العقيدة الأشعرية في صلتها بالثوابت الدينية المغربية

العقيدة الأشعرية في صلتها بالثوابت الدينية المغربية

ذ. عبد القادر بطار أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب- وجدة.
ذ. عبد القادر بطار أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب- وجدة.

ألقيت هذه الكلمة خلال الندوة العلمية الدولية التي نظمها، بفاس، موقع الثوابت الدينية المغربية الإفريقية بالتعاون مع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في موضوع “قول العلماء في الثوابت الدينية المغربية الإفريقية”، يومي السبت والأحد 25 و26 ذي القعدة 1443هـ الموافق لـ 25 و26 يونيو 2022م.

بسم الله الرحمن الرحيم

يَتميزُ جَوْهَرُ التَّدينِ الـمغربيِّ بالبساطةِ والأصالةِ والعمقِ والسماحةِ واليسرِ، كما تَتميزُ الشخصيةُ الـمغربيةُ بالاعتدالِ والتَّوسطِ والانفتاحِ على فضائل الثقافاتِ الإنسانيةِ، مع القُدرةِ الباهرةِ على اكتسابِ علوم الدين وتحصيلها والتفاعلِ معها، وإثرائِها وجعلِها مادةً علميةً مقبولةً في العقل والضمير والوجدان تسمو بالمؤمن نحو الكمال الخلقي.

وبِفضلِ هذه السمات الحضاريةِ، التي لا تَتعارضَ البتةَ مع قيم الْـمَدَنِيَّةِ، وبِفضلِ الـمَلَكَاتِ العلمية الـمُصاحبة للشخصية الـمغربيةِ العالمةِ على الدوام، أضحى الـمغربُ في ظل إمارة المؤمنين جِسراً مهما للتواصل الحضاريِّ والإنسانيِّ بين الشرق والغرب، يحتفظ بهيبته ومكانته، ويحمل إلى شعوب العالم أسرارَ الشريعة، ولُبَابَ الحكمة، التي نَطَقَتْ بها ألسنةُ الأوائل، من الحكماء والعظماء.

لقد أقبل الـمغاربة منذ دخول الإسلام إلى بلاد الـمغرب الطيبةِ المباركةِ، في القرن الأول الهجري، على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، بجمالية شعائره، وتنوع تكاليفه، ونزوعه نحو مكارم الأخلاق، وتوثيق العلاقات الاجتماعية بين أتباعه، وإشاعة قيم التضامن والتعايش والتسامح مع بني الإنسان جميعا، انطلاقا من فقه الموافقات، وانتهاء بسمو التشريع الإسلاميِّ، واستيعابه للمستجِدَّات، بناءً على قواعد فقهية وأصولية وعقدية غنية، واستناداً إلى مشكاة النبوة، بـِمَا حملته من خير وسؤدد وصولة ومدد، احتفى بها  أهلُ الـمغرب منذ عهد الإمام إدريس الأكبر -رضي الله عنه- إلى يوم الناس هذا، حيث لا يزالون ينعمون في ظلالها الوارفةِ، ويجنون ثمارَها الطيبةَ، ويَسعدونَ بسِيَّادَةِ الأمنِ الروحيِّ والعقديِّ للأمةِ المغربيةِ العظيمةِ؛ وإشاعة ذلك بين الشعوب والأمم.

مِنْ مفاخر أهل الـمغرب أيضا، أنَّ أهلَه الطيبين الفضلاء الكرماء، من أبدع الناسِ عِلْماً وفكراً، وأصحهم نقلاً وضبطاً وذكراً، بما اختصوا به من تمكن مكين في فقه مقاصد الشريعة، وإحكام لآليات الاستنباط، الـمُفضي إلى اجتهاد لا ينقطع، وتجديد لا يرتفع، مع اتصال سند العلم لديهم وسموِّه، حيث انتظمتْ لهم علومُ الشريعة كما انتظمتِ القلائد، ومَاسَتْ في حللها الخرائد، حتى أصبح الـمغرب -والحمد لله- في ظل دولة الأشراف العلويين، مـُجَدِّداً لأمور الدين، ورائداً روحيا للعالمين.

لقد سطع نورُ الوحي على أرضِ الـمغربِ الطيبةِ، وحرَّرَ أهلَها من آفاتِ الخضوع لغير الله عز وجَلَّ، حتى أضحى هذا البلد الأمين، بفضل ذلك النور الخالدِ، إلى جانب مشكاة النبوة خيراً على البشرية كلِّها، حيث أخذ نور الله يسطع من الـمغرب الأقصى إلى أقصى قارات العالم.

وقد تحدثَ المؤرخون عن فضل الـمغرب ومنزلته في حفظ الدين، والتمسك بتعاليمه القيمة، انطلاقا من الإرث النبوي الشريف، فقد أورد المؤرخ الـمغربيُّ عبد الواحد المراكشي (ت647ﻫ) حديثا نبويا شريفا في فضل الـمغرب يرويه الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَزَالُ أَهْلُ الـمَغْرِبِ ظَاهِرينَ عَلَى الحق، لا يَضرهم مَنْ خَذلهم حتى تقوم الساعةُ»[1].

