انعقاد الزيارة السنوية للطائفة التيجانية العمرية بدكار تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين

انعقاد الزيارة السنوية للطائفة التيجانية العمرية بدكار تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين

خلدت الطائفة التيجانية العمرية، مساء أمس الأحد بدكار  21 جمادى الأولى 1440 (27 يناير 2019) الدورة ال39 للزيارة السنوية، وذلك من خلال حفل نظم تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وشارك فيه آلاف المريدين.

انعقاد الزيارة السنوية للطائفة التيجانية العمرية بدكار تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين

مشاركة وفد مغربي هام في حفل الطائفة التيجانية العمرية

شارك في هذا الحفل، الذي ينظم سنويا بساحة المسجد الكبير للطائفة التيجانية العمرية، وفد مغربي هام يقوده السيد أحمد قسطاس، مدير الشؤون الإسلامية بوزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية، بحضور سفير المملكة في دكار، السيد طالب برادة. وضم الوفد المغربي أيضا كلا من ممثل مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، السيد عبد اللطيف بكدوري أشقري، ورئيس المجلس العلمي المحلي للجديدة، السيد عبد المجيد محيب. وهكذا، حرص المغرب على أن يكون الوفد المغربي المشارك في هذه الزيارة السنوية للتيجانيين العمريين في مستوى هذا الحدث الذي يشكل مناسبة روحية ودينية عميقة.

يخصص هذا الحدث، الذي يعد أكبر تجمع ديني للطائفة التيجانية بدكار، للاحتفاء بذكرى خليفة الطائفة التيجانية العمرية سيدو نورو تال، سليل عائلة أنجبت علماء كبارا كرسوا حياتهم لنشر القيم الأصيلة للإسلام. وتميز هذا الحفل بحضور وفد هام من الحكومة السنغالية، والسلك الدبلوماسي المعتمد في داكار، وكبار الشخصيات والزعماء الدينيين وممثلي الطائفة التيجانية العمرية في العديد من بلدان غرب إفريقيا.

شكر الشيخ عمر كان أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس

أعرب الشيخ عمر كان، الذي يعد ضمن الفوج الأول للطلبة السينغاليين من خريجي معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، باسم هؤلاء الخريجين الذين يمثلون الزوايا العمرية والمالكية في تيواون، والمريدية في طوبا، والقادرية (انجاسان) إضافة إلى زاوية كاولاك، عن شكر وامتنان الطلبة الأئمة السينغاليين لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

أهمية معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات بالنسبة للطلبة الأفارقة

كما أعرب عن شكره للفريق البيداغوجي بالمعهد، حيث استطاع تعلم مبادئ الدين الإسلامي، مستلهما في ذلك من العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي وفقا للتصوف السني. وأشاد أيضا بالتكوين المعاصر الذي يؤمنه المعهد، مؤكدا أن إحداث مؤسسة كهذه يسمح للطلبة المسلمين، وخاصة الأفارقة، بتعميق فهمهم للفقه الإسلامي. وأكد الشيخ عمر كان، بالمناسبة، أن الطلبة الأفارقة، وخاصة السنغاليين، يحظون باستقبال جيد في المغرب ويشعرون بحسن الضيافة يوميا من الشعب المغربي.

من جانبه، أكد الشيخ شريف سي، عالم وعضو مؤسس لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أن حوالي 140 طالبا سنغاليا يواصلون دراستهم سنويا في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، معربا عن شكره وامتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على هذه المبادرة المحمودة.

مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة توحد صفوف العالم الإسلامي وتنسق جهود أئمة الأمة

أما رئيس فرع دكار في مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، برا روان مباي، فأعرب عن “تقديره وامتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، حفظه الله، للرعاية السامية التي ما فتئ جلالته يحيط بها العلماء والطرق الدينية المختلفة. وقال “إن مبادرة إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة من شأنها توحيد صفوف العالم الإسلامي وتنسيق جهود أئمة الأمة”. وأكد أن “المؤسسة أحدثت بمبادرة من جلالة الملك، إيمانا من جلالته بأهمية الروابط الدينية والثقافية والتاريخية التي تجمع بين المغرب وإفريقيا، وحرصا من جلالته على الحفاظ على وحدة الإسلام، ومواجهة الأفكار المتطرفة وصون المعتقد والوحدة الروحية للعالم الإسلامي”.

من جهته، حرص السيد أحمد قسطاس، مدير الشؤون الإسلامية بوزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية، على تقديم شكره للأسرة العمرية على الاستقبال الحار الذي خصت به الوفد المغربي، مبرزا متانة العلاقات التي تجمع المغرب والسنغال. وأشار من جهة أخرى، إلى أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تهدف إلى حماية وتكريس الثوابت الدينية وضمان إشعاع الإسلام الوسطي في كل أنحاء القارة، استنادا إلى القرآن الكريم وسنة النبي (صلعم).

وعقدت، الجمعة الماضية، ندوة دولية رفيعة المستوى تحت عنوان “الحكمة من أجل التوازن وحفظ الإنسانية” تمهيدا لهذه التظاهرة الدينية الكبيرة. كما أقام آلاف من مريدي الطريقة التيجانية في ساحة المسجد العمري بدكار منذ الجمعة صلوات وأذكارا تخليدا لهذا الحدث الديني.

وتعد الطريقة العمرية إحدى أكبر الطرق الصوفية بالسنغال، ومهد الإسلام الصوفي المتعدد المشارب والروابط المشتركة مع المدارس الصوفية بالمغرب، التي تميزت بإشعاعها بمجموع القارة على مدى قرون. وتتوفر الأسرة التيجانية العمرية على مريدين عديدين بمالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا وغينيا وغامبيا.

نقلا عن وكالة المغرب العربي للأنباء – دكار