أبوجا – ندوة التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ

أبوجا – ندوة التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ

أبوجا - ندوة التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ
أبوجا – ندوة التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ – مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة

انطلقت صباح يوم الجمعة (29 أكتوبر 2021 م) بعاصمة جمهورية نيجيريا الاتحادية أبوجا أشغال الندوة العلمية الدولية التي تنظمها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في موضوع : “التراث الإسلامي الإفريقي: بين الذاكرة والتاريخ”.

وتأتي هذه الندوة في إطار أنشطة المؤسسة التي تسعى من خلالها تفعيل وتنزيل أهدافها المتعلقة بإحياء التراث الثقافي الإفريقي الإسلامي المشترك من خلال التعريف به ونشره والعمل على حفظه وصيانته في ظل العناية السامية  التي يوليها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للتراث الإفريقي كرصيد حضاري يجمع شعوب القارة الإفريقية.

افتتحت الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحضور المقرئ إبراهيم حسين محمد من جمهورية نيجيريا.

بعد ذلك تم عرض شريط وثائقي يعرف بأهم الأنشطة العلمية والثقافية والفكرية التي سهرت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة على تنظيمها منذ تأسيسها.

وفي كلمة ترحيبية بالمناسبة نوه سماحة الشيخ إبراهيم صالح الحسيني، رئيس فرع المؤسسة في نيجيريا، بمبادرة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بإنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة والتي تهدف” فقط إلى جمع علماء القارة الإفريقية للتواصل بينهم تنزيلا لقوله صلى الله عليه وسلم: [من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم]. ودعا الشيخ الحسيني العلماء الأفارقة إلى التعاون بينهم “تعاونا مثمرا يحافظ على الثوابت الدينية المشتركة بين المسلمين في هذه القارة الغنية بمواردها البشرية والطبيعية” لما يحقق الأمن والسلام والاستقرار في كل البلدان الإسلامية. كما شدد فضيلة الشيخ الحسيني على دور العلماء في الحفاظ على التراث المخطوط وغيره من الموروث الحضاري الذي تزخر به القارة الإفريقية سيرا على نهج الأسلاف الذين حافظوا على ميراث النبوة، والذين تمسكوا بالثوابت المشتركة المتعلقة بالعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني قولا وعملا.

من جانبه رحب الدكتور سيدي محمد رفقي الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بالمشاركين والمشاركات في هذه الندوة العلمية الدولية وضيوفها من مختلف الشخصيات الدينية والديبلوماسية من مختلف ربوع القارة الإفريقية، مبرزا العلاقات الروحية للمملكة المغربية مع البلدان الإفريقية الشقيقة والتي كانت من ثمراتها تأسيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بمبادرة من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي أخذت على عاتقها “المساهمة الفعالة في المحافظة على وحدة الدين الإسلامي، وخدمة تراثه، وفتح فرص تبادل الآراء بين علماء القارة الإفريقية، بهدف تنمية مدارك الناس العلمية والمعرفية”، مضيفا “أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه، تأسيا بجده المصطفى عليه أفضل الصلوات والتسليم، وبسلفه الصالح، يريد أن يجعل من مؤسسة العلماء على المستوى الإفريقي إطارا علميا شامخا لحفظ الدين ومقتضياته، بما في ذلك الخصوصيات التراثية للشعوب الإفريقية”.

كما أكد الأمين العام للمؤسسة على أن انعقاد هذه الندوة العلمية الدولية في موضوع “التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ” بأبوجا، هو في الحقيقة تفعيل لأحد بنود أهداف المؤسسة والوفاء بالتنزيل العملي لمقترحات وتوصيات اجتماع أعضاء لجنة إحياء التراث الإسلامي الإفريقي بجميع فروعها”.

وفي مداخلة باسم علماء المؤسسة نوه الأستاذ عبد الكريم ديوباتي رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية غينيا كوناكري بعمل المؤسسة الذي هو “إشراقة من إشراقات أمير المؤمنين محمد السادس حفظه الله ورعاه لهذه القارة، وهي فرصة تاريخية مشهودة للانخراط في عمل جماعي لفائدة المجتمعات الإفريقية مؤسس على قيم الدين السمحة والمشترك من ثوابت الاعتدال والتعاون على الخير”. وأكد الأستاذ ديوباتي على المسؤولية التي تقع على عاتق علماء القارة الطامحين إلى “العمل بجد من أجل إحياء أمجاد أمتنا وتحقيق آمالها والحفاظ على هويتها وصيانة مرجعيتها وحفظ ذاكرتها وإبراز تاريخها المتميز، لأنه هو الزاد نحو مستقبل زاخر ومجيد لأجيالنا الصاعدة”.