كما تحدث هذا المؤرخ نفسه عن ازدهار العلوم في الحضارة الـمغربية، حيث اجتمع في مدينة  فاس وَحْدَهَا، والتي لُقبتْ ببغداد الـمغرب: عِلْمُ القيروان وعِلْمُ قرطبة.[2]

وَمَنْ أراد أن يقف على جوانبَ مشرقةٍ من جمالية التدين الـمغربي وانعكاساته الطيبةِ على الحياة الاجتماعية والثقافية بالـمغرب، فليرجع إلى ما سطره المؤرخ والأديب الـمغربي الشريف مولاي عبد الرحمن بن زيدان (ت1365ﻫ) في كتابه القيم: «العِزُّ والصولة في معالم نظم الدولة” فقد تحدث في جزئه الأول عن نظام مواكب الأعياد، ونظام الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ونظام الاحتفال بقراءة صحيح الإمام البخاري، ونظام نزهة شعبانة…[3]

وهي تقاليدُ حسنة، وقيم طيبة مباركة، اختص بها أهل المغرب وأحسنوا الاتباع، حيث أسهمت بحظ وافر في توثيق العلاقات الاجتماعية، وترسيخ روح التضامن بين أفراد المجتمع الـمغربي، فضلا عن إسهامها في إظهار الشعائر الدينية وتعظيمها وإشاعتها بين الناس.

كما تحدث المؤرخ المذكور في الجزء الثاني عن النهوض بنظام الإفتاء، باعتباره من أسمى الوظائف، لا يرخص فيه إلاَّ لمن علمت مروءته، ومتانة دينه.[4]

مثلما أشار إلى العناية الفائقة بالعلماء والمنتمين إلى العلم، وتشجيعهم على بث العلم ونشره.[5]

لقد انتظم جمال التدين الـمغربي، واتسق في منظومة دينية منسجمة متكاملة، أساسها: العقيدةُ الأشعرية السُّنية، وفروعُها: الفقهُ المالكيُّ، وثـمارُها: التصوفُ السنيُّ والأخلاق الكريمة؛ ودرُّها الثمين، وحبلها المتين إمارة المؤمنين.

أولا: العقيدة الأشعرية

لقد عرف الـمغاربة قَدْرَ الإمام أبي الحسن الأشعري ومكانتَه العلمية، وأمانته في الحفاظ على عقائد أهل السنة والجماعة، فأقبلوا على دراسة عقيدته وتدريسها، وتفننوا في شرحها ونظمها، فكانت وما زالت هذه العقيدة السنية حاضرةً بقوةٍ في عقل الأمة ووجدانها وضميرها، أسهمت على الدوام في جمع كلمة الأمة الـمغربية، بـما تتوفر عليه من خصائص منهجية متبصرة، وقيم وسطية راسخة، وقدرة عجيبة على التوفيق بين الاجتهادات والآراء الكلامية السُّنية، تستجيب لتطلعات الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، ومن ثم الإجابة عن كثير من الأسئلة العقدية والوجودية التي تواجه المسلمين اليوم، وفي مقدمتها: أسئلة الإرهاب والتكفير والغلو والتطرف التي لا مكان لها في ديننا الإسلاميِّ الحنيف.

وقد أعجب جمهور العلماء، بعبارة جميلة تواترتْ وتناقلها الرواة، للإمام أبي الحسن الأشعري -رحمه الله- وهي تلخص عقيدتَه في الإيمان، وموقفَه من المخالف من أهل الإسلام، وهي آخر كلمة مات عليها -رحمه الله- وأشهد على ذلك أحدَ علماء عصره، وهو زاهر بن خالد بن أحمد السَّرْخَسِيُّ، الذي يقول:» لما قَرُبَ حُضورُ أَجَلِ أبي الحسن الأشعري في بغداد، دعاني فأتيته، فقال: اشهد عليَّ أني لا أكفر أحداً من أهل هذه القبلة، لأَنَّ الكلَّ يشيرون إلى معبودٍ واحدٍ، وإنما هذا كله اختلافُ العباراتِ[6].

لقد حظي الإمام أبو الحسن الأشعري – رحمه الله- بتقدير جميع العلماء، من مختلف فروع الثقافة الإسلامية، والمذاهب السنية، وذلك لمكانة هذا الإمام القدوة الذي يعتبر بحق رائداً روحيا ومجدداً في مجال الاشتغال العقدي الإسلامي على طريقة أهل السنة والجماعة، ونورد فيما يلي بعض أقوالهم وشهاداتهم.

«فكذلك أبو الحسن، فأهل المشرق والمغرب بحججه يحتجون، وعلى منهاجه يذهبون، وقد أثنى عليه غير واحد منهم، وأثنوا على مذهبه وطريقته»[7].

«وحقيقة مذهب الأشعري -رحمه الله- أنه سلك طريقا بين النفي الذي هو مذهب الاعتزال، وبين الإثبات الذي هو مذهب أهل التجسيم، وناظر على قوله هذا واحتج لمذهبه فمال إليه جماعة وعولوا على رأيه … وقد انتشر مذهب أبي الحسن الأشعري في أمصار الإسلام بحيث نسي غيره من المذاهب وجهل حتى لم يبق اليوم مذهب يخالفه إلا أن يكون مذهب الحنابلة أتباع الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل الذي انتصر للدعوة له الإمام تقي الدين ابن تيمية»[8] .

«وقام بذلك الشيخ أبو الحسن الأشعري إمام المتكلمين فتوسط بين الطرق، ونفى التشبيه، وأثبت الصفات المعنوية، وقصر التنزيه على ما قصره عليه السلف، وشهدت له الأدلة المخصصة لعمومه»[9].

«ومما أيد الله سبحانه به الدين وأقام به منار المسلمين، شيخ السنة، وحبر الأمة، أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري -رضي الله عنه- رفع بتأييد الله تعالى راية الموحدين، وأدحض ضلال الملحدين، فعضد بيانه شُبَهَ مَن مال أو زاغ ودفع بواضح حجته، ولائح محجته مَنْ حاد عن الطريقة المثلى أو زاغ، فربط ما انحل من العقود وأجرى العقائد على أكمل مقصود»[10] .

«أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي موسى بن بلال بن بردة عامر بن أبي موسى الأشعري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صاحب الأصول، والقائم بنصرة مذهب السنة، وإليه تنسب الطائفة الأشعرية[11].

«كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله تعالى الأشعري فجحرهم في أقماع السمسم[12] .

«وإلى أبي الحسن انتهت رياسة الدنيا في الكلام، وكان في ذلك المقدم المفتي الإمام»[13] .

«الشيخ الإمام ناصر السنة، وناصح الأمة، إمام أئمة الحق، ومحض حجج المبدعين، المارقين، حامل راية منهج الحق ذي النور الساطع، والبرهان القاطع، أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سلام بن إسماعيل، بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري الصحابي رضي الله عنه.[14]

«رأيت للأشعري كلمة أعجبتني، وهي ثابتة رواها البيهقي، سمعت أبا حازم العبدري، سمعت زاهر بن خالد بن أحمد السرخسي يقول: لما قرُب حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد، دعاني فأتيته، فقال: «اشهد علي أني لا أكفر أحدا من أهل هذه القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات».[15]

«كان أبو الحسن الأشعري- رضي الله- عنه كما ذكر عنه من حسن الاعتقاد مستصوب المذهب عند أهل المعرفة بالعلم والانتقاد، يوافقه في أكثر ما يذهب إليه أكابر العباد، ولا يقدح في معتقده غير أهل الجهل والعناد.[16]

«شيخنا وقدوتنا إلى الله تعالى الشيخ أبو الحسن الأشعري البصري، شيخ طريقة أهل السنة والجماعة، وإمام المتكلمين، وناصر سنة سيد المرسلين، والذاب عن الدين، والساعي في حفظ عقائد المسلمين، سعيا يبقى أثره إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين، إمام حبر، وتقي بر، حمى جناب الشرع من الحديث المفترى، وقام في نصرة ملة الإسلام فنصرها نصرا مؤزرا … وما برح يدلج ويسير، وينهض بساعد التشمير، حتى نقى الصدور من الشبه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، ووقى بأنوار اليقين من الوقوع في وطأة ما التبس، وقال فلم يترك مقالا لقائل، وأزاح الأباطيل، وألحق بدفع ترهات الباطل»[17] .

«واعلم يا أخي أن المراد بأهل السنة والجماعة في عرف الناس اليوم، الشيخ أبو الحسن الأشعري، ومن سبقه بالزمن كالشيخ أبي منصور الماتريدي وغيره -رضي الله تعالى عنهم- … ولذلك صار الناس يقولون: فلان عقيدته صحيحة أشعرية، وليس مرادهم في صحة عقيدة غير الأشعري مطلقا».[18]

«إن أصول الدين في هذه الديار الإفريقية المغربية قد استقرت ورسخت فيها قدم أهل السنة، وذهبت البدع أدراج الرياح منذ استولى عليها مذهب أبي الحسن الأشعري وسادها، ومهد جبالها ووهادها، ولقد بدأ بعض التزلزل من شراذم لا أهمية لها، والعبرة بالأكثرية الساحقة»[19].

«وليس سر عظمة الأشعري في التاريخ، وجلالة العمل الذي قام به، في أنه دافع عن السنة دفاعا قويا، ورد على المعتزلة، فالذين تولوا ذلك كثير، إن سر عظمته وعبقريته في أنه اتخذ طريقا وسطا بين المعتزلة والمحدثين، فلم يذهب كما ذهب المعتزلة إلى تمجيد العقل، والإيمان بأن له سلطة لا تحد، وأن له الحكم على ما يتصل بالذات والصفات … ولم ير كذلك – كما رأى كثير من أهل عصره- أن الانتصار للدين والدفاع عن العقيدة الإسلامية يستلزمان إنكارَ العقل وقوته… ولقد كان أبو الحسن الأشعري جريئا وصريحا في نقده للمعتزلة …

وبذلك خدم أبو الحسن هذا الدين في عصره خدمة باهرة، وأعاد إلى نفوس وعقول كثيرة لا يعلم عدها إلا الله الثقةَ بهذا الدين، والإيمانَ به من جديد»[20] .

«ويعد الأشعري بحق مؤسس علم الكلام عند أهل السنة[21] .

«وكذلك يبدو التسامح الديني في فكر أبي الحسن الأشعري المجدد تسماحا نفسيا وجدانيا، صادرا من قلبه، وهو في الوقت نفسه تسامح عقلي يعذر المختلفين … فيصوب اجتهادهم في الفروع. ولا يكفر أحدا من أهل القبلة في الأصول».[22]

هذا، وقد أصبحت السيادة للمذهب الأشعري بالمغرب والأندلس، وأن رئاسة علم الكلام الأشعري انتهت إلى الإمام يوسف بن موسى الضرير شيخ القاضي عياض الذي أخذ عنه أرجوزته الصغرى وأجازه أرجوزته الكبرى، والذي يقول عنه:» كان من المشتغلين بعلم الكلام على مذهب الأشعرية ونُظَّار أهل السنة وكان آخر المشتغلين بعلم الكلام بالمغرب.[23]

