أوعية التراث الإسلامي الإفريقي: الكتب والمكتبات والمدارس والزوايا والمحضرات

أوعية التراث الإسلامي الإفريقي: الكتب والمكتبات والمدارس والزوايا والمحضرات

أوعية التراث الإسلامي الإفريقي: الكتب والمكتبات والمدارس والزوايا والمحضرات، الأستاذ الدكتور مهدي الحاج معاذ، عميد كلية الاقتصاد وعلوم الإدارة بالجامعة الإسلامية بالنيجر
أوعية التراث الإسلامي الإفريقي: الكتب والمكتبات والمدارس والزوايا والمحضرات، الأستاذ الدكتور مهدي الحاج معاذ، عميد كلية الاقتصاد وعلوم الإدارة بالجامعة الإسلامية بالنيجر

ألقيت المداخلة في الندوة العلمية الدولية التي نظمتها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في موضوع “التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ” أيام 22-23-24 ربيع الأول 1443 هـ الموافق لـ 29-30-31 أكتوبر 2021 م في العاصمة النيجيرية أبوجا.

ملخص البحث

تحاول هذه المداخلة اكتشاف وسائل التراث الإسلامي الإفريقي المخطوط والتعريف بها للوقوف على عطاءات البيئات المختلفة في هذا التراث وتقنيات صناعته.

ونتناول في البحث أهم الكتب المخطوطة والمكتبات والمدارس والزوايا والمحضرات التراثية الي أسهمت في إنجاز هذا التراث. ولغزارة التراث الإسلامي الإفريقي المخطوط وتنوعه وشساعة بيئاته فإننا نركز على تآليف ووثائق مخطوطة غر معروفة إلا في حدود محلية ضيقة، وهي تراث محلي صرف يحوي في طياته تجربة غنية في التعليم والتأليف والتربية الصوفية ويجسد الثوابت الدينية المشتركة بن أغلب مسلمي القارة الإفريقية. وتظهر من خلال الورقة صورة واضحة عن رحلات العلماء وطلبة العلم وانتقال الكتب والتواصل الروحي بن مختلف بيئات القارة الإفريقية وبن المملكة المغربية. وفي المرحلة الأولى نقتصر في المحاضرة على السودان الغربي والأوسط وهو ما يطلق عليه الآن منطقة غرب إفريقيا، مع التركيز الكبير على الكتب المخطوطة والمكتبات العامة والخاصة والمدارس والزوايا والمحضرات التراثية بجمهورية النيجر، وبعض النماذج من شمال نيجيريا وهو ما يطلق عليه قديماً منطقة السودان الأوسط .

وتشمل المداخلة على مقدمة ومبحثين وخاتمة.

المبحث الأول: الكتب والمكتبات التراثية الإفريقية وتقنيات صناعة المخطوط الإفريقي.

المبحث الثاني: المدارس والزوايا والمحضرات التراثية الإفريقية.

خاتمة: تشتمل على أهم النتائج.

نص المداخلة

المبحث الأول: الكتب والمكتبات التراثية الإفريقية وتقنيات صناعة المخطوط الإفريقي

المخطوطات والمكتبات التراثية في المغرب والشمال الإفريقي

  • أولا: مكتبات المغرب وخزائنه العامة والخاصة

إن المغرب غني جدا بالمخطوطات العربية والإسلامية، وهذا الغنى لا يتجلى في الكم فقط، بل في الكيف كذلك، حيث تحتوي مكتباته العامة والخاصة على كنوز ونوادر من المخطوطات التراثية لا توجد في أي بلد آخر من أقطار المغرب العربي، ولا يستغرب وجود مثل هذا التراث في المغرب؛ لأنه جمع في أرضه بين حضارة المشرق وحضارة الأندلس، كما تجمع فيه تراث الأندلس الذي نجا من الحرق والتلف. وتراث المشرق حمله المغاربة والمشارقة إلى المملكة المغربية، ولقد حافظ أهل المغرب على هذا التراث وتمسكوا به باعتباره الضمان الأول لتماسك بناء الدولة وكيان الشعب، حتى إنهم في عهد الحماية يخفون هذه المخطوطات والوثائق خوفا عليها من الضياع فيه، فدفنوها في بطن الأرض أو يجعلونها تحت الجدران حتى لاتصل إليها الأيدي الغربية وتحملها خارج البلد.[1]

والمغرب بما يحتوي عليه من نفائس ونوادر المخطوطات يدل على أن حظه في الميدان الثقافي لا يقل عما عرف به من تقدم في مظاهر الحضارة الأخرى.

ومن المآثر الخالدة لسلاطين الأسر المالكة المغربية اهتمامهم بجمع الكتب ومكافأة مؤلفيها وبعث البعوث إلى خارج المغرب لجلب النادر والغريب منها وإيداعها في جناح خاص من قصورهم سموه (الخزانة).[2]

واشتهرت الملوكية المغربية منذ عصور بالحرص على اقتناء خزائن الكتب النفيسة باعتبارها عنوانا لتقديس العلم ومفخرة باقية تعتز بها العروش العريقة، ولم يكن هذا الحرص يمليه فقط شغف الحصول على الذخائر النفيسة ولكن يمليه كذلك حرصهم على نشر العلم وإيثار العلماء وتسهيل مهامهم العلمية الجليلة.[3]

وهجرت العقول العلمية إلى المملكة المغربية من الأندلس والجزائر وتونس وليبيا حاملين معهم مخطوطاتهم التي انتشروا بها في المدن المغربية التي حضنتهم واطمأنت فيها نفوسهم وسنحت لهم الظروف للكتابة والبحث والتأليف والتدريس، فأحدثوا فيها حركة علمية وثقافية نشطة.[4] ويصعب للباحث في هذه العجالة أن يحيط علما بالمكتبات والخزائن التراثية في المغرب، ونشير إلى جزء من أهم هذه المكتبات منها ما يلي:

ـ الخزانة الحسنية الملكية بالرباط.

ـ الخزانة العامة بالرباط.

ـ خزانة تمكروت (الزاوية الناصرية).

ـ خزانة مؤسسة علال الفاسي الرباط.

ـ الخزانة الصبيحية (سلا).

ـ خزانة الجامع الكبير بمكناس.

ـ خزانة تطوان العامة.

ـ خزانة ابن يوسف مراكش.

ـ مكتبة كلية الآداب بجامعة محمد الخامس.

ـ مكتبة كلية الآداب بتطوان.[5]

وموضوع المخطوطات والمكتبات التراثية المغربية أكبر من أن تتضمنه صفحات مقال ويكفي أن نشير إلى أن المصادر أوردت أسماء عدة مكاتب في المغرب أفنى عليها الدهر والمكتبات الوقفية القائمة العين والأثر الآن.[6]

  • ثانيا: الكتب والمكتبات التراثية في الجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا

من بين أهم المناطق التي تحوي كمية معتبرة من الإرث الحضاري في الجزائر ولاية أدرار باعتبارها منطقة عبور بين شمال وجنوب القارة الإفريقية، حيث مر بها الكثير من علماء الفقه والدين وخَلَفُوا مجموعة كبيرة من الكتب والوثائق التراثية لا زالت متوارثة إلى يومنا هذا. ومن أهم المكتبات التراثية في الجزائر:

  • المكتبة الوطنية بالجزائر.
  • المركز الوطني للمخطوطات بأدرار.
  • المركز الوطني للمخطوطات بولاية تلمسان.
  • خزانات المالكين الخاصة التي أورد بعض الباحثين 55 من أهمها مرتبة بحسب تاريخ تأسيسها وأماكن تواجدها والمشرفين عليها حاليا.[7]

وتتمثل أهم المكتبات التراثية في ليبيا فيما يلي:

– شعبة المخطوطات في مركز الجهاد الليبي، وقد انتقلت مكتبة أوقاف طرابلس بمخطوطاتها ووثائقها التراثية إلى نفس المركز.

– مكتبة كلية الدعوة الإسلامية طرابلس.

– مكتبة جامعة قارى يونس بنغازي.

– مكتبة كلية الآداب والتربية زليطن.

– المكتبات الخاصة المتعددة ومكتبات الكليات للجامعات.

– مكتبة مؤسسة علا.

– مكتبة النشاط الثقافي بليبيا.[8]

ومن أهم مكتبات المخطوطات في موريتانيا الخزائن الآتية:

– خزائن شنقيط ووادان بموريتانيا، وقد فهرسها بعض الخبراء في المجال.

– المعهد الموريتاني للبحث العلمي.

– خزانة مجمع الشيخ سيدي المختار الكنتي للمخطوطات.[9]

ويعتبر دار الكتب الوطنية في تونس أهم خزانة عامة تحتوي على نوادر المخطوطات التراثية ونفائسها بالإضافة إلى المكتبات الخاصة في الدولة.[10]

الكتب والمكتبات التراثية في جمهورية النيجر والغرب الإفريقي

  • المخطوطات التراثية في جمهورية النيجر

تحتضن بعض المراكز التاريخية الحكومية وغيرها في إفريقيا عامة وفي النيجر خاصة آلافا من المخطوطات النفيسة التي تحتوي على العلوم العربية والإسلامية وغيرها، ويذكر أن وجود المخطوطات في إفريقيا الغربية وفي النيجر يعود إلى دخول الإسلام وانتشاره فيها، وكانت اللغة العربية لغة الدين والثقافة والحياة الإدارية في الدول التي قامت في المنطقة في تلك الفترة.

