دليل مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في الحديث النبوي الشريف في دورتها الثانية

ديباجة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على سيد الأولين والآخرين.
أما بعد؛ فإذا أطلقت السنة النبوية في الشرع؛ فإنما يراد بها ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ونهى عنه وندب إليه قولا وفعلا، مما أجمله الله تعالى في الكتاب العزيز، أو أومأ إليه بمضمونه الحريز.
ولهذا يقال في أدلة الشرع الكتاب والسنة؛ وهما الأصلان اللذان تستمد منهما الأحكام.
والسنة بأقسامها وعامة تصرفاتها، جامعة لمعالم حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومبرزة لكمالاته – شرفه الله وعظم – التي انبسطت في الميادين، واشتهرت على مر السنين؛ حتى شملت فرادة شخصيته، وكمال أخلاقه، وتمام فضائله، وطيب عشرته، وتنوع اجتهاداته، واختصاصات وحيه، وشدة محنته وقوة صبره، عن تواتر تكذيب المكذبين، وتتابع جدال المعرضين من الضالين. فكان – لأجل ذلك – من أعظم حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته؛ الإحاطة بالضروري من سيرته التاريخية المبينة عن خصائصه ودلائله وشمائله وفضائله التي ميزه الله بها عن العالمين؛ والاستيعاب لسيرته المنهجية المتمثَّلة في تطبيقاتها العملية التي أظهر بها مراد الله تعالى من مجملاته، وأوضح المستغلقات الغوامض بمترجماته، وأسفر بها عن شواهد خلقه العظيم، وأظهر بها خصائص مقامه الكريم، الذي شهد الله تعالى بعظمة قدره وسمو محله في قوله له: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾ [القلم: 4].
إن السنة النبوية العملية التي أنشأها القرآن الكريم بما فيه من بينات التوجيه الحكيم، وبصائر التعليم الموجه القويم؛ جامعة لمقصد بعثته صلى الله عليه وسلم في حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال، وكل ما له تعلق بكرامة الإنسان، التي يدل القرآن الكريم عليها بمقاصده وأوامره ونواهيه، ويحتويها بقصصه وعبره وأمثاله وحكمه ومراميه، التي جسدها شخص النبي صلى الله عليه وسلم الذي عصمه الله تعالى في لسانه وقلبه وعقله، فجعله بها مثالا كاملا، ونموذجا ظاهرا غالبا لا ينافس في واجب الاقتداء، ولا يضاهى في أحقية الائتساء الذي كتبه الله له وجعله هدى ورحمة للعالمين.
ولهذا كان إمامنا مالك رحمه الله يعجبه قول عمر بن عبد العزيز: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر من بعده سننا، أخذنا بها تصديقا بكتاب الله عز وجل واستكمالا لطاعة الله تعالى وقوة على دين الله سبحانه، من عمل بها مهتد، ومن استنصر بها منصور، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى، وصلاه جهنم وساءت مصيرا لقوله سبحانه وتعالى: ﴿ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا﴾. [النساء: 115]. ومنها: أن ما سنه ولاة الأمر من بعد النبي صلى الله عليه وسلم فهو سنة، لا بدعة فيه البتة، وإن لم يعلم في كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم نص عليه على الخصوص. فقد جاء ما يدل عليه في الجملة، وذلك نص حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه حيث قال فيه: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور». فقرن عليه السلام – كما ترى – سنة الخلفاء الراشدين بسنته. وإن من اتباع سنته اتباع سنتهم، وإن المحدثات خلاف ذلك ليست منها في شيء، لأنهم رضي الله عنهم فيما سنوه، إما متبعون لسنة نبيهم عليه السلام نفسها، وإما متبعون لما فهموا من سنته في الجملة أو في التفصيل، على وجه يخفى على غيرهم مثله، لا زائد على ذلك. انتهـى.
فالواجب على كل من ركب فيه آلة العلم – كما قال الحافظ ابن حبان البستي – أن يراعي أوقاته على حفظ السنن، رجاء اللحوق بمن دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم، إذ الله جل وعلا أمر عباده باتباع سنته، وعند التنازع الرجوع إلى ملته، حيث قال: ﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول﴾ [النساء: 53]، فلا يجب لمن أشعر الإيمان قلبه أن يقتصر في حفظ السنن بما قدر عليه، حتى يكون رجوعه عند التنازع إلى قول من ـ قال في حقه: ﴿وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى﴾ [النجم: 3 – 4].