وفي نفس السياق أبرز الأستاذ إدريس ابن الضاوية عضو المجلس العلمي الأعلى في المملكة المغربية في كلمة باسم علماء المملكة الأمانات التي تقع على عاتق العلماء في تكريس البعد الإنساني للدين الإسلامي والحفاظ على قيمه السمحة التي أرسلت رحمة للعالمين”، مشددا على دورهم الكبير في “بناء الأمن، وتعزيز السلام، ومحاربة كل أشكال التمييز والتهميش، وتعميق التعارف في معانيه وأبعاده الشاملة لإقامة جسور التواصل بين الأديان والثقافات، على أساس أن الله تعالى رب الجميع، وأن رسالته تخص الجميع، وأن التفاضل عنده لا يكون إلا بالتقوى”.

إثر ذلك أحيلت الكلمة إلى صاحب السمو السلطان محمد سعد أبو بكر رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جمهورية نيجيريا الاتحادية الذي رحب بالحضور مثنيا على تنظيم هذه الندوة التاريخية على أرض نيجيريا موجها الشكر إلى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله والقائمين على عمل المؤسسة.

وأبرز سلطان صكتو في كلمته أهمية هذه الندوة من اجل إبراز هذا الإرث التاريخي الذي بناه الأجداد في هذه القارة وهو تراث غني وعميق، والذي من خلاله يمكن أن تبنى صورة جديدة عن القارة الإفريقية.

وفي كلمة للجهات الرسمية في نيجيريا أكد السيد محمد موسى بللو معالي وزير العاصمة الفدرالية (أبوجا) بجمهورية نيجيريا الاتحادية على العلاقات القوية التي تربط المملكة المغربية بجمهورية الاتحادية، كما عبر عن شعوره بالفخر باختيار مدينة أبوجا لاستضافة الندوة، وتقديره العميق لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة والمجهودات التي تقوم بها من أجل الحفاظ على التراث الإسلامي الإفريقي مشددا على العمل من أجل تكريس ما يساعد على الاستقرار والتنمية.

مباشرة بعد ذلك قام الدكتور سيدي محمد رفقي الأمين العام للمؤسسة رفقة سلطان صكتو محمد سعد أبو بكر رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في نيجيريا وشخصيات دينية وديبلوماسية حضرت الفترة الصباحية من اليوم الأول من الندوة، بافتتاح معرض “منتخبات من المخطوط المغربي والنيجيري”.

ويهدف هذا المعرض إلى التعريف ببعض الجوانب العلمية والفنية للمخطوطات المحفوظة بأهم المراكز العلمية العريقة المغربية والنيجيرية، وإبراز ما تزخر به من خصائص تكشف عن دلالات معبرة عن الخصوصية المتميزة للقارة الإفريقية المسلمة، وعن المشترك التراثي بين البلدين الشقيقين.

اختتمت الفترة الصباحية من اليوم الاول للندوة العلمية بحفلة شاي أقيمت على شرف الحضور.

أجمعت جميع مداخلات الفترة الصباحية من الندوة  على أهمية موضوع الندوة والذي هو في صلب الأهداف السامية للمؤسسة والتي تجسد العناية السامية التي يوليها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للتراث الإسلامي الإفريقي الذي يشكل رصيدا حضاريا وعلميا وتاريخيا للقارة الإفريقية.

عرف اليوم الأول من الندوة العلمية حضور شخصيات دينية وعلمية من المغرب ونيجيريا وباقي البلدان الإفريقية بالإضافة إلى عدد من السفراء المعتمدين في جمهورية نيجيريا وشخصيات سياسية أخرى، كما شهدت أيضا حضورا إعلاميا متميزا.

ويتضمن جدول أعمال الندوة أربعة محاور أساسية وهي:

  1. التراث الإسلامي الإفريقي المخطوط: المفهوم والنشأة والتطور،
  2. المثاقفة بين الشعوب الإسلامية الإفريقية من خلال التراث المشترك،
  3. التراث الإسلامي المخطوط بجمهورية نيجيريا الاتحادية،
  4. واقع التراث الإسلامي الإفريقي: التحديات والآفاق.

بالإضافة إلى خمس ورشات علمية وهي:

  1. ورشة صناعة الفهرسة،
  2. ورشة تقنيات صيانة المخطوطات،
  3. ورشة تحقيق النصوص التراثية المخطوطة،
  4. ورشة المعطيات الكوديكولوجية في المخطوط،
  5. ورشة علم الكتاب المخطوط.

يشارك في الندوة ثلة من العلماء والباحثين وأهل الاختصاص من مختلف البلدان الإفريقية ونظرائهم من المملكة المغربية حيث سيتناولون بالدراسة والتحليل مختلف محاور الندوة التي تستمر ثلاثة أيام.

كلمات مفتاحية : ,