وانتشرت المخطوطات في ربوع دولة النيجر شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، ولكن المناطق الصحراوية تمتاز بكثافة المخطوطات في مراكزها ومكتباتها، ولا يزال جزء كبير منها مجهولا لدى الباحثين[11]

وتنحدر المخطوطات من داخل النيجر والدول المجاورة مثل شمال مالي وبوركينا فاسو وموريتانيا والسنغال وليبيا ونيجيريا وغيرها، وآلاف المخطوطات النفيسة والنادرة موجودة في حوزة المواطنين في المكتبات الأسرية لا يملكون الإمكانات المادية والتقنية الحديثة لحفظها من التآكل والظروف الطبيعية وغيرها. ونتيجة لذلك ضاع جزء كبير منها.[12]

  • المخطوطات المكتوبة باللغة المحلية الإفريقية بالحرف العربي

يقدر عدد اللغات غير العربية التي سجلت ودونت بالحروف العربية عبر التاريخ زهاء مئة لغة من لغات الشعوب المسلمة وغير الإسلامية.[13]

ونتيجة لدخول الإسلام ورسوخ العقيدة الإسلامية في المنطقة قامت طائفة من العلماء بنشر تعاليمهم الدينية وبث الوعي باللغات الإفريقية مثل لغة حوسا والفلفلدي والزرما والكانوري والتوبو والتماجك وغيرها من اللغات التي تعتبر من الوسائل السهلة لنقل الخطاب الديني إلى العامة بالإضافة إلى شهرة قبائل الحوسا بممارسة التجارة التي تتم عن طريق الكتابة وتقييد العقود والطلبات والديون وغيرها، فحاول الحوسويون استعمال الحرف القرآني العربي لكتابة لغتهم الحوسوية[14]

وتعود كتابة لغة الحوسا بالحرف العربي إلى القرن السابع العشر الميلادي على يد العلامة (طن مَسَنِي) والعلامة (طن مَرِنَا) الكشناويين في مدينة كشنة، وأقدم الإشارة إليها في الوثائق الأوروبية والوثائق المقتنية بقسم المخطوطات العربية والعجمية بجامعة نيامي في النيجر، ويذكر في هذا الصدد قصة تاجر من مراكش يدعى عبد السلام الشعبين قد أخبر القائم بالشؤون الإفريقية في لندن عام 1792م بأن هناك بلادا تسمى بلاد حوسا في غرب إفريقيا يستعمل أهلها الحروف العربية في كتابة لغتهم المحلية.

ثم تطورت كتابة لغة الحوسا على يد الشيخ عثمان بن فودي وأعوانه الذين ألفوا كثيرا من الكتب والرسائل والنوازل بلغة حوسا وكتبوها بهذا الخط.

وترد الإشارة إلى أنه يوجد في قسم المخطوطات العربية والعجمية بمعهد الأبحاث والعلوم الإنسانية بنيامي النيجر كمية هائلة من المخطوطات المكتوبة باللغات المحلية النيجرية تتناول شتى فروع المعارف البشرية ويقدر عددها بحوالي %30 من مجموع المخطوطات العربية في خزانة القسم[15]

الكتب والمكتبات التراثية في النيجر

أولا: المكتبات الحكومية والدولية

1- قسم المخطوطات العربية والعجمية بمعهد الأبحاث في العلوم الإنسانية بجامعة نيامي ـ النيجر يضم حوالي أربعة آلاف مخطوط في شتى الفنون جمعها السيد بوبو هما عندما جاءته فكرة جمعها أثناء كتابته في التاريخ وعلم الاجتماع وغيره، أعد الأستاذ الدكتور حسن مولاي فهرسها بتحرير أيمن فؤاد سيد في ثمان مجلدات نشرتها مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي لندن 2008م.

2- المركز الإفريقي لإحياء التراث الإفريقي بالجامعة الإسلامية بالنيجر التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، فهرس مخطوطاته الدكتور محمد المبارك التكنية، ووصلت مخطوطاته 1288 مخطوطا.

ثانيا: المكتبات الخاصة التراثية

إن المخطوطات التراثية الموجودة في المكتبات الخاصة كثيرة ومنتشرة في الوطن كله، وخاصة في شمال الدولة، ومن أهمها ما يلي:

ـ مركز الشيخ سيدي المختار الكنتي للبحث والتوثيق بنيامي

المكتبات الخاصة في مراكز إقليمي طاواوأغدس شمال النيجر ومنها

1ـ مكتبة مخطوطات مدينة (أبلغ) التي تضم 400 مخطوطة، فهرسها زميلنا الأستاذ الدكتورسالو الحسن، ومن أهميتها أنها تتميز بكون مخطوطاتها أصلية لا يستطيع أي باحث أن يحصل على أي مصور لها من أي مركز آخر[16]

2ـ مكتبة (إِدْغُولْ) في شمال أبلغ وفيها حوالي 100 مخطوط.

3ـ مكتبة مخطوطات (غَرْوُ) في (شِنَتَبَرادَنْ) وفيها 55مخطوط.

4ـ مكتبة (إِيبَغايْ) في أبلغ تحتوي على 65 مخطوط.

5ـ مكتبة مخطوطات أسرة سيدي المختار في (تِلِمْسِسْ) بشنتبرادن ويقدر فيها 60 مخطوطا.

6ـ مكتبة أسرة مخطوطات (إِزْوِيغَانْ) في مدينة تِلِيَا وفيها 73 مخطوط.

7ـ مكتبة محمد الفقيه في قرية (ثنتفسك) بشنتبرادن وفيها 45 مخطوط.

8ـ مكتبة حما الأنصاري في (إنتمت) بشنتبرادن وفيها عدد من المخطوطات.

9ـ مكتبات المخطوطات في منطقة أغدس وكوار.

10ـ مكتبات المخطوطات الخاصة في المدن والقرى الآتية: (إِلّيلاَ) و (تَاجَايىِ) و(تَمَسْكِي) و(قِيثَا) و( أَبُوهَمَانْ) و( لاَبَا) و( دَوْلي) و(جِيبَالِي) و(بُوزَا) و (كَبَا) و(غَامِي) و(مَادَاوَا) و( قُنِي) (كُلُّوَما بَبَا ) و( قَوْرا  عاشَ) و (وَندَلي).[17]

المكتبات الخاصة في منطقة تيلابيري ودوس وغرب النيجر ومنها

1ـ مكتبة سِنَدرْ تحتوي على 300 مخطوط

2ـ مكتبة (نَيْنِيغُنغُو) وفيها أكثر من 200مخطوط.

3ـ مكتبة مدينة (آيُورُو) تضم 248 مخطوط.

4ـ مكتبة (تَبَلا) تحتوي على 300 مخطوط.

5ـ مكتبة الشيخ حسن كوتشري في قرية (يني).[18]

6ـ مكتبة مالم كَاوُسَن بمحافظة وَالاَمْ 90 مخطوطا.

المكتبات الخاصة والمخطوطات في زندر وديفا ومراطى

1ـ مكتبة مالم شطيم في مدينة زندر تحتوي على مخطوطات ووثائق قضائية وتجارية وغيرها.

2ـ مكتبة الشيخ عبد الرزاق ملم(كوس).

3ـ مكتبة مخطوطات (كُولُمْبَارْدُو) قرب (غُدُومَارِيَا) في منطقة ديفا[19]

4ـ مكتبة الشيخ الإمام موسى أنتوما في مراطى.

ومن مؤلفات علماء النيجر على سبيل المثال: روضة الأفكار وذكر خبر كاوسن كلاهما للشيخ عبد القادر بن المصطفى مالم تفا، وأصل قبائل آهير وذكر المساجد المشهورة فيها للشيخ أمن بن أحمد بغنو الأنصاري الأغدسي وذكر الوقائع التاريخية في منطقة آهير للشيخ أبي بكر بن طاهر أمه تاشي الأغدسي وتاريخ مدينة أغدس للشيخ حميدان سيدي ومواهب الجليل شرح عقيدة أهل السنة ، ومصباح الظلام في وفيات أعيان القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجري وضياء النيجر في تاريخ زندر كلها للشيخ بخاري االتانودي الأغدسي، وسلك اللئالي وإفادة القارئ وكفاية القارئ كلها في القراءات وعلوم القرآن للماهر محمد مصطفى دبثيا وحاشية على القصيدة الشاطبية اللامية للماهر الشيخ ممد الإنشاروي وكتاب سراج المبتدى والتوضيح في شرح علم النحو وتاريخ مدينة مرادي كلها للشيخ مالم أبه مراطي، ومعرفة السجود القبلي والبعدي في الصلاة وتحفة الصبيان في شروط الطريقة التجانية كلاهما للشيخ تاسع جبيا، والنور الساطع في بيان العلم النافع وأندية النجباء في مراتب العلماء ووسيلة السوداني وضياء البلدان كلها للشيخ مالم آدم مغاج الدمغري، وحواشي على الشاطبية للعلامة مالم معروف الدمغري  وتاريخ سلاطين غوبر للشيخ جنيد غوري الدمغري والذرابة الممدية والقرى لأهل البادية والقرى ونفحات الباري المنظومة في القرى والبراري كلها للعلامة المؤرخ الماهر محمد الأمين الإنشاروي الدمغري وبحر الفائض من علم الفرائض وشرح مشكلات مختصر خليل كلاهما للشيخ إبراهيم طن جراتاوا المراطي، ومجموعة الآثار المدونة والرحلة الدعوية للشيخ مالم معاذ طن بوزوا المراطي وسنن الهدي وإحياء سنة من هدي كلاهما للشيخ حسين محمد ببو ألفا لاربو التلابيري وتاريخ سندر للشيخ القاضي الحاج يوسف السندري وجوهر الأدب في شرح روح الأدب وجواهر المكنون في سيرة القطب المأمون كلاهما للشيخ موسى سليمان القاهرة وغيرها.

مضامين المخطوطات الإفريقية الإسلامية في النيجر

تناولت هذه المخطوطات العلوم الإسلامية واللغوية والعلوم الإنسانية ففيها المصاحف وعلوم القرآن والتفسير والعقائد والأدعية والأذكار والفقه والأصول والأخلاق والمواعظ وعلوم اللغة والتصوف والأدب والتاريخ والوصايا والنوازل والأسرار وأنواعها من الخواتم وعلم الفلك والجداول والوثائق التاريخية المهمة وفتاوى علماء المنطقة والفرائض وطبائع القبائل المختلفة في المنطقة وأصولهم في البيع والشراء ومناقب رجال الدين والسياسة والمدائح وقصائد التوسل والعقود، وأكثرها في الفقه المالكي السائد في غرب إفريقيا، ولا يخفى ما في هذه المخطوطات من قيمة تاريخية وفوائد محلية؛ لأنها تكشف عن تاريخ المنطقة وانتشار الإسلام فيها وأنشطتها السياسية والأدبية والعلمية.[20]

الكتب والمكتبات التراثية في الغرب الإفريقي

يوجد عدد كبير من المخطوطات التراثية في مالي في مختلف المكتبات منها:

معهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلامية الذي يحتوي على عشرين ألف مخطوط ألف معظمها في القرن السادس عشر الميلادي تناول مختلف فنون العلم.

نجد أيضا في إقليم تمبكتو مكتبات عائلية كثيرة تزخر بكم وافر من المخطوطات من أشهرها: مكتبة مما حيدره ومكتبة فوندو كعتى ومكتبة بوجبيهة[21]

وتزخر نيجيريا الفيدرالية بالكتب والمكتبات الحكومية والخاصة من أشهرها ما يلي:

– مركز البحوث وجمع المخطوطات بجامعة بايرو كنو ويسمى مركز الوثائق يبلغ عدد مخطوطاته حوالي ألف مخطوط.