ثانيا: المذهب المَالِكيُّ

لقد أخذ الـمغاربةُ، بالمذهب المالكيِّ في مجال الممارسة الفقهية، الـمتضمنة للعبادات والمعاملات، لأنَّ سندَه موصولٌ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي يُعبر عنه بعمل أهل المدينة، لأنَّ من أصول مذهب الإمام مالك -رحمه الله- الأخذَ بعمل أهل المدينة؛ لأنه أقوى في الاستدلال وأقومُ، وأقربُ إلى ميراثِ النبوةِ وأسلم، وهو بمنزلةِ روايتهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لقد أقبلَ الـمغاربةُ على المذهبِ المالكيِّ، واتخذوا مالكا –رحمه الله- إماماً لهم، وقدوةً في تدينهم؛ لما عُرف عنه من تمسكه الشديد بالسنة النبويةِ المطهرةِ، وإمامته في علوم الدين، فضلا عن ملاءمة مذهبه لطبيعة الـمغاربة، إذ هو كما يذكر أستاذنا الدكتور عمر الـجيدي -رحمه الله-»مذهبٌ عمليٌّ يعتمد الواقعَ، ويأخذُ بأعرافِ الناس، وعاداتهم … يتماشى مع طبيعة الفطرة في بساطتها ووضوحها، دون تكلف أو تَعقيد، وأهل الـمغربِ بطبعهم يميلون إلى البساطة والوضوح، ويَفِرُّونَ من النظريات المتطرفة والتأويلات البعيدة المتكلفة»[24] .

كما يتَميزُ المذهبُ المالكيُّ بشموليته، وقيامه على نظام متكامل، أصولا وفروعا وسلوكا، يتصل بخير القرون وأفضلها على الإطلاق، مع سعة أصوله، وتنوع مصادره، ووفرة اجتهادات أئمته وعلمائه.

من القواعد الكلية المقررة في المذهب المالكي في صلته بالمعتقد الأشعريِّ السنيِّ أنه لا يصح شيء من العبادات إلاَّ بعد الإقرار بالمعبود والتصديق به[25].

وهذه القاعدة الكلية لا تتحقق إلاَّ عن طريق تحصيل العقائد الإيمانية وفهمها فهما صحيحا، وتنزيلها تنزيلا سديداً في ضوء علم التوحيد الإسلامي الذي شيده أهل السنة والجماعة الأشاعرة.

وقد اختار أئمة المذهب الأشعري بالمغرب الأقصى مذهب الإمام مالك –رضي الله عنه- للأسباب الآتية:

أولا: أنه مذهب أهل المغرب قاطبة.

ثانيا: أنه المراد عند جمهور العلماء بقوله صلى الله عليه وسلم:» يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحداً أعلم من عالم المدينة».[26]

ثالثا: أن الإمام مالكا –رضي الله عنه- جمع بين شرف الفقه والحديث والمعتقد السني.

رابعا: أن مالكا –رضي الله عنه- شيخ الجميع وإمامهم[27].

ثالثا: التَّصوف السنيّ

مِن الـمعلومِ مِن الدين بالضرورةِ أنَّ التصوفَ تجربةٌ روحيةٌ وذوقية وأخلاقية عالية، وهو فقه الظاهر والباطن، من حيث طلب الكمال، وإقامة العبودية لحق الربوبية، كما يقول العلامة أبو المواهب الحسن بن مسعود اليوسي (ت 1102ﻫ)[28] .

وهو من جملة العلوم الشرعية، قوامه التزكيةُ، وأساسه الإيمانُ، وغايَتُهُ ضَمَانُ سعادةِ الإنسانِ، وصَلاَحُ العُمرانِ، «وأصلُه العكوفُ على العبادةِ، والانقطاعُ إلى الله عز وجَلَّ، والإعراضُ عن زخرف الدنيا وزينتِها، والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذَّةٍ ومالٍ وجاهٍ، والانفراد عن الخلق في الخلوة للعبادة»[29].

يقول العلامة الـمغربيُّ سيدي أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني (ت1224ﻫ) -رحمه الله-: في تقريب حقيقة التصوف ومنزلته من علوم الدين: ”علم التصوف هو سيد العلوم ورئيسُها، ولبابُ الشريعة وأساسُها، وكيف لا وهو تفسيرٌ لمقام الإحسانِ، الذي هو مقام الشهود والعيان، كما أن علم الكلام تفسيرٌ لمقام الإيمان، وعلمُ الفقه تفسيرٌ  لـمقام الإسلام[30].

من مقاصد علم التصوف التربية على رعاية حقوق الله والقيام بها على أكمل وجه، وهو أمر عظيم تولى الله تعالى عليه أنبياءه وأحباءه[31] .

وقد اعتنى رجال التصوف بتحصيل أمور العقيدة، باعتبارها أساس العلوم كلها. يقول الإمام عبد الكريم القشيري (ت 465ﻫ): «اعلموا -رحمكم الله- أن شيوخ هذه الطائفة بنوا قواعدهم على أصول صحيحة في التوحيد، صانوا بها عقائدهم عن البدع، ودانوا بما وجدوا عليه السلف وأهل السنة من توحيد ليس فيه تمثيل ولا تعطيل، وعرفوا ما هو حق القِدَم، وتحققوا بما هو نعت الموجود عن العدم، ولذلك قال سيد هذه الطريقة الجنيد -رحمه الله-: التوحيد إفراد القدم من الحدوث، وأحكموا أصول العقائد بواضح الدلائل، ولائح الشواهد، كما قال أحمد بن محمد الجريري –رحمه الله- من لم يقف على علم التوحيد بشاهد من شواهده زلت به قَدَم الغرور في مهواة من التلف، يريد بذلك: أن من لجأ إلى التقليد ولم يتأمل دلائل التوحيد سقط عن سنن النجاة، ووقع في أسر الهلاك»[32].

