كلمة باسم السادة العلماء الأفارقة في افتتاح أشغال اجتماع المجلس الأعلى للمؤسسة في دورته العادية الرابعة – فضيلة الشيخ إبراهيم صالح الحسيني

كلمة باسم السادة العلماء الأفارقة في افتتاح أشغال اجتماع المجلس الأعلى للمؤسسة في دورته العادية الرابعة – فضيلة الشيخ إبراهيم صالح الحسيني

كلمة باسم السادة العلماء الأفارقة يلقيها فضيلة الشيخ إبراهيم صالح الحسيني رئيس فرع المؤسسة بجمهورية نيجيريا الاتحادية ومفتي جمهورية نيجيريا الاتحادية
كلمة باسم السادة العلماء الأفارقة يلقيها فضيلة الشيخ إبراهيم صالح الحسيني رئيس فرع المؤسسة بجمهورية نيجيريا الاتحادية ومفتي جمهورية نيجيريا الاتحادية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

  • جناب الفاضل المحترم معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة؛
  • فضيلة السيد الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى للمملكة المغربية؛
  • الفاضل المحترم السيد الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة؛
  • السادة العلماء الأجلاء رؤساء فروع المؤسسة؛
  • السادة العلماء الأفاضل، والسيدات العالمات الفضليات، أعضاء فروع المؤسسة بمختلف البلدان الأعضاء؛
  • الضيوف الأعزاء.
  • أيها الحضور الكرام.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

أما بعد، يقول الحق سبحانه: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا﴾ صدق الله العظيم.

الحضور الكرام

يسعدني في افتتاحية هذه الكلمة، أن أبارك لجمعكم الموقر، حلول شهر ربيع الأول لسنة 1444ه الذي بطلعته تحل ذكرى من أعظم الذكريات الدينية الإسلامية، إنها ذكرى مولد سيد الكائنات أجمعين، سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله، المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى آله أجمعين.

وإنها لأيام مباركة هاته التي نجتمع فيها بمناسبة انعقاد اجتماع المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بعد توقف دام لمدة سنتين متتاليتين، بسبب الوباء الذي حل بإفريقيا وبالبشرية جمعاء، بمختلف القارات، انقطعت بسببه اللقاء، حتى أذن الله بالفرج والحمد لله.

واليوم، وبإذن من الرئيس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، مولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله، وتحت رعايته الكريمة السامية، ينعقد المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، في دورته العادية الرابعة عن السنوات الفائتة: 2021-2020-2019.

وهو اجتماع مبارك، يتزامن والأمة الإسلامية قاطبة ومعها مسلمي قارتنا الأفريقية، تحتفي بذكرى مولد نبينا سيد الكائنات، والشعلة المهداة، هدى ورحمة للعالمين، فشاءت الأقدار أن يكون حفل اجتماعنا احتفالان:

  • احتفال بطلعة هذا الشهر المبارك، شهر ربيع المولد النبوي الشريف الذي نعيش بعض أيامه بهذه الأرض المباركة، أرض المملكة المغربية الشريفة.
  • واحتفال استئناف جمع مجلسنا الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، الذي خصص هذه السنة لمراجعة ومدارسة ومناقشة برامج أنشطة مشاريع ما فات، وما تتطلبه المرحلة المقبلة من إضافات، والتطلع لما هو آت.

أيها الجمع المبارك

لقد شرفني جمع السادة العلماء والعالمات، رؤساء وأعضاء فروع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بمختلف ربوع قارتنا الإفريقية، أن أنوب عنهم وباسمهم جميعا، في إلقاء كلمات مباركة.

فيسعدني جدا في مستهلها، أن أتقدم  باسمكم جميعا إلى السدة العالية بالله، بأسمى عبارات التهاني والتبريكات، لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، الرئيس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بحلول شهر ربيع الأول لسنة 1444ه، شهر مولد جده المصطفى، سيدنا ومولانا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، راجين وملتمسين من العلي القدير، أن يديم عليه نعمة الصحة والعافية، والحفظ من المكاره، وأن يسدد خطاه لتحقيق مبتغاه.

كما أنها مناسبة كريمة، نعرب من خلالها لحضرة جنابه الشريف العالي، عن تقديرينا ومحبتنا ووفائنا الصادق له، منوهين بمجهوداته الجبارة نحو إفريقيا عموما، وعنايته الفائقة، وتقديره وتشريفه واهتمامه بعلمائها. وما هذه المؤسسة العالمة الإفريقية التي تحمل اسمه الشريف، إلا وجها من وجوه التشريف والتكريم للسادة علماء إفريقيا كلهم، بمختلف انتماءاتهم ومذاهبهم الفقهية، وطرقهم الصوفية السنية، فهي مؤسسة للعلماء الأفارقة، كما سماها مؤسسها ورئيسها الأعلى، مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك سيدي محمد السادس العلوي الحسني الهاشمي ملك المملكة المغربية، سليل الدوحة النبوية الشريفة الطاهرة.