– مركز التاريخ بولاية صكتو ويمتلك آلاف المخطوطات في شتى الميادين.

– قسم المخطوطات في جامعة أحمد بللو زاريا وهو من أقدم المراكز في حفظ التراث الإسلامي الإفريقي.

– دار الوثائق القومية النيجيرية بكادونا يضم 1652 مخطوطا.

– خزانة وزير الدولة بصكتو.

– مكتبة جامعة إبادن وفيها قرابة 1500 مخطوط

– خزانة دار الشيخ ناصر كبر بولاية كنو.

– البيت التاريخي للإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي كانو.[22]

ويوجد في غانا عدد كبير من المخطوطات التراثية ألف بعضها علماء غانا مثل الشيخ محمد براو المتوفى 1955م والشيخ أبو بكر الغاني المتوفى 1934م الذي ألف قرابة مائة كتاب،[23]وقد أعد بعض الباحثين فهرس المخطوطات مكتبات غانا يحتوي على توصيف قرابة ألفين من المخطوطات والوثائق التاريخية[24].

وتزخر المكتبات في السنغال بالمخطوطات وخاصة في المكتبات الخاصة بالمشايخ الصوفية في كولخ وطوبى وغيرهما، وتم فهرس مخطوطات مكتبة الشيخ مورمبي سيسي ومكتبة الحاج مالكسي ومكتبة الشيخ إبراهيم نياس من قبل الخبراء في هذا المجال.[25]

وهناك مخطوطات في بوركينافاسو في مكتبات بوب وجلاسو وواغادوغو التي وصلت من مختلف المراكز التراثية القريبة والبعيدة والتي ألفها كذلك علماء بوركينافاسو مثل العلامة الحاج محمد مرحبا الذي ألف أكثر من 50 مخطوطا في شتى العلوم، ويقدم فهرس المخطوطات العربية بمكتبات بوركينافاسو وصفا لعدد مبلغ 1240 مخطوطة جمعت وفهرست من 12 مكتبة عمومية وخاصة بدولة بوركينافاسو.[26]

ويجد القارئ في فهرس المخطوطات الإسلامية بدار الوثائق بدولة ساحل العاج وصفا لـ 2257 مخطوطة إسلامية كتبت باللغة العربية وجمعت من مكتبات عامة وخاصة جيء بها من الأندلس والمغرب وغانا وصكتو وتمبكتو وتغطي موضوعات مختلفة في العلوم الشرعية واللغوية والمعارف الأخرى.[27]

وفي غينيا كوناكري تضم مكتبة البروفيسور الغيني جبريل تمسير نياني أكثر من 10 آلاف قطعة من الكنوز الأدبية والكتب القديمة والمخطوطات النادرة وتعرضت لحريق عام 2012م أدى إلى تدمير معظم محتوياتها ولكنها رممت وجددت عام 2018م.[28]

وأشار أحد الباحثين في جامعة القرويين مؤسسة دار الحديث الحسنية إلى أن المعهد الأساس لإفريقيا السوداء بالسنغال يحتفظ بكم وافر من مخطوطات غينيا رصدها الدكتور خديمامباكي محمد في مقالة له، وذكر أن مخطوطات فوتا جالون تقع في 57 كراسة.[29]

الكتب التراثية في مناطق وسط إفريقيا وشرقها وغربها

توجد المخطوطات الكثيرة في دولة تشاد في مكتباتها العامة والخاصة بالإضافة إلى الوثائق التاريخية الهامة، ومن أهم النماذج مكتبة جامعة فيصل في أنجمينا.[30]

وتزخر دولة السودان بكمية كبيرة من المخطوطات الإسلامية والإفريقية التراثية، وقد أعد دار الوثائق القومية السودانية فهرسا منتقى يشتمل على توصيف 160 مخطوطة كمرحلة أولية توزعت على مختلف العلوم والفنون العربية.[31]

وألف علماء الصومال وأرتيريا وجبوتي وإثيوبيا مؤلفات كثيرة اهتمت بالبحوث والمسائل الفقهية والنحوية والتعليقات على الحواشي ووضع الشرح للمختصرات ونظم المنثورات واختصار المطولات وشيء من مؤلفات التاريخ ولا يزال جلها مخطوطة في المكتبات.[32]

وتحتوي خزانة مسجد مالية في كيب تاون بجنوب إفريقيا على أول مصحف مخطوط في البلاد كتبه الشريف الشيخ يوسف الرفاعي الأندلسي الأصل الذي هاجر إلى جنوب إفريقيا عام 1794م.

تقنيات صناعة المخطوط الإفريقي

  • استخدام الورق

بدأ استخدام الورق وأصبح من لوازم الكتابة بعد اختراعه في الصين في وقت مبكر. وفي القرن العاشر الميلادي / الرابع الهجري ظهرت هذه الصناعة في بلاد الشام، ثم انتقلت إلى مصر في حدود 900م والمغرب في عام 1100م.[33]

وجل المخطوطات الإسلامية الإفريقية المقتنية في النيجر وغيرها مكتوب على الورق، وجزء منها على الجلد.[34]

  • المواد التي يكتب بها المخطوط الإفريقي

والمواد التي يكتب بها المخطوط في المغرب وغيرها من دول شمال إفريقيا هي الأقلام والدواة والمحبرة ثم المداد أي الحبر الذي يكون من شيء له دهنية ويوضع فيه الصمغ ليجمعه ويمنعه من التطاير، ويستخدم المداد الأسود غالبا في كتابة النصوص المخطوطة، بينما تستخدم الأحبار الملونة للتشكيل ووضع علامات والتزيين وهي اللون الأخضر والأصفر والأحمر.[35]

وتستخدم في السودان الغربي والأوسط الدواة أو المحبرة والقلم للنبت الذي يسمى بلغة حوسا (غَمْبَا) وشكله كشكل النبت الذي يسميه العرب الإذخر، ويكون الحبر أو المداد أسود فاحما، ويصنع المداد بأوراق الشجر التي تسمى (عَدُوَا) بحوسا أو خشب عروقها، ويخلط فحم أوراقها أو فحم خشب عروقها بالماء ويطبخ في النار[36].

  • التجليد

يصنع الكتاب المخطوط ويزوق ويجلد، وتعرض المصادر نماذج من التجليد من ظهور الإسلام إلى نهاية القرن الثالث الهجري وهو عبارة عن لوحين من الخشب جمعت بينهما أجزاء القرآن وتزخرف وتغلف بالقماش أو الجلد.[37]

وأما التجليد فنجد أن المخطوطات الموجودة في النيجر خاصة وفي إفريقيا جنوب الصحراء عامة منها ما هو مجلد وإن كان هذا التجليد لا يخضع للمعايير العلمية إلا أنه يظهر فيه الزخارف على الأغلفة التي تصنع بالجلد في النيجر ونيجريا نظرا لتوفره في هذه البلاد.[38]

الخطوط الواردة في مخطوطات التراث الإفريقي

ومخطوطات التراث الإسلامي الإفريقي مكتوبة بالخط المغربي السوداني وهو خط متولد من الخط المغربي منتشر في السودان الغربي والأوسط، واستخدم في تمبكتو وفي كانم بورنو وبلاد حوسا في كتابة الكتب والمصاحف. وأخذ الخط المغربي مسميات كثيرة عند دخوله في إفريقيا ويطلق عليه اسم الخط القيرواني، وكان يستخدم في كتابة المصاحف، وتولد منه عدة خطوط لها مسميات عدة منها: الخط السوداني أو التمبكتي أو الكنوي أو الصكتي أو الحوساوي أو الصحراوي، ويمتاز هذا الخط بكبره وغلظه، وهناك الخط السوقي وهو الخط الخاص بقبيلة (كل السوق) الطارقية التي تقطن مدينة (إنَاتَس) في النيجر ولها فروع في مالي وخاصة في غاوو وتمبكتو ومناكا وغيرها.[39]

  •  خط المصاحف

وتكتب المصاحف المخطوطة في غرب إفريقيا وخاصة في بورنو وما جاورها وبلاد حوسا في النيجر ونيجيريا بالمداد الأسود، وبعد كل آية فراغ تكتب فيه ثلاث نقاط بلونين الأحمر والأصفر، وعلامة التخميس على شكل طرة وعلامة التعشير بشكل مستدير وتكتب في الصفحات علامات الأثمان والأرباع والأنصاف والأحزاب في هامش المتن على شكل رصائع محلات، ووضعت علامة خاصة للمد (-) وتشار إلى الهمزات بنقط مستديرة صفراء فوق الحرف أما الحركات فهي باللون الأحمر، وهناك تزيين بين أرباع القرآن هذا هو السائد في المصاحف المخطوطة إلا أنه يوجد بعض الاختلافات الشكلية بينها، ويذكر بعض الباحثين أن الغوني موسى بن صالح الجرمي أحد دعائم الحركة القرآنية في المملكة الكانمية قد درس علم القرآن في مصر ونزح إلى بلاد تكرور بعد 1700م ونشر المعارف القرآنية مثل رسم المصحف وضبطه ووقوفه وأدخل تحسينات جمالية في مجال نسخ المصاحف المخطوطة في بلاد البورنو والحوسا[40]

  • التعقيبات والهوامش والحواشي

تعرف التعقيبات بأنها الكلمات التي تثبت في آخر كل صفحة لتدل على أول كلمة من الصفحة القادمة وهي تدل على تتابع النص، وتمنع من اختلاط كراسات المخطوط، وبدأ نظام التعقيب والترقيم يظهر في مخطوطات مؤرخة بالقرن السادس الهجري.[41]

ويجد الباحث في المخطوطات الإفريقية التراثية حواشي مكتوبة في جميع طرر الصحيفة أو بعضها، وتكون أحيانا ملونة وبين سطور النص، وتكتب أحيانا عناوين الأبواب والفصول باللون الأحمر أو الأصفر على أرضية حمراء.

ويظهر في بعض المخطوطات بصفة متفاوتة أساليب تدل على الهوامش والحواشي مثل (تنبيه) أو (فائدة) أو (تعليق) أو (بيان) أو (حاشية) أو (إشارة لطيفة) أو (إلحاق) أو (التذييل) أو (مبحث شريف).