وهذه المنظومةُ الدينيةُ المتكاملةُ والمنسجمةُ التي اعتنقها المغاربةُ، واستقر الأمرُ عليها، بما تزخر به من أسرار حكمية، وأنوار ربانية، هي التي أشار إليها العلامةُ الـمغربيُّ سيدي عبد الواحد بن عاشر -رحمه الله- (ت1040ﻫ) في منظومته الشهيرة المسماة: الـمرشد الـمعين على الضروري من علوم الدين، حيث يقول في مطلعها:

فِي عَقْدِ الاشْعَرِي وَفِقْهِ مَالِكْ  * وَفِي طَرِيقَةِ الـجُنَيْدِ السَّالِكْ

يقول شارحه العلامة الشيخ الطيب بن كيران: «فالحاصل أن هذا النظم اشتمل على فنون ثلاثة: العقائد، ويسمى علم الكلام، والفقه، والتصوف، وهي متعلقة بأقسام الدين الثلاثة على الترتيب، الإيمان والإسلام والإحسان[33] .

وعن العقيدة الأشعرية السنية يقول الوزير أبو محمد ابن المالقي؛ أحد رجال دولة الموحدين:

وللأشعرية فينا مذهب عجب* ومن سعادتنا أنا اعتقدناه[34]

رابعا: إِمَارَةُ المُؤمِنِينَ

وهو منصب شريف؛ يستمد مشروعية من البيعة الشرعية المتجددة التي مضى عليها أهل المغرب قاطبة منذ دخول الإسلام إلى بلاد الـمغرب المباركة إلى يوم الناس هذا. وسِرُّ هذا المنصب العظيم: منصب إمارة المؤمنين أنه خلافة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وفي ظله تنتظم ممارسة الشعائر الدينية وفق الاختيارات المذهبية للأمة المغربية، متجلية في  المعتقد الأشعري، والتصوف السني، والمذهب المالكي.

من المقرر عند أئمة المذهب الأشعري السني أن الإمامة العظمى: «رياسة تامة، وزعامة عامة، تتعلق بالخاصة والعامة، في مهمات الدين والدنيا..»[35].

والذي تقرر عند أئمة المذهب الأشعري أيضا أن الإمامة العظمى قضية مصلحية، ترجع إلى إقامة مصالح الدنيا، ومعلوم أن مصالح الدنيا في الإسلام محكومة بالدين الذي يقصد إلى إسعاد الخلق معاشا ومعاداً.

إن هندسة علم الكلام الأشعري السني أنه تسير وفق نسق عقدي متكامل، يبدأ بالإلهيات ثم النبوات، ثم السمعيات، وتندرج الإمامة العظمى في قسم السمعيات لكونها تثبت وتجب بالسمع.

وعند التأمل في هذا التقسيم المنهجي نجد الإمامة العظمى هي التي يرجع إليها حفظ جميع أقسام التوحيد الثلاثة؛ لأن الإمامة عند أئمة المذهب الأشعري «عبارة عن خلافة شخص من الأشخاص للرسول صلى الله عليه وسلم في إقامة قوانين الشرع وحفظ حوزة الملة، على وجه يجب اتباعه على كافة الأمة»[36] .

خاتمة

نخلص في نهاية هذه الورقة العلمية إلى أن العقيدة الأشعرية السنية لها سلطة معرفية وحضور قوي في مختلف فروع علوم الدين، لكونها طريق تحقيق النجاة لأتباع هذه العقيدة السنية.

لقد أسهم علماء المذهب الأشعري في إثراء تراثنا الإسلامي: في علم الكلام، والتفسير والفقه والأصول والحديث والتصوف واللغة والنحو والأدب والتاريخ …

يقول الإمام أبو منصور عبد القاهر البغدادي (ت429ﻫ): « اعلم أنه لا خصلة من الخصال التي تعد في المفاخر لأهل الإسلام من المعارف والعلوم وأنواع الاجتهادات إلاَّ ولأهل السنة والجماعة في ميدانها القدح المعلى، والسهم الأوفر…»[37]

ويقرر مؤرخ المدرسة الأشعرية أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني (ت548ﻫ) أن العقيدة الأشعرية هي الصياغة النهائية لعقائد السلف، فقد ذهب إلى أن الصفاتية اسم لجماعة من السلف الذين كانوا يثبتون لله تعالى صفات أزلية من العلم والقدرة والحياة والإرادة والسمع والبصر والكلام والجلال … ولا يفرقون بين صفات الذات وصفات الفعل. كما أشار إلى طائفة من السلف الذين لم يتعرضوا للتأويل ولا تهدوا للتشبيه كالإمام مالك وأحمد بن حنبل وسفيان الثوري … حتى انتهى الزمن إلى عبد الله بن سعيد الكُلاَّبي (ت 241ﻫ) وأبي العباس القلانسي، والحارث بن أسد المحاسبي (ت243ﻫ) وهؤلاء كانوا من جملة السلف إلا أنهم باشروا علم الكلام وأيدوا عقائد السلف بحجج كلامية وبراهين أصولية … وانحاز الإمام الأشعري إلى هذه الطائفة فأيد مقالتهم بمناهج
كلامية وصار ذلك مذهبا لأهل السنة والجماعة وانتقلت سمة الصفاتية إلى الأشعرية[38].

إنَّ جمالية التدين الـمغربي وجوهره تستمد قوتها وجاذبيتها وقدسيتها من محاسن الإسلام نفسه، الذي ينتظم في عناصر منسجمة تسهم في صناعة شخصية المسلم وتسمو به نحو الكمال والجمال؛ ذلك أن المسلم مَدْعَوٌّ بِأنْ يكونَ جميلاً في جميع أحواله وتصرفاته، ظاهراً وباطناً، لقوله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم في الحديث الصحيح: «إنَّ الله جميل يحب الجمال»[39].

كما أنَّ الإسلامَ يدعو جميعَ بني آدم إلى جماليةِ التدينِ الحق، في العقيدة والسلوك وسائر التصرفات، فضلا عن جمالية الاستمتاع بالطيبات، قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾. [الأعراف:31-32].

