات في علم المخطوط، م. س. ص. 143.

[34]– دراسات في علم المخطوط، م. س. ص. 143 – 144.

[35]– دراسات في علم المخطوط، م. س. ص. 144 – 145.

[36] – عصام محمد الشنطي، تجربة معهد المخطوطات العربية، ضمن ندوة التجارب العربية في فهرسة المخطوطات، منشورات معهد المخطوطات العربية، القاهرة، ص. 297.

[37] – عصام محمد الشنطي، تجربة معهد المخطوطات العربية، م. س.ص. 297.

[38]– مقال: ثقافة المفهرس، لمحمود محمد الطناحي، ضمن ندوة: فن فهرسة المخطوطات: مدخل وقضايا، منشورات معهد المخطوطات العربية، بالقاهرة، ص. 190.

[39]– فهرست المخطوطات العربية، لعابد سليمان المشوخي، مكتبة المنار، الأردن، الزرقاء، 1409 هـ / 1989 م، ص. 22.

[40]– مصطلحات الكتاب العربي المخطوط (معجم كوديكولوجي)، لأحمد شوقي بنبين – مصطفى طوبي، منشورات الخزانة الحسنية، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، ط. 5، 1440 هـ / 2018 م، ص.372.

[41] – مصطلحات الكتاب العربي المخطوط (معجم كوديكولوجي)، لأحمد شوقي بنبين ومصطفى طوبي، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، ط. 5، 1440 هـ / 2018 م، ص. 404.

[42] – قواعد فهرسة المخطوطات العربية، لصلاح الدين المنجد، دار الجيل الجديد، بيروت، 1396 هـ / 1976 م، ص. 73.

[43] – الكتاب العربي المخطوط وعلم المخطوطات، لأيمن فؤاد السيد، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط. 1، 1418 هـ / 1997 م، ج. 2، ص. 533.

[44] – الكتاب العربي المخطوط وعلم المخطوطات، لأيمن فؤاد السيد، م. س. ج. 2، ص. 533.

[45] – قواعد فهرسة المخطوطات العربية، لصلاح الدين المنجد، دار الكتاب الجديد، بيروت، 1976 م؛ الفهرسة الوصفية للمكتبات، المطبوعات والمخطوطات، لشعبان خليفة ومحمد عوض العايدي، دار المريخ، الرياض، 1980 م، ص. 321 – 322، المخطوط العربي، لعبد الستار الحلوجي، ص. 258 – 270، فهرسة المخطوط العربي، لميري عبودي، دار الرشيد للنشر، بغداد، 1980 م.

[46] – الكتاب العربي المخطوط وعلم المخطوطات، لأيمن فؤاد السيد، م. س. ج. 2، ص. 534.

[47] – الكتاب العربي المخطوط وعلم المخطوطات، لأيمن فؤاد السيد، م. س. ج. 2، ص. 535.

[48] – إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون، لإسماعيل باشا البغدادي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ج. 2، ص. 696.

[49]– ثقافة المفهرس، لمحمد محمد الطناحي، ص. 191.

[50]– ثقافة المفهرس، لمحمد محمد الطناحي، م. س. ص. 192.

[51] – التجربة المغربية، لأحمد شوقي بنبين، ضمن أعمال ندوة: التجارب العربي في فهرسة المخطوطات، ص. 189.

[52] – لمزيد من التوسع ينظر: مقال:الببليوغرافيا الدولية العامة بين كونرادجسنر وحاجي خليفة، لأحمد شوقي بنبين، ضمن كتاب: دراسات في علم المخطوط والبحث الببليوغرافي، ص. 419 – 437، ومقال: الببليوغرافيا والفهرسة أي علاقة؟، لأحمد شوقي بنبين، ضمن كتاب: في الكتاب العربي المخطوط، ص. 167 – 175.

[53] – مصطلحات الكتاب العربي المخطوط (معجم كوديكولوجي)، لأحمد شوقي بنبين – مصطفى طوبي، منشورات الخزانة الحسنية، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، ط. 5، 1440 هـ / 2018 م، 54.

[54] – مقال التجربة المغربية، لأحمد شوقي بنبين، ضمن أعمال ندوة: التجارب العربي في فهرسة المخطوطات، ص. 189.

فهرس المصادر والمراجع

  1. إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون، لإسماعيل باشا البغدادي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، (د. ت).
  2. ثقافة المفهرس، لمحمود محمد الطناحي، عبقرية التأليف العربي، علاقة النصوص والاتصال العلمي، لكمال عرفات نبهان، الوعي الإسلامي، (الإصدار المائة)، 1436 هـ / 2015 م.
  3. دراسات في علم المخطوط والبحث الببليوغرافي، لأحمد شوقي بنبين، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، ط. 3، 1440 هـ / 2018 م.
  4. فن فهرسة المخطوطات: مدخل وقضايا، منشورات معهد المخطوطات العربية، القاهرة، 1999 م. (ندوة)
  5. فهرس الطب والصيدلة والبيطرة والحيوان والنبات، تصنيف محمد العربي الخطابي، دار النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1402 هـ / 1982 م.
  6. فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، لعبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، باعتناء إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط. 2، 1402 / 1982 م.
  7. فهرس الكتب المخطوطة في الحكمة والمنطق، وآداب البحث والمناظرة، والوضع، تألف عبد المجيد بوكاري، وخالد زهري، مراجعة وتقديم أحمد شوقي بنبين، دار أبي رقراق لطباعة والنشر، الرباط، 1432 هـ / 2011 م.
  8. فهرس الكتب المخطوطة في علم أصول الفقه المحفوظة في الخزانة الحسنية، مراجعة وتقديم أحمد شوقي بنبين، تأليف عبد المجيد بوكاري، خالد زهري، منشورات الخزانة الحسنية بالرباط، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، ط. 1، 1436 هـ / 2014 م.
  9. فهرسة المخطوط العربي، لميري عبودي، دار الرشيد للنشر، بغداد، 1980 م.
  10. فهرست المخطوطات العربية، لعابد سليمان المشوخي، مكتبة المنار، الأردن، الزرقاء، 1409 هـ / 1989 م.
  11. الفهرس الوصفي لمخطوطات المنطق، وآداب البحث والموسيقى ونظم الدولة والفنون الحربية وجوامع العلوم، لمحمد العربي الخطابي، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1405 هـ / 1985 م.
  12. الفهرس الوصفي لعلوم القرآن الكريم، تصنيف محمد العربي الخطابي، دار النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1402 هـ / 1982 م.
  13. الفهرسة الوصفية للمكتبات، المطبوعات والمخطوطات، لشعبان خليفة ومحمد عوض العايدي، دار المريخ، الرياض، 1980 م.
  14. في الكتاب العربي المخطوط، لأحمد شوقي بنبين، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، ط. 1، 2013 م.
  15. قواعد فهرسة المخطوطات العربية، لصلاح الدين المنجد، دار الجيل الجديد، بيروت، 1396 هـ / 1976 م.
  16. الكتاب العربي المخطوط وعلم المخطوطات، لأيمن فؤاد السيد، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط. 1، 1418 هـ / 1997 م.
  17. المخطوط العربي، لعبد الستار الحلوجي، مكتبة مصباح، ط. 3، 1409 هـ / 1989 م.
  18. مصطلحات الكتاب العربي المخطوط (معجم كوديكولوجي)، لأحمد شوقي بنبين – مصطفى طوبي، منشورات الخزانة الحسنية، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، ط. 5، 1440 هـ / 2018 م.
كلمات مفتاحية :