ويذكر بعض الباحثين أن هذا النظام ظهر عند المسلمين في بداية القرن الثالث عشر (السابع عشر الميلادي).[42]

المبحث الثاني : المدارس والزوايا والمحضرات التراثية الإفريقية

أولا : المدارس التراثية الإفريقية

انتشرت المدارس والمراكز الثقافية في أغلب مدن المغرب في فترات تاريخية متعاقبة، وقد ساهمت في تعليم الناس واستنساخ المخطوطات العلمية من أجل ذلك توافد إليها العلماء وطلاب العلم سواء من داخل القطر أو ممن هاجروا إليه من مدن وأقطار مجاورة.[43]

وكانت جامعة القرويين التي بنتها السيدة فاطمة أم البنين بنت محمد الفهري والتي غدت مدينة فاس بفضلها مصدر إلهام إفريقيا ومصنع قادتها الكبار حتى وصفت بأنها في إفريقيا أشبه بأثينا عاصمة الفكر في أوربا، ورحل إليها العلماء والقادة الأفارقة الذين نهلوا من معينها وعاد وإلى بلدانهم ليصبحوا شعلة نور تضيء الآفاق.[44]

  • المدارس في نياني وتمبكت وغاوو وماسينا وفوتا جالون

كان في مدينة نياني عاصمة مملكة مالي في عهد ملكها منسا موسى المتوفى (733 ه) مغاربة ومصريون منهم علماء مدرسون مثل القاضي أبي العباس الدوكالي المغربي ومحمد بن الفقيه الجزولي وشمس الدين بن نقوش المصري وقام هؤلاء بالتدريس في مدارس مالي، وعليهم تخرج العلماء الماندنغو الذين قاموا بالتدريس في مدارس السودان الغربي والأوسط، وجلب منسا موسى إلى مالي فقهاء مذهب مالك وبعث للتعلم إلى فاس جماعة من ممالكه وبنى في تمبكت وغاوو مسجدين جامعين[45].

وانتشرت أكبر المدارس والمراكز العلمية في مدن: لابي ومومبيا وكانكان وكانديا ودينغراي وغيرها في منطقة فوتا جالون الواقعة في غينيا كوناكري حاليا.[46]

وبنى ملوك ماسنا مدارس كثيرة في أرجاء مملكتهم، وكانت حمدالله العاصمة تضم 740مدرسة.[47]

  • المدارس التراثية في مملكة كانم برنو في منطقة بحيرة تشاد

اشتهرت مملكة كانم برنو التي تشمل جزء من الشمال الشرقي لنيجيريا وشرق النيجر وجزء من تشاد والكمرون إلى جزء من جنوب ليبيا بعدد كبير من العلماء والمدارس، وأتقن كثير من سكانها تلاوة القرآن الكريم وأحكامها، وساهم ملوكها الثلاثة الذين ارتبطت أسماؤهم بجهود في نشر الإسلام في السودان الأوسط وهم: مَيْ دونما في القرن الثالث عشر الميلادي وَمَيْ عَلِي غَاج في القرن الخامس عشر ومَيْ إدريس أَلُومَا في القرن السادس عشر وساهموا في تأسيس المدارس في الدولة[48].

وترد إشارة في البيعات الإفريقية لإمارة المؤمنين المغربية إلى أن من أقدمها بيعة الإمبراطور إدريس الثالث ملك مملكة كانم بورنو 1582م، كما جرت مراسلات كثيرة بين زعماء مملكة (كِبِّي) الحوسوية الواقعة في شمال نيجيريا وجزء من الجنوب الغربي لجمهورية النيجر وبين الملوك العلويين المغاربة تفيد بالبيعة لهم بيعة شرعية.[49]

وأسهمت هذه المدارس الكانمية البرنوية في تأسيس كثير من المدارس ولا سيما.

في بوادي بورنو وتشاد والكمرون والسودان وخصوصا في مدن: (غَزَرْغَمُ) و(فَتَسْكُمْ) و(غَيْدَمْ) و(كُوكَاوَا) و(قُندَغَا) و(بَامَا) و(كَتَاغُمْ) و(أَزَرى) و(كَرَغُوَّ) و(غُرُو) و(كَنُو) و(حَطِيجَا) في شمال نيجيريا وكذلك (كُلُنفَردُ) و(دَمَغَرمْ) وضواحيها في جمهورية النيجر. ومن أشهر العلماء المهرة الذين قاموا بالتدريس والإقراء فيها( زَنغَيَمَّ) و(أبود لالة) و(مُوسي) و(كُودَمِي) و(عَاج) ومُفْلِحُ) و( محمد مصطفى دِيْثِيَا) و(بَابَضُوالدرمي) وغيرهم.

ومن أشهر علماء دولة البورنو الشيخ أحمد فرتوا البرناوي، ومحمد الأمين الكانمي الذي أقام في فاس سنتين وزار طرابلس والقيروان وتلمسان وبعد عودته إلى بورنو قام بأدوار جليلة في نشر العلم، والشاعر الكانمي الكبير إبراهيم بن يعقوب 609ه أقدم الوافدين الأفارقة بالإطلاق ورودا على المعاهد المغربية فيما يحفظ التاريخ[50].

  • المدارس التراثية في ممالك حوسا شمال نيجيريا والجنوب الأوسط لجمهورية النيجر

ترد في المصادر قائمة بعشرات العلماء المغاربة الذين دخلوا إفريقيا لغرض نشر العلم منهم محمد عبد الكريم المغيلي وأبو القاسم التواتي ومحمد القوري والقاضي عبدالله الزموني وعبدالرحمن القصري الذي أوغل في إفريقيا ودخل بلاد حوسا كنو وكثنا وغيرهما وحدّث بمحضر ملوكها على الفرش الرفيعة وعاد إلى فاس وتقلد منصب الإفتاء إلى وفاته سنة 956.ه[51]

وفي عهد ملك كنو يعقوب بن عبدالله بورجا (1463-1452م) تدفق العلماء الفلانيون المهاجرون من السودان الغربي إلى بلاد حوسا وقاموا بالتدريس في مدارسها، وقام محمد رمفا ملك كنو (1499-1463م) بتأسيس مدارس لتطبيق نظم الإدارة الإسلامية في بلاده.[52]

وقد ظهرت مدارس علمية ومراكز ثقافية في بلاد حوسا في القرن الثامن عشر الميلادي وخاصة في مدنها الرئيسية مثل زاريا وكانو وكثنة وغوبر وياند وتو وديجيل ومرت وغيرها.[53]

  • المدارس التراثية في إقليمي أغدس وطاو شمال النيجر

اشتهرت منطقة آير الصحراوية وخاصة في مدينتي (تكدا) و(أغدس) بمدارسها التراثية أسسها كبار علماء المنطقة مثل الشيخ النجيب التكداوي شيخ شيوخ زمانه والشيخ عاقب الأنوساماني المسوفي التكداوي والشيخ محمود البغدادي الأغدسي. وترجم الشيخ بخاري التانودي لواحد وثلاثين من كبار علماء أغدس الذين قاموا بأنشطة علمية مختلفة منها التدريس في المدارس التراثية الأغدسية.[54]

وقامت حركة علمية كبيرة في منطقة أزواغ في شمال النيجر، وشارك في التدريس في مدارسها علماء كبار من أمثال العلامة المجدد والمصلح الاجتماعي الأمير محمد الجيلاني والعلامة الإمام محمد الصحو بن محمد الطاهر الأغلالي والعلامة الشيخ يوسف بن محمد الدغمني والشيخ محمد الهادي بن سيد الناس الأيتوارى والشيخ محمد الشفيع وغيرهم.[55]

وتأسست مدارس كثيرة تراثية على أيدي علماء منطقة آدر وغِدَن بَادُو مثل الشيخ جبريل بن عمر، والشيخ مالم (مولُلْ) والشيخ مالم (بُودَلْ) ومن علماء (بَادُو) و(زَنغُو تُرْسُ) الذين ساهموا في فتح مدارس الشيخ سيدي محمن والشيخ هرون وأخوه محمن سَرْكن زَنغُو والشيخ (طَن رَكِيَا) الملقب بأمير العلماء ومالم محمد الذي أرسل من صكتو ليواصل تعليم الطلاب على المنهج الذي قطعه الاستعمار والسيخ عبد الوهاب الذي أصبح مرجعا في الطريقة التجانية وغيرهم.[56]

  • المدارس التراثية في أقاليم زندر ومراطي وتيلابيري ودوسو في النيجر

تأسست في مدينة زندر وما حولها عدد كبير من المدارس التراثية، وكانت المدينة إحدى ثلاث مراكز علم يقصدها طلاب العلم من أرجاء المنطقة بعد صكتووكانو، وتدل إحصائيات أجريت في عام 1929م على وجود مائة وخمس وثمانين مدرسة وحلقة علمية مهمة في مديرية زندر.[57]

واشتهرت مدينة مراطي بمدارسها التراثية في المدينة وضواحيها، ومن أشهر علمائها القاضي العلامة مالم باقو بلاربي في عهد سلطان (طَنكسَاوَا) ومالم رَاجِ الذي اشتهر بتدريسه في عهد سلطان (كُوضي) ومالم غَرْبَ دَدُولِ في أيام سلطان طَن كُلُودُو ومالم أَوْشَلُ والشيخ القاضي مالم إدريس والشيخ العلامة مالم إدي لبلُوَ والشيخ مالم إبراهيم الجراتوي والشيخ الإمام مالم أبه والشيخ مالم معاذ المشهور بلقب طَن بُوزُوا والإمام تاسع الجباوي والشيخ موسى سليمان وغيرهم.[58]

وأسهمت مدارس مدينة ثبيري عاصمة غوبر في نشر العلم والمعرفة في غوبر وضواحيها ومن أشهر العلماء الذين عرفوا بالنشاطات العلمية فيها الشيخ مالم هرون لَبُو والفقيه مالم أبوبكر بن إبراهيم والشيخ مالم حسين بن مَغَاتَكَرْدَا والإمام معاذ والشيخ مَاكَو ومالم صالح والإمام ثامن وغيرهم.[59]

كما نجد مدارس تراثية في مدن (تَاسَاوَا) و(مَادَارُنَفَا) و(مَيَايِي) و(أَغى) وغيرها من مدن وقرى مراطي.

وقامت مدارس في مدينة ساي في عصر ألفا محمن جُوبُو والشيخ إسماعيل بن قريش وابنه الشيخ عمر إسماعيل.

