توحدت الرؤى (قصيدة شعرية)

توحدت الرؤى (قصيدة شعرية)

العلامة يزيد الراضي، عضو المجلس العلمي الأعلى، وعضو المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة
فضيلة العلامة يزيد الراضي، عضوالمجلس العلمي الأعلى، وعضوالمجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة

قصيدة شعرية ألقاها فضيلة العلامة يزيد الراضي، عضوالمجلس العلمي الأعلى، وعضوالمجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، في الجلسة الختامية للندوة العلمية الدولية التي نظمتها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في موضوع “التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ” أيام 22-23-24 ربيع الأول 1443 هـ الموافق لـ 29-30-31 أكتوبر 2021 م في العاصمة النيجيرية أبوجا.

نجيريا رياض الدين والصدق والطهر

دعاني إليها الشوق فارتحت للسُّرى

فألفيتُ ما قد هزني من محاسنٍ

وجدتُ رجال العلم والخلق الرضا

وجدتُ صلاحا عز في الناس مثله

وذوقا وإحسانا يفوح أريجه

نجيريا لها في القلب حب مميز

وبين أبوجا والرباط وشائج

وبينهما   ما يعلم    الله     أنه

تآلفت     الأرواح   بعد    تعارف

تعانقت الآمال في روضة النـما

توحدت الرُّؤى وتمَّ انسجامها

وقال لسانُ الحال في كل مَحْفل

كذا تُفتح الأوراش في كل دولة

هما مضربُ الأمثال في الصدق والوفا

وعاهلُنا المحبوب مدَّ يمينه

يقول لإفريقيا الحبيبة كلها

ويبذل أقصى الجهد في نفع أهلها

وقد جابها جوب امرئ متودد

وأقسم أن يبقى على رغم من أبى

دعاها إلى لَم الشتات لنشر ما

دعاها إلى غرس الفسائل في الثرى

وقد هاله ما كان من خُلْف أهلها

فشمر يبني للوئام حصونه

ويجمع   عقدا    قد    تناثر دُرُّهُ

وأعلن   للدنيا  بأنا      أعزة

ويأمُل أن يرقى الأفارقة الذُّرا

وأسس هذا الصرح للعلم والتقى

جزاه إلهي كل خير وصانه

وصان ولي العهد زينَ شبابنا

مؤسسةُ الأعلام تاجٌ بمفرق الـ

تضيء لهم سُبْلَ السعادة في الدنا

لآلئها أكرم بها من لآلئٍ

وبُردتها يُزري بصنعاءَ وشيُها

هنيئا لأفريقيا هنيئا لأهلها

هنيئا بهذا الوعي والبعد في الرُّؤَى

أيا سادتي هذي تحية عاشق

لعلي إذا أسمعتُكُم نَغَمَ الهوى

فدونكموها رمز حبي، وإنني

ومن لم يُجِلَّ العلم في شخص أهله

ومهبط أسرار تجل عن الحصر

وعند الصباح يحمد السيرَ من يَسري

وأطربني من غير راح ولا سُكر

زرت ببدور الليل والعنبر الشحري

وصدقا وإخلاصا لخالقنا البَر

كما فاح عرفُ النشر في روضة الزهر

سما فوق ما يحكيه أهل الهوى العذري

من الحب والتقدير في اليسر والعسر

عزيز دقيق دقة اللطف والسر

فلله منا دائمُ الحمد والشكر

وجاد ثراها الصدق في السر والجهر

وهزَّت يد الإقلاع ألوية النصر

كذا يرتقي الأحبابُ للمنزل الوعر

وتُجْنى المنى من غير غبن ولا خُسْر

وفي العمل المبرور والجِدِّ في السير

يصافح أهل الرأي في منتهى البِشْرِ

ألا مرحبا بموطن السعد والخير

وإحلالهم فوق السماكين والنسر

نصوح كريم ينشر الخصب كالقَطر

خدوما لإفريقيا وفيا مدى العمر

طواهُ ذَوو الأطماع في سالف الدهر

لجَنْي ثمارٍ يانعاتٍ على الفور

وما شاع من لوم ومن نظر شزر

ويسقي رياض الحب والنفع للغير

ليلمع في جيد الأفارقة الغُر

وأن ظلام الليل يُنسَخ بالفجر

على رغم أنف الشانئين ذوي المكر

وللخُلُق الأرضى وللسعي في الخير

كما صان من شر الليالي سنا البدر

بسر المثاني السبع في محكم الذكر

ـأفارقة الأبرار أغلى من التبر

وفي الدارة الأخرى مع الفوز بالأجر

محببة يرنو لها كلُّ ذي حِجْر

وتعشقها الأخيار في الطي والنشر

هنيئا بهذا النجح والفتح والنصر

هنيئا بهذا السعي في مهيَع البِر

من المغرب الأقصى أتيتكم أجري

أخفف ما ألقاه من لوعة الصدر

لأقدُرُكم في مهجتي أيَّما قدر

فذاك – وربي – لا يساوي سوى الصفر

فضيلة العلامة يزيد الراضي

كلمات مفتاحية :