فانتسابنا إلى مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة مفخرة، واجتماعنا في فضائها وتحت سقفها، عزة ورفعة، وحضورنا في مجالس علمائها والمشاركة في ندواتها وأوراشها وجمع علمائها، كمجلس جمعنا الأعلى هذا، في يومنا هذا، تشريف ورفعة. فهنيئا لكم أيها السادة العلماء جميعا بهذا التشريف والتكريم.

السادة العلماء والعالمات الكرام

إن جدول فقرات برنامج جمع مجلس دورتنا الرابعة هاته، هو في الحقيقة يعكس التجسيد العملي للالتزام المتبادل، والوفاء بالتفعيل لبنود مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي رسم خطة طريقها، وأبدع فكرتها، مؤسسها مولانا أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي يسعى إلى:

  • تعزيز ما يربط المملكة المغربية، وباقي البلدان الإفريقية من روابط تاريخية ودينية حضارية عبر العصور؛
  • توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين بكل من المملكة المغربية وباقي البلدان الإفريقية، للتعريف بقيمه السمحة ونشرها وترسيخها، وتنشيط الحركة الفكرية والعلمية والثقافية في المجال الإسلامي الافريقي.
  • والحرص من جلالته الشريفة على حماية العقيدة الإسلامية، والوحدة الروحية للشعوب الإفريقية من كل النزاعات والتيارات والأفكار التضليلية، التي تمس بقدسية الإسلام وتعاليمه ومقاصده.
  • وتوحيد جهود علماء الإسلام بالقارة الأفريقية، للنهوض برسالتهم النبيلة على أكمل وجه، في الإرشاد والتوجيه والبيان، والتربية على كريم السجايا وحميد الخصال.

فنسأل العلي القدير، أن يوفق جميع أعضاء مؤسستنا بمختلف فروعها بمجموع بلدان قارتنا الإفريقية، لتحقيق هذه الأهداف النبيلة والمقاصد السامية، وأن يحقق فينا رجاء وأمنية مبدعها، نصره الله.

أيها الحضور الكرام، علماء وعالمات وضيوف الشرف

اسمحوا لي إن كنت قد أطلت، فالكلام باسمكم وحجم حضوركم، وعلى قدر مستواكم وقاماتكم، لا تسعه الأوقات، ولذلكم لا أريد أن أطيل على حضراتكم، ويشرفني في فقرة مسك الختام، أن أختم بعذب كلام خير البرية، الذي يقول فيه: ” من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل “.

فاقتداء بمن كان خلقه القرآن، وبعث ليتمم مكارم الأخلاق، واعترافا بأفضال حفيده، مؤسس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، وما أحاطنا به من العناية والرعاية السامية المساعدة على القيام بالمهام، إلا أن نقدم لحضرته العلية بأسمى آيات الشكر، وموفور الوفاء والإخلاص، راجين من العلي القدير أن يبقيه لنا حصنا حصينا، وحارسا أمينا، وأن يصون به شريعة الإسلام، ويجمع به وعلى يديه شمل شعوب قارتنا الأفريقية.

كما لا يفوتني، وباسم جميع المشاركين، أن نتوجه بالشكر الخالص الجزيل إلى معالي السيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، صاحب الفضيلة الأستاذ أحمد التوفيق، الذي نسأل العلي القدير أن يرزقه توفيقا بعد توفيق، على عنايته ومتابعته واهتمامه بالعلماء الأفارقة.

وباسمكم أيضا، أتوجه بعظيم الشكر والتقدير والامتنان، لصاحب الفضيلة السيد الأمين العام للمؤسسة، الأستاذ سيدي محمد رفقي، وبالسادة الأساتذة الخبراء والمساعدين له، منوهين بمجهوداته الجبارة المبذولة في الإعداد لجمعكم هذا، الذي أتمنى له كامل التوفيق، وتحقيق المقاصد والغايات.

﴿وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون﴾ صدق الله العظيم،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

حرر في مدينة فاس المحروسة، العاصمة العلمية والروحية للمملكة المغربية،

يومه الأربعاء :23 ربيع الأول 1444ه الموافق ل 19 أكتوبر 2022م.

كلمات مفتاحية :