ومن أشهر العلماء الذين أسسوا مدارس في (لاَتَا) و(نَيْنِ) في منطقة تلابيري الشيخ حسن عبد الله كيا المشهور بلقب الحاج لاَتَا والشيخ الفقيه اللغوي حسين محمد بَبُو المشهور بألفا لاَرَبُو.[60]

كما عرفت في جوت حركة علمية ازدهرت بظهور الشيخ أبي بكر بن هاشم ثوت الذي جعلها مركزا علميا كبيرا في المنطقة.[61]

  • المدارس التراثية في شرق إفريقيا

وترد الإشارة إلى أبرز المدن الحضارية التي قامت فيها مدارس ومراكز علمية في شرق إفريقيا وخصوصا في الصومال كما في زيلع ومقديشو ومركا وبراوة وبرديرا وجكجكا وهرجيسا وبورما، وفي جمهورية جيبوتي العاصمة جيبوتي وعلى صبيح وتجرا، وفي إثيوبيا نجد مثل (هرر) و(دردوا) و(ودي) وفي منطقة وللو وجما وإقليم أوسا مركز الصغير وغيرها من المراكز.[62]

ثانيا: الزوايا التراثية في إفريقيا

تعتبر الزوايا وسيلة من أهم وسائل التراث الإسلامي الإفريقي المخطوط، وقامت زوايا لبعض الطرق الصوفية بعضها مشرقية المنشأ مثل القادرية والرفاعية، لكنها انحدرت جميعا إلى إفريقيا عبر المداخل المغربية بعد أن اصطبغت بالصبغة المغربية ثم انتشرت إلى إفريقيا.  فالقادرية مثلا انتشرت بفضل الشيوخ الكنتيين الذين أقامت أسرتهم فترة بمنطقة توات ثم تعمقوا في قلب الصحراء ومناطق السودان الغربي، ويرى البعض أن الإمام المغيلي هو أول من أدخل القادرية في غرب إفريقيا.[63]

بينما البعض يرى أنه أول من نشرها؛ لأن الشيخ عبد القادر الجيلاني مؤسسها اجتاز ببلد (قَوْرَا نَمُودَا) في بلاد حوسا بشمال نيجيريا فمكث بها وأخذ عنه بعض أهل البلد الطريقة إلى أن جاء الشيخ عثمان بن فودي الذي تتصل سلسلة إسناده في القادرية بالشيخ المغيلي وأخذ بزمام أمر الطريقة القادرية.[64]

وترد إشارة إلى أن التطور الحقيقي للعلاقة الروحية بين المغرب وإفريقيا إنما بدأ مع قيام الزاوية التجانية في فاس على يد مؤسسها الشيخ أحمد التجاني.[65] وظل أتباع الطريقة التجانية محتفظين بالولاء الكامل للدولة العلوية السنية، وصارت زواياها امتدادات روحية لهذه الدولة. ومن أنصع صور هذا الوفاء أن الشيخ إبراهيم الكولخي التجاني كان من بين القلة الذين بادروا بزيارة المغفور له الملك محمد الخامس في منفاه بمدغشقر عندما نفاه المحتل.[66]

وذكر الباحثون علاقة علمية بين الزوايا التجانية بأم درمان السودانية والشيخ أحمد سكيرج أحد أقطاب التجانية بمدينة فاس المغربية حتى وجه إليه علماؤها بعض الأسئلة، وأجاب عليها الشيخ العلامة بتأليف كتابه النفحة العنبرية في الأجوبة السكيرجية.[67]

  • الزاوية الكنتية

تعد هذه الزاوية على أحد قولين أولى زاوية للقادرية في غرب إفريقيا أسسها الشيخ المختار الكنتي المتوفى 1811م في بلنور شمال تنبكتو، وأصبحت أول مركز للطريقة القادرية في غرب ووسط إفريقيا، وترك مؤسس هذه الزاوية أثرا كبيرا في منطقة تنبكتو وغاوو وأزواد لورعه وتبحره في العلوم الإسلامية.[68]

  • الزوايا القادرية في النيجر ونيجيريا

تأسست عدد من الزوايا القادرية في مناطق صحراء النيجر وفي أغدس ودمغرم ومنغاري وساي وغيرها في النيجر وانتشرت الزوايا القادرية التراثية في صكتو وكنو وكثنه وأماكن أخرى في نيجيريا. وتتزعم حاليا قيادة الزوايا القادرية الإفريقية زاوية كنو الكبرية التي أسسها الشيخ عمر المختار المشهور بلقب مالم كبر الذي التقى بالشيخ عثمان بن فودي في قرية مجي بجمهورية النيجر واتخذه مساعدا في شؤون الدولة.[69]

  • الزوايا الشاذلية

أسس الطريقة الشاذلية الشيخ أحمد علي الشاذلي المتوفى (1258م) وقام الشيخ العربي بن أحمد الدرقاوي المتوفى (1823م) في المغرب بإحياء هذه الطريقة والتقى بالشيخ على الصوفي المتوفى (1912م) أثناء زيارته لمدينة فاس بالمغرب ولقنه أفكار الشاذلية، ومن خلاله بدأت تنتشر بين سكان فوتا جالون. ومنها إلى المناطق المجاورة في غرب إفريقيا، وحصل على الصوفي على عدد من المريدين قاموا معه بتأسيس زوايا كثيرة في المنطقة، ومن أشهرها زاوية غومبا وانداما وجاوبة التي تقع في غينيا، ولعبت دورا ملموسا في نشر العلم وثقافته في السودان الغربي كما قاوموا دخول الاستعمار في بلادهم.[70]

  • الزوايا التجانية التراثية

انتشرت الطريقة التجانية في المغرب وليبيا وتونس والجزائر وموريتانيا منذ حياة الشيخ أحمد التجاني المتوفي (1815م).[71]

وأسست هذه الطريقة دولة تحت رايتها بقيادة الشيخ عمر تال الفوتي المتوفى (1864م)[72].

ويعتبر الشيخ محمد الحافظ أول من اتصل بالشيخ أحمد التجاني في فاس وهو في طريقه إلى الحج في (1789م) وأخذ عنه الطريقة وهو الذي قام بتقديمها إلى غرب إفريقيا عبر موريتانيا ومنها إلى السنغال ومالي. وأصبحت عاصمة الدولة العمرية الفوتية ومدنها الكبرى مثل سـيغوونيوروبنيغرا بمثابة المنافذ التي انتقلت التجانية منها إلى أماكن أخرى.

وكان الشيخ محمد المختار بن أحمد المتوفى (1930م) لعب دورا كبيرا في تقديم التجانية إلى المناطق الساحلية من الغابون إلى غانا وتوغو وبنين وكوت ديفور وسيراليون في غرب إفريقيا.

ووصلت التجانية إلى النيجر ونيجيريا بواسطة الشيخ أحمد باه أحد أتباع الشيخ عمر الفوتي الذي أتى من مدينة نيورو في شمال مالي وعاش هو وجماعة الشيخ عمر الفوتي في مدينة دمغرم بالنيجر قرابة تسع سنوات في قصر سلطانها تنيم ومنها استقدمه ملك كنو عباس وأسكنه في حي قُوقِ قريبا من قصره الملكي بمدينة كانو، وأدخل الشيخ أحمد باه ملك كانو عباس وأسرته وحاشيته وعوائلهم في التجانية، وقام بفتح أعداد كبيرة من الزوايا في كانو وضواحيها يتردد إليها المريدون إلى يومنا هذا.[73]

وللتجانية زوايا كثيرة في السودان الغربي والأوسط تفرعت من الزاوية الفاسية الأم بالمملكة المغربية التي يوجد فيها ضريح الشيخ أحمد التجاني.

ومن أكبر وأهم هذه الزوايا ما يلي:

– الزاوية الإبراهيمية الكولخية للشيخ إبراهيم انياس

– زاوية الشيخ أبي بكر هاسمي جوت بالنيجر

– زاوية الشيخ شعيب في نيامي بالنيجر

– زاوية الشيخ قورا عاش في النيجر

– زاوية الشيخ يوسف دمغرم في النيجر

– زاوية الشيخ عبد الرزاق ملم كوس بالنيجر

وتوجد في النيجر زوايا كثيرة مهمة منها زوايا مراطي وثبيرغوبروتاساوا وغُوري ومَادَاوَاودَقُورُو وغيرها ذكر محمد الأمين عددا من أكبر مشايخها.[74]

وهناك عدد كبير من الزوايا التجانية التراثية في نيجيريا أسهمت إسهاما كبيرا في مجال التراث الإسلامي الإفريقي ومنها بالإضافة إلى زوايا كنو السابقة زوايا كثنه وبورنو وبَوْثِي وغُومبى وأَزَرى وَزَاريا وإِبَادَنوإِلُورِن ونغُرُو وأَرْغُنغُو وجِبِيَا وغُسَوْ وغيرها من المدن والقرى أورد محمد الأمين أسماء كثير من كبار مشايخها.[75]

  • الزاوية المريدية الطوبوية

تعتبر الزاوية المريدية التي أسسها الشيخ أحمد بامبا المتوفى (1927م) في مدينة طوبى السنغالية من الزوايا الإفريقية التراثية، وهي زاوية اعتمدت المذهب المالكي بأمر من مؤسسها بالإضافة إلى مراعاتهم ذلك في تواليفهم وفتاواهم، ولازالت مدارسهم تتميز بهذه الميزة إلى يومنا هذا.[76]

وتفرعت الطريقة المريدية عن القادرية متخذة معظم أتباعها من قبيلة (ولوف) التي تسكن جنوب السنغال وانتشرت بانتشارهم في مختلف دول العالم ومنها الدول الإفريقية محل هذه الدراسة.[77]

  • الزوايا السنوسية

تأسست الطريقة السنوسية على يد الشيخ سيدي محمد بن علي السنوسي، واستهدفت زواياها إصلاح شأن الإسلام ونشر العقيدة الإسلامية، وضربت الزاوية السنوسية أمثلة رائعة للناس في منطقة السودان الأوسط في مواقفها الحاسمة مع فرنسا التي انتزع منها السنوسيون مدينة زندر المهمة في جمهورية النيجر.[78]

  • الزوايا في شرق إفريقيا وجنوبها وفي القرن الإفريقي

تذكر المصادر وجود زوايا صوفية مهمة في منطقة شرق إفريقيا مثل الصومال وأرتيريا وجبوتي وإثيوبيا.[79] وكذلك في رواند وغيرها[80].

وفي جنوب إفريقيا الزاوية التشيسكية التي أسسها الشيخ غلام محمد صوفي والتي اعتبرت من جملة إسهاماته في جنوب إفريقيا لخدمة الإسلام والإنسانية.[81]

ثالثا : المحضرات التراثية

من المراكز التي يتلقى فيها الطلبة دروسهم المعرفية في السودان الغربي والأوسط المحضرات المتنقلة.

