أهمية اختيار العقيدة الأشعرية

أهمية اختيار العقيدة الأشعرية

أهمية اختيار العقيدة الأشعرية
أهمية اختيار العقيدة الأشعرية

تقديم

أهمية اختيار العقيدة الأشعرية

لقد كان المسلمون في عهد الرسالة وبداية عهد الخلفاء الراشدين يُشَكِّـُلونَ وحدة حقيقية، عقيدة وفكرا وجماعة، وإذا ظهر خلاف ما في الرأي، فسرعان ما ينتهي إلى وفاق، بسبب الاحتكام المباشر إلى الكتاب والسنة.

أما في أواخر عصر الخلفاء الراشدين، فقد نشأت الفرق الإسلامية، وتبلورت أفكارها في العصور اللاحقة وتعددت.

ومن المواضيع التي احتاج لفهمها ما يتعلق بما ورد في القرآن الكريم والحديث بخصوص ذات الله تعالى وصفاته، وما يتعلق بفهم شروط الإيمان، فمال البعض إلى الأخذ بحرفية ضيقة للنص، وتوسع آخرون في التأويل توسعا قد يصل إلى تصورات منكرة، وهذا المبحث هو مبحث العقيدة. وكما تنوعت مذاهب الفقه تنوعت العقائد، ومن بين فرق العقائد ظهر الأشاعرة نسبةً إلى أبي الحسن الأشعري المتوفى عام 324 للهجرة، وذلك للتصدي بشكل خاص لتأويلات الباطنية والرافضة، فكان له جهاده المشكور.

أهمية اختيار العقيدة الأشعرية

ولكي يتبين لغير المتخصصين ما هي أهمية اختيار العقيدة الأشعرية ولاسيما في وقتنا هذا نقول: إن الأشاعرة يرون أن كل من نطق بشهادة “أن لا إله إلا الله فهو مؤمن”، ويُتْرَكُ أمره في غير ذلك بينه وبين الله تعالى، بمعنى أنه لا يجوز تكفيره قطعا، والمخالفون للعقيدة الأشعرية هم الذين يُكَفِّرُونَ الناس اليوم ويقتلونهم بتـُهم يجعلونها قادحة في الإيمان، وأول من يتعرض لعدوان هؤلاء هم المسلمون، بالإضافة إلى ما ينتج عن أفعالهم الشنيعة من إضرار فادح بسمعة هذا الدين.

فهذه هي الثوابت والخصوصيات الدينية التي ارتضاها المغاربة وأجمعوا عليـها منذ قرون خلت، وقد أدرك الفقهاء المالكية أهمية ربط المذهب الفقهي المالكي بالجانب العقدي تحصينا لعقيدة الناس فصدروا بعض كتبـهم بمباحث العقيدة، كرسالة ابن أبي زيد القيرواني الملقب بمالك الصغير، ومقدمةِ منظومة بن عاشر، وكتابِ الجامع من الذخيرة لشهاب الدين القرافي.

إن الحديث عن المذهب الأشعري هو حديث عن مدرسة سنية أصيلة، أسهمت بحظ وافر في تحصين المعتقد الإسلامي على طريقة أهل السنة والجماعة الذي دعا إليه الإسلام وحث عليه. وهو الذي كان ولا يزال مذهبا رسميا لكبار الأئمة، مالك بن أنس وأبي حنيفة النعمان والشافعي وأحمد بن حنبل… وغيرهم….

إن الإمام الأشعري رحمه الله لم يبدع رأيا، ولم ينشـئ مذهبا، وإنما هو مقرر لمذاهب السلف، مناضل عما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالانتساب إليه إنما هو باعتبار أنه عَقَدَ على طريقةِ السلفِ نِطَاقاً، وتمسك به وأقام الحجج والبراهين عليه، فصار المقتدي به في ذلك السالكُ سبيله في الدلائل، يسمى أشعريا… وقد ذكر شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام أن عقيدته أجمع عليـها الشافعية والمالكية والحنفية. وتيسر لهذا المذهب الانتشار والانتصار بفضل المنهج الوسطي الذي سلكه.

انتشار العقيدة الأشعرية

لقد انتشر المذهب الأشعري في مختلف أقطار العالم الإسلامي، فانتشر في العراق، ومنه إلى الشام، وفي مصر على يد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، وفي المغرب على يد أبي عبد الله محمد بن تومرت.

وقد اختار المغاربة الأشعرية باعتبارها مذهبا متكاملا يمتلك قدرة فائقة على التأسيس والإقناع والمناقشة، ولما لمسوه فيه أيضا من حفاظ على جوهر العقيدة، وحرص على درء التشبيه والتعطيل، ولما فيه من وسطية تتجاوز القراءة الحرفية للنصوص، كما تتجاوز التأويل البعيد الذي يصادر دلالة النص من غير داع.

لقد انتشرت العقيدة الأشعرية بوصفها عقيدة سنية تمتاز بالوسطية والاعتدال في العالم الإسلامي، حيث تلقتها الأمة بقبول حسن، وامتزجت بعلم السلوك الإسلامي بعد تـأثر صاحب المذهب بالإمام أبي عبد الله الحارث بن أسد المحاسبـي (ت 243هـ) أحد أعلام الصوفية وأعلم العارفين في زمانه؛ وأستاذ السائرين الذي تتلمذ على يديه الإمام أبو القاسم الجنيد بن محمد.

كلمات مفتاحية : ,