العقيدة الأشعرية: اختيار المغاربة الذي استقروا عليه

العقيدة الأشعرية: اختيار المغاربة الذي استقروا عليه

العقيدة الأشعرية
العقيدة الأشعرية

تقديم

إن الحديث عن المذهب الأشعري ( العقيدة الأشعرية ) هو حديث عن مدرسة سنية أصيلة، أسهمت بحظ وافر في تحصين المعتقد الإسلامي على طريقة أهل السنة والجماعة الذي دعا إليه الإسلام وحث عليه. وهو الذي كان ولا يزال مذهبا رسميا لكبار الأئمة، مالك بن أنس وأبي حنيفة النعمان والشافعي وأحمد بن حنبل… وغيرهم….

إن الإمام الأشعري رحمه الله لم يبدع رأيا، ولم ينشـئ مذهبا، وإنما هو مقرر لمذاهب السلف، مناضل عما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالانتساب إليه إنما هو باعتبار أنه عَقَدَ على طريقةِ السلفِ نِطَاقاً، وتمسك به وأقام الحجج والبراهين عليه، فصار المقتدي به في ذلك السالكُ سبيله في الدلائل، يسمى أشعريا… وقد ذكر شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام أن عقيدته أجمع عليـها الشافعية والمالكية والحنفية. وتيسر لهذا المذهب الانتشار والانتصار بفضل المنهج الوسطي الذي سلكه

العقيدة الأشعرية : اختيار المغاربة

اختار المغاربة العقيدة الأشعرية واستقروا عليها لأسباب كثيرة، منها:

  • قيامها على الكتاب والسنة ومذهب السلف الصالح من أهل السنة والجماعة؛
  • كونها امتدادا لما كان عليه الصحابة والتابعون ومن جاء بعدهم من الصلحاء؛
  • فطريتها لانسجامها مع الفطرة السليمة، ووضوحها لاستنادها على القرآن والسنة، وعمليتها لتغليبها للبعد العملي في الاعتقاد، لذلك صدر المالكية بعض كتبهم الفقهية بمباحث العقيدة، ونجد لذلك أمثلة واضحة من مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني الملقب بمالك الصغير، ومن مقدمة منظومة ابن عاشر، وكتاب الجامع من الذخيرة للإمام القرافي.
  • سلامتها من الإغراق النظري في مضمونها ومنهج عرض قضاياها؛
  • اعتمادها على النقل أصلا، والعقل شارحا ومبينا عند مناقشة الأدلة والحجج؛
  • إمامة أبي الحسن الأشعري، إماما لمتكلمي زمنه عالما بأساليبهم، مطلعا على المذاهب الأخرى، كعقيدة المعتزلة وغيرهم، بالإضافة إلى التزامه مذهب أهل السنة في إقرار العقائد والدفاع عنها بما استقر عليه السلف الصالح؛
  • دخولها إلى المغرب عن طريق كبار العلماء أهل السنة؛ كالباقلاني بالمشرق وابن العربي بالمغرب وابن عطية الذين أقروها واعتمدوها مذهبا لهم؛
  • أثرها الطيب في توحيد بلاد المغرب وغيرها من مناطق شمال إفريقيا وغربها وساحلها؛
  • إجماع الأمة عليها؛ إذ هي عقيدة السواد الأعظم منها؛
  • وأهم سبب لاختيارها أنها عقيدة الوسطية والاعتدال حيث لا تكفر أحدا من أهل القبلة بذنب.
كلمات مفتاحية : ,