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الهوامش

[1] – أخرجه أبو عوانة في مستخرجه رقم الحديث 7511 دون عبارة «لا يضرهم من خذلهم».

[2] – المعجب في تلخيص أخبار المغرب، ص:156، المكتبة العصرية، صيدا-بيروت، الطبعة الأولى 1426ﻫ/2006م.

[3] – العز والصولة في معالم نظم الدولة 1/151 المطبعة الملكية، الرباط، 1381ﻫ/1961م.

[4] – العز والصولة في معالم نظم الدولة 2/55 المطبعة الملكية، الرباط، 1381ﻫ/1961م.

[5] – العز والصولة في معالم نظم الدولة 2/163 المطبعة الملكية، الرباط، 1381ﻫ/1961م.

[6] –  سير أعلام النبلاء، للإمام الذهبي ج 15 ص:88.

[7] – القاضي عياض، ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، ج 5 ص: 24.

[8] – المقريزي، الخطط ج 4 ص: 192. دا الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 18/12ﻫ

[9] – ابن خلدون، المقدمة ج 3 ص:975 تحقيق د. علي عبد الواحد وافي.

[10] – ابن خلكان، وفيات الأعيان ج3 ص: 284.

[11] – أبو علي عمر بن خليل السكوني، عيون المناظرات، ص: 223.

[12] – الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج13 ص: 260.

[13] – ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب ج 4 ص: 131.

[14] – اليافعي، مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان ج2 ص:225.

[15] – الإمام الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج15 ص:88.

[16] – ابن عساكر الدمشقي، تبيين كذب الـمفتري فيما نَسَبَ إلى الإمام أبي الحسن الأشعري، ص: 152.

[17] – الإمام تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي، طبقات الشافعية، ج2ص:245.

[18] – اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر، للإمام الشعراني، ص»4 تحقيق الشيخ عبد الوارث محمد علي دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، الطبعة الثانية 1428ﻫ/2007م.

[19] – أبو عبد الله محمد الحجوي، تجديد علوم الدين، درس ألقاه بجامع الزيتونة بتونس، مطبعة الثقافة سلا- المغرب الأقصى، شوال 1357ه.

[20] – أبو الحسن علي الحسني الندوي، رجال الفكر والدعوة في الإسلام ج1 ص:145.

[21] – فؤاد سزكين، تاريخ التراث العربي، ج1 ص: 35 العقائد والتصوف.

[22]–  أمين الخولي، المجددون في الإسلام، ص: 129 بتصرف.

[23] – الغنية، فهرست شيوخ القاضي عياض، ص: 226 تحقيق ماهر زهير جرار، دار الغرب الإسلامي، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى 1402ﻫ1982م تعرف الأرجوزة الكبرى بالتنبيه والإرشاد في علم الاعتقاد، حققها سمير قوبع، ومحمد العمراني، نور الدين شعيبي وهي من منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية، 1435ﻫ/2014م.

[24]  – محاضرات في تاريخ المذهب المالكي في الغرب الإسلامي، ص:29 منشورات عكاظ، مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء.

[25]  – المقدمات الممهدات، لابن رشد 1/52 طبعة دار الغرب الإسلامي.

[26] – رواه الإمام أحمد برقم 7980 والترمذي برقم 2680 والحاكم برقم 307.

[27] – شرح الشيخ الطيب ابن كيران على توحيد الإمام ابن عاشر، ص: 107 تحقيق عماد الجليلاتي، دار الكتب العلمية بيروت-لبنان، الطبعة الأولى 1441ﻫ/2020م.

[28] – القانون في أحكام العلم وأحكام العالم وأحكام المتعلم، ص:185 للإمام أبي المواهب الحسن بن مسعود اليوسي، تحقيق حميد حماني اليوسي، مطبعة فضالة، المحمدية، الطبعة الثانية 2013م.

[29] – مقدمة ابن خلون، ج3 ص: 989، تحقيق د. علي عبد الواحد وافي، نهضة مصر.

[30] – معراج التشوف إلى حقائق التصوف، تأليف العلامة سيدي أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني، ص:25، الطبعة الأولى:1402ﻫ/1982م.

[31] – الرعاية لحقوق الله، للإمام أبي عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي، ص:32، تحقيق عبد القادر أحمد عطا، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان،’ الطبعة الثالثة 2010م.

[32]– الرسالة القشيرية، ص: 41 تحقيق معروف زريق علي عبد الحميد، دار الجيل، بيروت بدون تاريخ.

[33] – الشيخ الطيب ابن كيران على توحيد الإمام ابن عاشر، ص: 118 تحقيق عماد الجليلاتي، دار الكتب العلمية بيروت-لبنان، الطبعة الأولى 1441ﻫ/2020م.

[34] – أنجم السياسة وقصائد أخرى؛ العلامة عبد الله كنون؛ ص:22 طبعة دار الثقافة، الدار البيضاء؛ الطبعة الأولى، 1410ﻫ/1989م.

[35] – الغياثي، غياث الأمم في التياث الظلم، لإمام الحرمين أبي المعالي الجويني، ص:217، تحقيق د. عبد العظيم محمد الديب، دار المنهاج، المملكة العربية السعودية، جدة، الطلعة الرابعة 1435ﻫ/2014م.

[36] – أبكار الأفكار في أصول الدين، للإمام سيف الدين الآمدي، ج5ص:121.

[37] – الفرق بين الفرق، وبيان الفرقة الناجية منهم، ص:397 تحقيق محمد فتحي النادي، دار السلام، مصر، الطبعة الأولى 1431ﻫ/2010م.

[38] – الملل والنحل، ج21 ص: 92 تحقيق محمد سيد كيلاني، دار المعرفة بيروت-لبنان، الطبعة الثانية 1395ﻫ/1975م.