والمحضرات أو المحاضر جمع محضرة وهي مؤسسة تعليمية تقليدية جامعة لشتات المعارف قد تتسع دلالتها لتشمل كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم، ولكنها تنصرف غالبا إلى المدارس التي يلتقي فيها الطلبة مختلف العلوم والمعارف الأخرى تدرجا من المستوى الابتدائي وصولا إلى المستوى الجامعي أوهي مدارس علم ورباط جهاد ومنارة إشعاع يلتقي حولها الالتزام الفكري والديني، ويؤرخ الخليل النحوي بداية النشاط المحضري بتأسيس رباط عبدالله بن ياسين حوالي سنة 431ه/1039[82]م.

والمحضرة جامعة شعبية بدوية متنقلة فردية التعليم طوعية الممارسة، ويقوم الشيخ الذي يتولى التدريس فيها بالسهر على طلابه أخلاقيا وأدبيا وربما ماديا، وقد يكون للمحضرة عدة أساتذة، ويرتادها الطفل والشيخ والمرأة والفقير والموسر.[83]

وانطلق النشاط المحضري من محضرة رباط عبدالله بن ياسين في القرن الخامس الهجري وحركة ناصر الدين التي اقتدت بالتجربة المرابطية في القرن الحادي عشر الهجري السابع عشر الميلادي لتأتي المحضرة المعينية في القرن التاسع عشر الميلادي التي تأسست منها زوايا في عدة مدن مغربية مراكش وفاس وتزنيت وطرفاية والسمارة وأطار بأدرار من بلاد شنقيط.[84]

وقد أبرزت المحضرة القدرة على تحقيق نهضة ثقافية نموذجية فوق رمال الصحراء المغربية وامتداداتها الإفريقية، وحمل رسالتها رجال أشداء كان منهم تجار ودعاة وعلماء عاملون معلمون أعدتهم المحضرة إعدادا روحيا وجسميا جيدا لأداء الرسالة، وكان لها الدور الأكبر في نشر الإسلام في إفريقيا الغربية عقيدة وشريعة وسلوكا استنادا إلى مذهب مالكي عريق والعقيدة الأشعرية والتصوفي السني.[85]

وقد درس مجموعة من علماء السودان الغربي والأوسط في المحاضر التي كانت من أهم أماكن التدريس والدعوة الإسلامية في المنطقة وخاصة في أوساط القبائل المتنقلة غير المستقرة والتي تجوب الصحراء شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بحثا عن الكلأ والعشب للحيوانات، ولا زالت المحاضر حتى في وقت قريب منتشرة في شمال مالي.[86]وغينيا ومناطق في النيجر وشمال نيجيريا وتشاد والسودان ومنها[87]مايلي:

  • المحضرة الدوسهاكية

التي أسسها العلامة الشيخ حداحدا الدوسهاكي في منطقة أزواغ في شمال النيجر في القرن السابع عشر الميلادي، وأسهمت في تخريج عدد من العلماء في المنطقة لعبوا دورا هاما في نشر الإسلام والدعوة الإسلامية.[88]

ومن العلماء الذين اشتهروا بالنشاط المحضري في النيجر الشيخ جبريل بن عمر الذي أسس محضرة متنقلة في بلاد حوسا بين غوبر وآدرو وأغدس، ومن أشهر من درسوا في هذه المحضرة الشيخ عثمان بن فوديو وأخوه الشيخ عبد الله. وفيها استلهم الشيخ عثمان أفكاره الجهادية التي تبلورت في إقامة الدولة الصكتية الإسلامية.[89]

  • المحضرة الفركية

تأسست هذه المحضرة بصحراء (فَرَكْ) شمال مدينة أغدس في منطقة جبال بغزن، وهي محضرة علمية ودعوية وجهادية عرفت مجموعة من العلماء والقراء والمجاهدين المرابطين، ومن العلماء الذين عرفوا بالنشاط العلمي والدعوي فيها الغوني مالم باقو بلاربى المشهور بلقب الشيخ بَلاَ والشيخ مختار والشيخ عالمي قال العلامة محمد الأمين:

وشيخ بَلاَ أَيْضاً ومُخْتَرْ وَعَالِمِي          لَدى فَرَكٍ صَارُوا نُهَاةً وَأُمَّرِ[90]

ومن المرابطين المجاهدين الذين درسوا في هذه المحضرة الشيخ مالم بُلْخُ والشيخ نوح والشيخ جبرل.

  • المحضرة الإنشارية

هذا نموذج فريد من نماذج المحضرات البرناوية الحوسوية التي ركزت كثيرا على حفظ القرآن وترتيله وتجويده ونسخه وضبطه والمهارة فيه والإجازة في الإقراء.

ومن مشايخها الأولين الشيخ الغوني كُودَمي ت 1855م الذين كان يقيم محضرة متنقلة كل عام ثم أسس مقرأة دائمة تطورت مع الغوني محمد مصطفى دبثيا، وازدهرت في زمن الماهر الغوني ممد الكرغوي الذي أجازه شيخه (ديْثيا) وتم تتويجه أمام سلطان دمغرم تنيم في قصره بحضور عدد كبير من العلماء وأعيان الدولة.

وفي وصف وقائع هذه الإجازة يقول صاحب الذرابة:

وَأَمَّا إِجَازَةٌ لِمَمَّدِ مَاهِرِ               أَمَامَ تَنِيمٍ فِي فِنَاهُ بِزَندَرِ

وَأَرْسَلَ للعلماء رَامَ حُضُورَهُمْ            لِإشْهَارهِ بَيْنَ الْقَرَاوِي وَحَاضِرِ

أُجِيز هُنًاكَ بَيْنَ شَمْس مُلوكِنَا       وَشَمْسُ تُقَاةِ الفَاضِلِين الأَخَايِر[91]

ومن عالمات النساء اللواتي حضرن هذه المحضرة وقرأن القراءات السبع من خلال كتاب حرز الأماني الشاطبي الماهرة الغُونَا بَتُول البرناوية والعالمة الماهرة (عِير مَمَّ) بنت عمر. قال صاحب الذرابة

بَتُولَ غُنَا مِن بُورْنُو جَاءتْ ونَقَلَتْ         بِحِرْزِ الأَمَانِي الشَاطِبِي لِلمُحِرّرِ

ومَعْ زَوْجِها وَفَدَتْ أبوبكر غُونِي         خَبِيرُهُمْ ذَا الْقَارِ أحمد كَنُورِي

لِمَا سَمِعَتْ في اليوم لَمْ يَكُ قَارِئٌ          بِحَوْسَ يُرَتِّلْ شِبْهُ مَمُّدُ مَاهِرِ

وَبِنتُ عُمرْ عِيرْمَمَّ مَعْ وَالِدٍ لَّهَا            لَهُ نَقَلا الْحِرْزَ الأَمَانِي لِآخِرِ[92]

والخلاصة أن النشاط المحضري الذي انطلق من المغرب انتشر ونشط في البلاد الصحراوية في ليبيا والجزائر وموريتانيا ومالي وغينيا كونكري والنيجر ونيجيريا وتشاد والسودان، وأبرز قدراته على تحقيق نهضة علمية نموذجية في رمال الصحراء المغربية وامتداداتها الإفريقية وأسهم إسهاما كبيرا في ميلاد التراث الإسلامي الإفريقي وتطوره وازدهاره في نواحي مختلفة.

خاتمة

نلخص أهم نتائج البحث في النقاط الآتية:

1- المغرب غني جدا بالمخطوطات العربية الإسلامية الإفريقية والمكتبات التراثية.

2- من المآثر الخالدة لسلاطين الأسر المالكة المغربية اهتمامهم بجمع الكتب ومكافأة مؤلفيها وبعث البعوث إلى خارج المغرب لجلب النادر والغريب منها وإيداعها في جناح خاص من قصورهم سموه (الخزانة).

3- توفر الكتب والمكتبات التراثية في شمال إفريقيا وغربها ووسطها وشرقها وجنوبها والتي تحتاج إلى بذل جهود خاصة من أجل إبرازها والتعريف بها ودراستها والاستفادة من مضامينها والحفاظ عليها.

4- انتشار المدارس والمراكز الثقافية في أغلب مدن المغرب في فترات تاريخية متعاقبة والتي ظهر تأثيرها القوى في تأسيس المدارس في إفريقيا.

5- ثبوت البيعات الإفريقية المتعددة لإمارة المؤمنين المغربية التي من أقدمها بيعة إمبرطورية البورنو وملوك كبي من ممالك حوسا في نيجيريا والنيجر.

6- أسهمت الزوايا الصوفية التي انحدرت من المغرب إلى إفريقيا في انتشار العلوم والمعارف الإسلامية في ربوع القارة.

7- وأن التطور الحقيقي للعلاقة الروحية بين المغرب وإفريقيا إنما بدأ مع قيام الزاوية التجانية الفاسية.

8- انطلاق النشاط المحضري من محضرة رباط عبد الله بن ياسين في القرن الخامس، وانتشرت المحضرات في إفريقيا ودرس فيها مجموعة من العلماء الأفارقة في مناطقهم المختلفة.

9- وكان للمحضرات الدور الأكبر في نشر الإسلام في إفريقيا الغربية عقيدة وشريعة وسلوكا اعتمادا على المذهب المالكي والتصوف السني والعقيدة الأشعرية وهو ما يوضح الثوابت المشتركة بين المغرب وبين البلاد الإفريقية.

الهوامش

[1] انظر القيمة العلمية للمخطوطات الليبية في الخزائن المغاربية الدكتور عبد السلام محمد الشريف ص: 90 ـ 91 ندوة التواصل الثقافي بين أقطار المغرب العربي  كلية الدعوة الإسلامية  ـ طرابلس ـ ليبيا 1995.

[2] ـ انظر تقديم ، عبد الوهاب بنمنصور مؤرخ المملكة المغربية فهارس الخزانة الحسنية محمد عبد الله عنان وآخرون الطبعة الملكية ـ الرباط 2000 ج ص1 أ.

[3] مقدمة فهارس الخزانة الحسنية  المصدر نفسه محمد عبد الله عنان وآخرون ج 1 د.

[4] المصدر نفسه

[5] انظر ندوة التواصل الثقافي مرجع سابق في صفحات متفرقة، وجهود العلماء الأفارقة في خدمة المذهب المالكي أحمد بابا التمبكتي نموذجا للدكتور عبد الرحمن ميكا ص 253 مجلة العلماء الأفارقة العدد الأول 2019م

[6] انظر تاريخ المكتبات الإسلامية ومن ألف في الكتب الشيخ عبد الحي الكتاني .ضبط وتعليق د. أحمد شوقي بنبين ود. عبد القادر سعود  ص 11.