ولأجل قدر السنة في نفوس المسلمين وتعلقها المتجدد بحياة عموم المكلفين؛ نهضت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة وفاء بمبادئها، والتزاما بمقررات دوراتها، وتفعيلا لمهام لجانها بأداء حقها ونشر أنوارها، وجعلتها مادة أساسية في أنشطتها الإشعاعية، ومواقعها التواصلية.. وأفردتها بمسابقات خاصة بها، تعريفا بصحيح متونها، وحثا على التزام مكارمها، وتشجيعا على حفظها وضبطها، وتسهيلا لفقه معانيها ومراميها؛ وتدليلا على شواهد الاحتجاج بها ولها؛ في أفق تنشيط النفوس للتخلق بأخلاقها، والتعلق بمعالي أمورها، ومراقي شؤونها، الضامنة للحياة الطيبة التي وعد الله بها عباده الصالحين، والهادية إلى معالم سعي الآخرة الموصل إلى رضوان رب العالمين،
واعتبارا لمكانة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لدى علماء البلدان الإفريقية،
ووعيا من علماء الأمة بمكانة السنة النبوية في درء مداخل التقول في شرع الله بغير علم،
وتفعيلا لأهداف مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة القاضية بخدمة القرآن الكريم و الحديث النبوي الشريف،
تعلن المؤسسة عن تنظيم مسابقة حديثية في دورتها الثانية في ثلاثة أصناف تُعنى بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حفظا وفهما وفقها.
أهداف المسابقة
- تتوخى هذه المسابقة أهدافا منها:
- التعريف بالسنة النبوية ومكانتها في التشريع الإسلامي،
- توجيه الناشئة والشباب الإفريقي إلى الاهتمام بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،
- تعميق الوعي بهدي السنة النبوية وبث القيم الإنسانية،
- التأسي بالشمائل المحمدية وفضائل الصحابة السنية،
- التخلق بآداب الحوار ومعاملة الناس بالحسنى في المسائل الشرعية والأخلاقية.
شروط المسابقة
- يراعى في أحاديث المسابقة ما عليه العمل وثبتت صحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
- يعتمد في مصادرها على الموطأ برواية يحيى بن يحيى الليثي والصحيحين فقط؛
- تراعى في موضوعاتها أبواب القدسيات والإيمانيات والأخلاق والعبادات والعادات، وفضائل الصحابة رضوان الله عليهم؛
- يراعى فيها سلامة السند وصحة المتن؛
- تتقدم للمسابقة مختلف الفئات العمرية ذكورا وإناثا ممن لا تقل أعمارهم عن 12 سنة.
أصناف المسابقة
تشتمل المسابقة على مائة حديث موزعة على ثلاثة أصناف، يختار كل متسابق الصنف الذي يريد التباري فيه وفق الآتي:
- الصنف الأول: يتعلق بحفظ أربعين حديثا سندا ومتنا، دون السؤال عن رواتها ومعاني ألفاظها.
- الصنف الثاني: يتعلق باستظهار خمسة وثلاثين متنا حديثيا مع ذكر من انتهت إليه رواية الحديث وفهم دلالتها وغريب ألفاظها.
- الصنف الثالث: حفظ خمسة وعشرين متنا من أحاديث الأحكام مع بيان ما تضمنته من فروع فقهية.
تقويم المسابقة
النوع الأول: التقويم المعياري ويتعلق بالأصناف الآتية:
الصنف الأول:
- درجة الحفظ مع سلامة السند 10/20،
- درجة الحفظ مع سلامة المتن 10/20.
الصنف الثاني:
- درجة الحفظ وسلامة المتن 08/20،
- درجة الحفظ ودلالة الألفاظ 12/20.
الصنف الثالث:
- درجة الحفظ وسلامة المتن 07/20،
- درجة الحفظ وفقه الحديث 13/20.
النوع الثاني: التقويم الاعتباري ويشتمل على:
- الضبط والأداء 4/4
- الاسترسال والتوقف 4/4
- اللحن وتكرر الأخطاء 4/4
- التقديم والتأخير 4/4
- إدخال حديث في حديث 4/4
ملحوظات
- يعتمد في أحاديث المسابقة على نسخ موحدة من الموطأ والصحيحين مع الشكل التام كما هو في طبعاتها.
- تدرج هذه الأحاديث في دليل المسابقة لتكون هي النسخة المعتمدة لدى كل المتسابقين.
- يراعى في نسخها الضبط الموحد لكل أصنافها ليختار كل متسابق الصنف الذي يريد التباري فيه.
- يُعتبَر في برنامج مواكبة المتسابقين اختلاف مستوياتهم المعرفية، وبذلك يجدر توزيعهم على ثلاثة مستويات ( المستوى الأول، المستوى الثاني، المستوى الثالث).
- يوضع برنامج لمتابعة الأطوار الإقصائية ومواكبة البرامج التأهيلية بالتنسيق مع رؤساء فروع المؤسسة.