[39] – رواه الإمام  مسلم، برقم: 91.

قائمة المصادر والمراجع

  1. الأنباء في شرح حقائق الصفات والأسماء، تأليف الحافظ أبي العباس أحمد بن معد الأقليشي الأندلسي المالكي، تحقيق د. أحمد رجب أبو سالم، دار الضياء، للنشر والتوزيع، الكويت، الطبعة الأولى 1438ﻫ/ 2017م.
  2. الأمد الأقصى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، للإمام الحافظ أبي بكر بن العربي المعافري الإشبيلي، ضبط نصه عبد الله التوراتي، وخرج أحاديثه أحمد عروبي، طبعة دار الحديث الكتانية، طنجة، الطبعة الأولى 1436 ﻫ/ 2015م.
  3. أبكار الأفكار في أصول الدين، للإمام سيف الدين الآمدي. تحقيق د. أحمد محمد المهدي، مطبعة دار الكتب والوثائق القومية القاهرة. 2002م.
  4. الأجوبة الحسان في الخليفة والسلطان، أو رسالة في الإمامة العظمى، تأليف الشيخ أبي السعود عبد القادر بن علي يوسف القصري الفاسي الفهري، تحقيق ذ. المهدي المصباحي، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية –المملكة المغربية، الطبعة الأولى 1435 ﻫ/ 2014م.
  5. الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد، لإمام الحرمين الجويني، تحقيق د. محمد يوسف موسى، مطبعة السعادة، مصر، 1990م.
  6. الأسماء والصفات، للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق، عبد الله بن محمد الحاشدي طبعة مكتبة السوادي للتوزيع جدة، المملكة العربية السعودية الطبعة الأولى، 1993م.
  7. الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد، للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي، تحقيق أبي عبد الله أحمد بن إبراهيم أبو العينين، طبعة دار الفضيلة الرياض، الطبعة الأولى 1999م.
  8. الاقتصاد في الاعتقاد، لأبي حامد الغزالي، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1983م.
  9. الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به، للقاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني، تحقيق محمد زاهد الكوثري، طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الثالثة، 1993م.
  10. التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين، لأبي المظفر الإسفراييني، تحقيق الشيخ زاهد الكوثري، طبعة، مكتبة الخانجي مصر، 1955م.
  11. تبيين كذب المفتري فيما نَسَبَ إلى الإمام أبي الحسن الأشعري، لابن عساكر الدمشقي، طبعة دار الكتاب العربي 1979م.
  12. تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد، للشيخ إبراهيم بن محمد بن أحمد البيجوري، ضبطه وصححه عبد الله محمد الخليلي، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الثالثة 2007م.
  13. ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، تأليف القاضي عياض بن موسى بن عياض السبتي، تحقيق د. محمد بنشريفة، طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية سنة 1983م.
  14. تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل، للقاضي أبو بكر الطيب الباقلاني، تحقيق عماد الدين أحمد حيدر، طبعة مؤسسة الكتب الثقافية – بيروت، 1987م.
  15. التنبيه والإرشاد في علم الاعتقاد، منظومة في العقيدة الأشعرية للشيخ أبي الحجاج يوسف بن موسى الضرير، تحقيق: سمير قوبع، محمد العراني، نور الدين شعيبي، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية، الطبعة الأولى 1436ﻫ/ 2014م
  16. تنزيه الأنبياء عما نسبه إليهم حثالة الأغبياء، لأبي الحسن علي بن أحمد السبتي الأموي المعروف بابن خمير، تحقيق الدكتور محمد رضوان الداية، دار الفكر المعاصر، بيروت الطبعة الثانية 1999م.
  17. ثلاث رسائل: تجديد علوم الدين، الخطاب في الراديو، القول الفصل في أقصى أمد الحمل، للشيخ أبي عبد الله محمد الحجوي، مطبعة الثقافة-سلا المغرب الأقصى 1357م.
  18. حاشية الدسوقي على أم البراهين، ضبط نصها وصححها عبد اللطيف حسن عبد الرحمن، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 2001م.
  19. حاشية الشيخ محمد بخيت المطيعي، على شرح الدردير على الخريدة في علم التوحيد، دار البصائر القاهرة.
  20. حاشية محمد الطالب بن الحاج، على ميارة شرح المرشد المعين، دار الفكر، الطبعة الرابعة 1987م.
  21. حواشي اليوسي على كبرى السنوسي، المسماة عمدة أهل التوفيق والتسديد في شرح عقيدة أهل التوحيد، للإمام أبي المواهب الحسن بن مسعود اليوسي، الجزء الأول تقديم وتحقيق وفهرست الدكتور حميد حماني اليوسي، مطبعة دار الفرقان للنشر الحديث، الدار البيضاء المملكة المغربية الطبعة الاولى 2008م.
  22. حواشي اليوسي على كبرى السنوسي، المسماة عمدة أهل التوفيق والتسديد في شرح عقيدة أهل التوحيد، للإمام أبي المواهب الحسن بن مسعود اليوسي، الجزء الثالث تقديم وتحقيق وفهرست الدكتور حميد حماني اليوسي، مطبعة دار الفرقان للنشر الحديث، الدار البيضاء المملكة المغربية الطبعة الاولى 1437ﻫ/2016م.
  23. دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه، تأليف الإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي ، تحقيق محمد زاهد الكوثري، المكتبة الأزهرية للتراث مصر 1998.