[7] المخطوطات الجزائرية  وأعلامها في المكتبات الإفريقية للدكتور أحمد أبا الصافي جعفري وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائر قسنطينة 2015م ص 16 وما بعدها.

[8] انظر ندوة التواصل الثقافي ص 205 وما بعدها.

[9] انظر فهرس مخطوطات شنقيط ووادن إعداد أحمد ولد يحي ص 10 مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي لندن 1997م.

[10] انظر مجلة علماء الأفارقة ص 253.

[11] انظر المخطوطات العربية في النيجر كنور الأمة في طي النسيان.أ. د سالو الحسن ص 3 ـ 4

[12] المصدر نفسه.

[13] الحالة الراهنة للمخطوطات المكتوبة باللغات المحلية والحرف العربي في النيجر  د.سالو الحسن ص : 13

[14] الحالة الراهنة للمخطوطات المكتوبة باللغات المحلية والحرف العربي في النيجر د. سالو الحسن ص 10حولية الحرف العربي العدد الثالث 2017 الخرطوم السودان مجلة علمية محكمة.

[15] المصدر نفسه ص 11

[16] /المخطوطات العربية في النيجر كنوز الأمة في طي النسيان مرجع سابق ص12 زما بعدها.

[17] مهمة اقتناء المخطوطات تقرير معهد الأبحاث في العلوم الإنسانية بجامعة نيامي بإشراف الأستاذ الدكتور مولاي حسن ص 11 ومابعدها.

[18] المخطوطات العربية في منطقة تلابيري جمهورية النيجر الخط والوضعية وحمايتها القانونية د. سالو الحسن مجلة الكلمة عدد 125/ 2017م

[19] تقرير فريق العمل لمعهد أبحاث في جامعة نيامي عن مهمة زندر مارس 2019م

[20] المخطوطات العربية في النيجر كنوز الأمة في طي النسيان د. سالو الحسن ص 16

[21] مخطوطات تمبكتو( ذاكرة إفريقيا الحية) منشورات جائزة القذافي لحقوق الإنسان 2007م ص 48 ـ 49.

[22] انظر فهرس مخطوطات دار الوثائق القومية النيجرية بابا يونس محمد مؤسسة الفرقان 1997م وفهرست مخطوطات مكتبة جامعة إبادن نيجيريا بابا يونس محمد مؤسسة الفرقان لندن 2001م والمخطوطات الجزائرية.

[23] -جذور الحضارة الإسلامية في الغرب الإسلامية ص 145و153.

[24] فهرس المخطوطات مكتبات غانا إعداد بابا يونس مؤسسة الفرقان لندن 2001م

[25] فهرست مخطوطات مكتبة الشيخ مورمبي سيسي ومكتبة الحاج مالك سي ومكتبة الشيخ إبراهيم نياس في السنغال إعداد وتحقيق عثمان كن دار الفرقان لندن 1997م

[26] فهرس مخطوطات العربية بمكتبات بوركينافاسو بابا يونس محمد مؤسسة الفرقان 2014م

[27] انظر فهرس المخطوطات الإسلامية بدار الوثائق الوطنية بدولة ساحل العاج بابا يونس محمد مؤسسة الفرقان لندن 2014م

[28] انظر الشارقة تستكمل ترميم إحدى أهم المكتبات الإفريقية في غينيا الشارقة البيان04 أبريل 2018م

[29] انظر بحث محمد تفسير بالدي طالب دكتوراه في الدراسات الإفريقية مؤسسة دار الحديث الحسنية ص 12.

[30] جهود علماء شرق إفريقيا في خدمة مذهب الإمام الشافعي د. عبد الرحمن محمد علي شمس الدين مجلة علماء الأفارقة ص 194 وما بعدها

[31] انظر المخطوطات العربية في دار الوثائق القومية السودانية فهرس منتقى مراجعة هشام يحي أحمد دار الوثائق القومية ومعهد المخطوطات العربية القاهرة 2001م

[33] صناعة المخطوط العربي الإسلامي إياد خالد الطباع ص 18

[34] المخطوطات العربية في النيجر كنوز الأمة في طي النسيان د. سالو الحسن ص 22 والمخطوطات العربية في منطقة تيلابري  بجمهورية النيجر الخط والوضعية وحمايتها القانونية سالو الحسن ص 4 مجلة الكلمة العدد125

[35] ترميم وصنانة المخطوطات والوثائق الأرشيفية عبد الكريم نادي ص 15 وما بعدها

[36] ضوابط الكتابة وأدواتها في مصادر المعلومات من المخطوطات بالحرف القرآني ص 543 وما بعدها جامعة عثمان بن فودي صكتو نيجريا

[37] قواعد ترميم التلفيات والقطوع بسام داغشاني ص 12 وصناعة المخطوط العربي الإسلامي خالد الطباع 14 وما بعدها.

[38] المخطوطات العربية في النيجر كنوز الأمة ص 22 د. سالو الحسن

[39] المخطوطات العربية في منطقة تيلابيري بجمهورية النيجر د. سالو الحسن ص 5  ـ 6

[40] نمط الدراسات القرآنية غير الأكاديمية في نيجريا التحديات وسبل النهوض للدكتور تيجاني زبير رابع طبعة جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية ص 212 والتراث القرآني النيجري لأبي الخير عمر مالم أبه 22.

[41] صناعة المخطوط العربي الإسلامي مركز جمعة ماجد للثقافة والتراث دبي إعداد خالد الطباع ص 22 وما بعدها . وأنماط التوثيق في المخطوط العربي في القرن التاسع الهجري عابد سليمان المشوفي الرياض مكتبة ملك فهد الوطنية 1414هـ ص 137 وما بعدها.

[42] انظر الخط العربي ناجي زين الدين ص 336  الملحق الأول الخط العربي من خلال المخطوطات مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.

[43] انظر القيمة العلمية للمخطوطات الليببية في الخزائن المغاربية للدكتور عبد السلام محمد الشريف ص 1. أعمال ندوة التواصل الثقافي 1995 م كلية الدعوة الإسلامية طرابلس ليبيا

[44] أبعاد إمارة المؤمنين في السياق االإفريقي د. إبراهيم أحمد مقرى مجلة العلماء الأفارقة ص83.

[45] انظر منسا موسى السلطان الحاج الدكتور محمد دكري ص75 وما بعدها.

[46] الفقه والفقهاء في غيينيا محمد تفسير بلاي ص2 .

[47] الحركة الفقهية ورجالها في السودان الغربي مرجع سابق ص154.

[48] جذور الحضارة الإسلامية في الغرب الإفريقي عثمان برايما باري ص80.

[49] انظر أبعاد إمارة المؤمنين في السياق الإفريقي مرجع سابق ص78.

[50] أبعاد إمارة المؤمنين في السياق الإفريقي ص85،.

[51] أبعاد إمارة المؤمنين ص84

[52] جذور الحضارة الإسلامية مرجع سابق ص89

[53] جذور الحضارة الإسلامية في الغربي الإفريقي ص94

[54] انظر مصباح الظلام في وفيات أعيان القرن الثالث عشر إلى الرابع عشر ص2وما بعدها مخطوط تحت رقم 58 في قسم المخطوطات العربية والعجمية جامعة نيامي.

[55] الروابط  التاريخية العريقة بين شمال إفريقيا ومنطقة جنوب الصحراء الكبرى محمد أحمد الشفيع بحث غير منشور ص10

[56] علماء بادو ودورهم في نشر الإسلام عبد القادر عبد الرحمن ص16 وما بعدها.

[57] انظر أهم المراكز  الإسلامية في جمهورية النيجر الدكتور علي يعقوب منارات إفريقية ص2010

[58] تحفة الأحفاد في سيرة الوالد والأجداد، مهدي الحاج معاذ ص95 وما بعدها، مخطوط غير منشور في مكتبة الباحث.

[59] انظر المصدر نفسه.ص46.

[60] مدخل إلى دراسة مذهب أهل السنة الجماعة بغرب إفريقيا الدكتور هرون المهدي ميغا ص 72.

[61] أهل الله على أرضه للشيخ أبوبكر حسين ص35 وما بعدها.

[62] جهود علماء شرق إفريقيا في خدمة مذهب الإمام الشافعي. عبد الرحمن شمس الدين مجلة علماء الأفارقة ص194

[63] انظر أبعاد إمارة المؤمنين في السياق الإفريقي ص 81

[64] انظر المرآة الصافية في بيان حقيقة التصوف وبعض رجاله الشيخ الدكتور قريب الله محمد الناصر كبر ص108

[65] انظر ترجمته في جواهر المعاني للعلامة سيدي علي حرازم ص21 وما بعدها.

[66] السيد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف المغربية في خطاب ألقاه في الدورة الثالثة والأربعين لأكاديمية المملكة المغربية يوم 10ديسمبر 2015م نقلا عن أبعاد إمارة المؤمنين في السياق الإفريقي ص81

[67] انظر النفحة العنبرية د/سيد المغناوي مجلة العلماء الأفارقة ص403 العدد الأول.

[68] انظر الحركة الفقهية ورجالها في السودان الغربي ص164، وجذور الحضارة الإسلامية في الغرب الإفريقي ص229

[69] المرآة الصافية ص201 وما بعدها

[70] جذور الحضارة الإسلامية في الغرب الإفريقي مصدر سابق ص231

[71] جذور الحضارة الإسلامية في الغرب الإفريقي مصدر سابق ص231

[72] انظر جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوبت الدينة المشتركة الشيخ إسماعيل كروما مجلة العلماء الأرفاقة ص68

[73] جذور الحضارة الإسلامية في الغرب الإفريقي مصدر سابق ص239

[74] مرثية الشيخ إبراهيم الكولخي الشيخ الماهر محمد الأمين ص5 وما بعدها

[75] المصدر نفسه، وتذكرة الأحباب في مرثية الشيخ أبي بكر عتيق للشيخ محمد حوسا وا ص4

[76] انظر المجموعة المشتملة على أجوبة الشيخ الخديم وفتاواه للشيخ أحمد بمبأمباكي ص143، وأثر المشترك المذهبي والعقدي في الوحدة الإفريقية د.محمدأمباكي جوف مجلة العلماء الأرفاقة العدد الأول ص95

[77] جذور الحضارة الإسلامية في الغرب الإفريقي مصدر سابق ص239

[78] المسلمون في غرب إفريقيا تاريخ  وحضارة محمد فاضل علي باري وسعيد إبراهيم كربدية ص35

[79] جهود العلماء الأفارقة في خدمة الثوابت الدينية المشتركة إسماعيل كروما مجلة العلماء الأفارقة ص68

[80] جهود علماء شرق إفريقيا في خدمة مذهب الإمام د. عبد الرحمن شمس الدين مجلة العلماء الأفارقة ص193

[81] اسهامات الشيخ غلام صوفي في جنوب إفريقيا ف. تولاتي وآخرون مجلة العلماء الأفارقة ص270

[82] انظر بلاد شنقيط المنارة والرباط الخليل النحوي ص53 و190تونس1987 م.

