برامج المسابقات والجوائز العلمية لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة لسنة 2026م

في إطار العناية المولوية السامية التي يوليها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وانسجاما مع الرسالة العلمية والدعوية لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، تواصل المؤسسة تنزيل برامجها في مجال المسابقات والجوائز العلمية برسم سنة 2026م، بما يعزز الهوية الدينية الإفريقية، ويرسخ قيم الوسطية والاعتدال، ويشجع الإبداع العلمي الرصين.
وتنظم المؤسسة، في هذا السياق، مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده، استمرارا لما حققته دوراتها السابقة من نجاح متزايد وإقبال واسع من الشابات والشباب من مختلف بلدان القارة الإفريقية. وتهدف هذه المسابقة إلى ترسيخ الارتباط بكتاب الله تعالى، وتشجيع إتقان الحفظ وجودة الأداء، مع العناية الخاصة برواية ورش عن نافع، إلى جانب باقي الروايات القرآنية المعروفة في إفريقيا. وتجرى المسابقة عبر مرحلتين أساسيتين، تشملان إقصائيات محلية على مستوى فروع المؤسسة، ونهائيات مركزية تجمع المتأهلين الأوائل، وتنظم حضوريا أو عن بعد، وفق معايير تقويم دقيقة تضمن النزاهة والشفافية.
كما تخصص المؤسسة دورتها السنوية الثالثة من مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في الحديث النبوي الشريف لأحاديث السيرة النبوية والشمائل المحمدية ودلائل النبوة، احتفاء بذكرى مرور خمسة عشر قرنا على مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وتنزيلا للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى التعريف بسيرته العطرة والاقتداء بهديه القويم. وتهدف هذه المسابقة إلى تعزيز الوعي بالسنة النبوية، وترسيخ القيم الإنسانية، وتشجيع الناشئة والشباب الإفريقي على العناية بالحديث الشريف، من خلال أصناف تجمع بين الحفظ والفهم والاستيعاب، وتعتمد في تقويمها على معايير علمية وأدائية تراعي جودة الضبط وسلامة الأداء.
وضمن سعيها إلى تعميق البحث العلمي في الثوابت الدينية المشتركة، تطلق المؤسسة الدورة الثالثة من جائزة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة البحثية في الثوابت الدينية المشتركة، الموجهة إلى العلماء والباحثين الأفارقة، والتي تغطي مجالات إمارة المؤمنين، والعقيدة الأشعرية، والمذاهب الفقهية، والتصوف السني، باعتبارها ثوابت شكلت عبر التاريخ أساس الوحدة الدينية والاستقرار الروحي بالقارة الإفريقية. وتخضع البحوث المشاركة في هذه الجائزة لمعايير علمية دقيقة، تركز على الأصالة والالتزام المنهجي وجودة التحليل والتوثيق، بما يضمن إنتاج معرفة رصينة تخدم قضايا الدين والمجتمع.
وتولي المؤسسة أهمية خاصة للتراث الإسلامي الإفريقي، من خلال تنظيم الدورة الثالثة من جائزة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة للمخطوطات والوثائق الإسلامية الإفريقية وبحوث الذاكرة التراثية، باعتبارها رصيدا حضاريا وعلميا فريدا يعكس عمق الإسهام الإفريقي في الحضارة الإسلامية. وتهدف هذه الجائزة إلى التعريف بالنفائس التراثية، وتحسيس الأسر والمكتبات بأهمية المحافظة عليها، إضافة إلى رقمنة المخطوطات وإغناء مكتبة المؤسسة بنسخ علمية معتمدة، وفق معايير تحكيم تراعي القيمة العلمية والتاريخية والمادية للمشاركات.
وتعكس برامج المسابقات والجوائز برسم سنة 2026م الرؤية المتكاملة لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، القائمة على الجمع بين خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية، وتشجيع البحث العلمي الرصين، وصيانة الذاكرة التراثية الإفريقية، بما يسهم في ترسيخ الثوابت الدينية المشتركة وتعزيز الأمن الروحي والفكري بالقارة الإفريقية.