  24. رسالة استحسان الخوض في علم الكلام، تأليف الإمام أبي الحسن الأشعري، طبعة دار الحديث الكتنية، طنجة، المصورة الأولى 1433هـ/2012م.
  25. الرائد في علم العقائد، العربي اللوه، مطبعة الحداد يوسف إخوان، تطوان سنة 1995م.
  26. رسائل الجنيد، تحقيق. د. جمال رجب سيدبي طبعة دار اقرأ سورية دمشق الطبعة الأولى 2005م.
  27. الشامل في أصول الدين، للإمام الجويني، تحقيق د. علي سامي النشار وآخرون.
  28. الشامل في أصول الدين، (كتاب الاستدلال)، حققه المستشرق هلموت كلوبفر طبعة، دار العرب، القاهرة، 1989م.
  29. شرح العقائد النسفية للإمام التفتزاني، حققه وقدم له طه عبد الرؤوف سعد، المكتبة الأزهرية للتراث، الطبعة الأولى 2000م.
  30. شرح توحيد الرسالة للشيخ محمد بن قاسم جسوس، دراسة وتحقيق، الأستاذة إحسان النقوطي، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المملكة المغربية، الطبعة الأولى 2008م.
  31. شرح لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة، تأليف الإمام شرف الدين ابن التلمساني الفهري، تحقيق نزار حمادي، دار الضياء للنشر والتوزيع، الكةيت الطبعة الأولى 1439 ﻫ 2018م .
  32. شرح معالم أصول الدين، لابن التلمساني، تحقيق الدكتور محمود عواد سالم، المكتبة الأزهرية للتراث، الطبعة الأولى1432 ﻫ 2011م.
  33. شرح عقيدة ابن أبي زيد القيرواني في كتابه» الرسالة» للقاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي، تحقيق د. أحمد محمد نور سيف، دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث الإمارات العربية المتحدة الطبعة الأولى 2004م.
  34. شرح العقائد النسفية، سعد الدين التفتزاني، تحقيق أحمد حجازي السقا، طبعة، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، الطبعة الأولى 1987م.
  35. شرح العقيدة الطحاوية، المسماة بيان السنة والجماعة، عبد الغني الغنيمي الميداني، تحقيق محمد مطيع الحافظ ومحمد رياض المالح، طبعة، دار الفكر، دمشق- سوريا، 1988م.
  36. شرح المقاصد، الإمام سعد الدين التفتزاني، تحقيق، إبراهيم شمس الدين طبعة دار الكتب العلمية بيروت-لبنان، الطبعة الثانية 2011م.
  37. العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية، تأليف إمام الحرمين أبي المعالي الجويني، تحقيق محمد زاهد الكوثري، طبعة المكتبة الأزهرية للتراث، مصر1992م.
  38. عيون المناظرات، أبو علي عمر السكوني، تحقيق سعد غراب، طبعة، منشورات الجامعية التونسية، تونس 1976م.
  39. غاية المرام في علم الكلام، تأليف سيف الدين الآمدي، تحقيق حسن محمود عبد اللطيف، القاهرة 1972م.
  40. فتاوى ابن رشد، لأبي الوليد محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد القرطبي المالكي، تقديم وتحقيق وجمع وتعليق الدكتور المختار بن الطاهر التليلي، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى 1987م.
  41. الفرق بين الفرق، للإمام عبد القاهر البغدادي، طبعة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الرابعة 1980م.
  42. قانون التأويل، للإمام القاضي أبي بكر بن محمد عبد الله بن العربي المعافري الإشبيلي، دراسة وتحقيق، محمد السليماني، طبعة دار الغرب الإسلامي، بيروت 1990م.
  43. القانون في أحكام العلم وأحكام العالم وأحكام المتعلم، لأبي المواهب الحسن بن مسعود اليوسي، تحقيق حميد حماني اليوسي،مطبعة فضالة المحمدية، الطبعة الثانية 1998م.
  44. الكتاب المتوسط في الاعتقاد والرد على من خالف السنة من ذوي البدع والإلحاد، تحرير الحافظ أبي بكر بن العربي المعافري الإشبيلي، ضبط نصه وخرج أحاديثه الدكتور عبد الله التوراتي، طبعة دار الحديث الكتانية، طنجة الطبعة الأولى 1436 ﻫ 2015م.
  45. لباب العقول في الرد على الفلاسفة في علم الأصول، لأبي الحجاج يوسف بن محمد المكلاتي، تحقيق د.فوقية حسين، طبعة دار الأنصار القاهرة الطبعة الأولى 1977م.
  46. اللمع في الرد على أهل الزيغ و البدع، لأبي الحسن الأشعري، صححه وقدم له وعلق عليه، الدكتور حمودة غرابة، المكتبة الأزهرية للتراث، بدون تاريخ.
  47. مجرد مقالات أبي الحسن الأشعري، من إملاء الإمام أبي بكر محمد بن الحسن بن فورك، تحقيق دانيال جيماريه، طبعة دار الشروق، بيروت.
  48. المطالب العالية من العلوم الإلهية، للإمام فخر الدين الرازي، تحقق أحمد حجازي السقا، طبعة دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1987م.
  49. مقدمة ابن خلدون، تأليف عبد الرحمن بن خلدون، تحقيق د. عبد الواحد وافي، طبعة نهضة مصر 2004م.
  50. مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، لأبي الحسن الأشعري، عني بتصحيحه، هلمت ريتر، طبعة دار النشر فرانزشتاير بفيسبادن الطبعة الثالثة 1980م.
  51. الملل والنحل، لأبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، تحقيق محمد سيد الكيلاني، طبعة، دار المعرفة، بيروت 1975م.
  52. محاضرات في المذهب الأشعري، تأليف د.عبد القادر بطار، طبعة دار الأمان الرباط، المملكة المغربية، الطبعة الثانية، 1440ﻫ/2019م.

 

كلمات مفتاحية : ,