[83] انظر إسهامات علماء المحضرة بالصحراء المغربية في توطيد دعائم الثوابت المشتركة بين المغرب وعمقه الإفريقي الدكتورة ماجد كريم مجلة العلماء الأفارقة ص 283  العدد الأول 2019م

[84] انظر المصدرين السابقين الخليل النحوي ص281، ود. ماجد كريم ص293

[85] انظر المرجع نفسه ص290 وما بعدها.

[86] انظر الحركة الفقهية ورجالها في السودان الغربي مرجع سابق ص163

[87] انظر الدرابة الممدية الشيخ الماهر محمد الأمين ص9 ومابعدها مخطوط.

[88] الروابط التاريخية العريقة بين شمال إفريقيا ومنطقة جنوب الصحراء ص17 وما بعدها

[89] أوراق عربية من صكتو أحمد البدوي ص16

[90] الذرايةالممدية الألفية مصدر سابق

[91] الذرابةالممدية ص 35وما بعدها ص 35

[92] المصدر نفسه.

فهرس المصادر والمراجع

1- الاستعمار الفرنسي ومقاومة السلاطين له في النيجر زندر نموذجا، ممن بلا ياسر، الجامعة الإسلامية بالنيجر كلية الشريعة والقانون 2014-2015.

2- أهل الله على أرضه، الشيخ أبوبكر حسين مطبعة إبراهيم خليل الله كنو نيجيريا 2007م.

3- أهم المراكز الإسلامية في جمهورية النيجر، أ.د علي يعقوب منارات إفريقية 2010.

4- أنماط التوثيق في المخطوط العربي في القرن التاسع الهجري عابد سليمان المشوخي الرياض مكتبة الملك فهد الوطنية ط1، 1414ه.

5- أوراق عربية من صكتو أحمد البدوي طبعة جامعة قار يونس بنغازي ليبيا 1991.

6-بلاد شنقيط المنارة والرباط الخليل النحوي تونس 1987م.

7- تاريخ المكتبات الإسلامية ومن ألف في الكتب الشيخ عبد الحي الكتاني ضبط وتعليق، أحمد شوقي بنبين ود عبد القادر سعود ط 1، 2004 المطبعة والوراقة الوطنية الحي المحمدي الداوديات مراكش.

8- تحفة الأحفاد في تاريخ الوالد والأجداد، مهدي الحاج معاذ، بحث غير منشور.

9- التراث المخطوط في منطقة أبلغ بجمهورية النيجر د. سالو الحسن، مجلة التواصل العدد العشرون.

10- التراث القرآني النيجري لأبي الخير عمر مالم أبه، الاتحاد لحفاظ القرآن الكريم 2020.

11- ترميم وصناعة المخطوط والوثائق الأرشيفية (ورشة المركز الوطني بأدرار دراسة حالة، مذكرة لنيل شهادة ماستر جامعة أبي بكر بلقايد تلسمان عبد الكريم نادي 2018-2019.

12- تقرير فريق العمل لمعهد الأبحاث في جامعة نيامي عن مهمة زندر مارس 2019م.

13- جذور الحضارة الإسلامية في الغرب الإفريقي عثمان برايما باري دار الأمين القاهرة، مصر ط1، 2000م.

14- جواهر المعاني وبلوغ الأماني للعلامة سيدي علي حرازم، دار الرشاد الحديث الدار البيضاء المغرب.

15- الحالة الراهنة للمخطوطات المكتوبة باللغات المحلية والحرف العربي في النيجر د. سالو الحسن. حولية الحرف العربي العدد الثالث 2017 مجلة علمية محكمة السودان.

16- الحركة الفقهية ورجالها في السودان الغربي. د. عبد الر حمن محمد ميكا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المملكة المغربية 2011م.

17- الذرابة الممدية الألفية الشيخ الماهر محمد الأمين مخطوط في مكتبة الباحث.

18- الروابط التاريخية العريقة بين شمال إفريقيا ومنطقة جنوب الصحراء الكبرى إعداد محمد شفيع بحث غير منشور.

19- صناعة المخطوط العربي الإسلامي مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث دبي إعداد خالد الطباع المطبعة والوراقة الوطنية مراكش 2003م.

20- ضوابط الكتابة وأدواتها في مصادر المعلومات من المخطوطات بالحرف القرآني   عجمي جامعة عثمان بن فودي صكتو نيجريا ندوة المخطوطات العربية بغرب إفريقيا صيانتها ونشرها. شركة دار الأمة كنو 2015م.

21- علماء بادو ودورهم في نشر الإسلام عبد القادر عبد الرحمن الجامعة الإسلامية بالنيجر كلية الشريعة والقانون 2011-2012م.

22- قواعد ترميم التلفيات والقطوع بسام داغشاني.

23- القيمة العلمية للمخطوطات الليبية في الخزائن المغاربية الدكتور عبد السلام محمد الشريف ندوة التواصل الثقافي بين أقطار المغرب العربي كلية الدعوة الإسلامية طرابلس ليبيا 1995م.

24- مجلة العلماء الأفارقة عدة بحوث العدد الأول 2019م مجلة علمية محكمة المغرب.

25- المجموعة المشتملة على أجوبة الشيخ الخديم وفتاواه الشيخ أحمد بمبأمباكي مكتبة شيخ الخديم طوبي السنغال الطبعة الأولى.

26- المخترع في فنون من الصنع الملك المظفر يوسف بن عمر دراسة وتحقيق أ.د. محمد عيسى صالحية مؤسسة الشرع العربي الكويت 1989م.

27-مخطوطات تمبكتو (ذاكرة إفريقية الحية) جائزة القذافى الدولية لحقوق الإنسان 2007.

28-المخطوطات الجزائرية وأعلامها في المكتبات الإفريقية الدكتور أحمد أبا الصافى جعفري وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائر قسنطينة 2015م.

29-المخطوطات العربية في منطقة تيلابيري بجمهورية النيجر الخط والوضعية وحمايتها القانونية. أ.د سالو الحسن مجلة الكلمة عدد 125/2017م.

30- المخطوطات العربية في النيجر كنوز الأمة في طيِّ النسيان أ.دسالو الحسن دار النشر – النور NOOR PUBLISHING .

31- المخطوطات العربية ولاية أدرار د. بشار قويدر ود مختار حساني، المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ الجزائر 1999م

32- مدخل إلى دراسة مذهب أهل السنة والجماعة بغرب إفريقيا أ.د هرون المهدي ميغا طبعة باماكو- مالي.

33- المرآة الصافية في بيان حقيقة التصوف وبعض رجاله الشيخ الدكتور قريب الله محمد الناصر كبر، مكتبة مالم كبر كانو نيجيريا 2013م.

34- مرثية الشيخ إبراهيم الكولخي (سلوة الأحباب) الشيخ الماهر محمد الأمين طبعة محلية عن قسا كنو نيجيريا.

35- المسلمون في غرب إفريقيا تاريخ وحضارة محمد فاضل على باري وسعيد إبراهيم كربدية الطبعة الأولى دار الكتب العلمية بيروت لبنان 2007م.

36- مصباح الظلام في وفيات أعيان القرن الثالث عشر إلى الرابع عشر مخطوط تحت رقم.58 قسم المخطوطات العربية والعجمية جامعة نيامي النيجر.

37- معجم مصطلحات المخطوط العربي (قاموس كوديكو لوجي) أحمد شوقي بنبين ومصطفى طوبي المطبعة والوراقة الوطنية مراكش المغرب 2003م

38- منسا موسى السلطان الحاج الدكتور محمد دكري ط1، 2012م نشر ريحلصوكسيس كنول تس ولاية أويونيجيريا.

39- مهمة اقتناء المخطوطات تقرير معهد الأبحاث في العلوم الإنسانية بجامعة نيامي بإشراف ا.د مولاي حسن.

40- نمط الدراسات القرآنية غير الأكاديمية في نيجيريا التحديات وسبل النهوض الدكتور تيجاني زبير رابع طبعة جامعة الملك سعود المملكة العربية السعودية.

41- فهارس الخزانة الحسنية مراجعة وتصحيح. أحمد شوقي بنبين، المطبعة الملكية الرباط، إعداد محمد عبد الله عنان وآخرين200م.

42- فهرس المخطوطات الإسلامية بدار الوثائق الوطنية بدولة ساحل العاج إعداد بابا يونس محمد مؤسسة الفرقان لندن 2014م.

43- فهرس مخطوطات دار الوثائق القومية النيجرية بكادونا، إعداد بابا يونس محمد حققه وأتم حواشيه جون هنويك، مؤسسة الفرقان، لندن 1997م.

44- فهرس مخطوطات شنقيط ووادان، إعداد أحمد ولد محمد يحي، تحقيق أولرخيربشول مؤسسة الفرقان لندن 1997م.

45- فهرس مخطوطات مركز أحمد بابا تنمبكتو إعداد مجموعة من المكتبيين بالمركز مؤسسة الفرقان لندن 1997م.

46- فهرس المخطوطات العربية بمكتبات بوركينافاسو بابا يونس محمد مؤسسة الفرقان لندن 2014م.

47- فهرس مخطوطات مكتبات غانا إعداد بابا يونس محمد مؤسسة الفرقان لندن 2000م.

48- فهرس مخطوطات مكتبة جامعة إبادن نيجيريا. إعداد بابا يونس محمد مؤسسة الفرقان لندن 2001م.

49- فهرس مخطوطات مكتبة الشيخ مور مباي سيسي ومكتبة الحاج مالك سه ومكتبة الشيخ إبراهيم نياس السنغال، إعداد وتحقيق عثمان كن لندن 1997م.

50- فهرس مخطوطات مكتبة مَمَّا حيدرة المخطوطات والوثائق إعداد عبد القادر مما حيدرة مؤسسة الفرقان لندن 2000م

51- المراكز العلمية التراثية في النيجر د. مهدي الحاج معاذ ندوة التراث الإسلامي الإفريقي بين الماضي والحاضر وآفاق المستقبل) نيامي –النيجر 2019م مؤسسة محمد السادس العلماء الأفارقة فرع النيجر.

 

كلمات مفتاحية :