الرسالة الخالدة للأديان

الرسالة الخالدة للأديان

الندوة الدولية حول حوار الأديان في موضوع: الرسالة الخالدة للأديان - 23 و24 و25 فبراير 2022م بأبيدجان.
الندوة الدولية حول حوار الأديان في موضوع: الرسالة الخالدة للأديان – 23 و24 و25 فبراير 2022م بأبيدجان.

 

تحت عنوان: “الرسالة الخالدة للأديان” ينظم المجلس الأعلى للأئمة والمساجد والشؤون الإسلامية بجمهورية كوت ديفوار بشراكة مع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ندوة علمية دولية بأبيدجان، وذلك أيام 21 و22 و23 رجب 1443 هـ الموافق لـ 23 و24 و25 فبراير 2022 م، يؤطر محاورها نخبة من العلماء والباحثين وأهل الاختصاص من 34 بلدا إفريقيا ونظرائهم من المملكة المغربية.

يأتي هذا اللقاء العلمي حول حوار الأديان في إطار أنشطة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة العلمية التي تسعى من خلالها مد جسور التعاون مع كل الهيئات الدينية في القارة الإفريقية من أجل إشاعة الفكر الديني المتنور وترسيخ قيم السلم والعيش المشترك وجعلها في خدمة الأمن والاستقرار والتنمية بربوع إفريقيا.

ويعد انعقاد هذا اللقاء على أرض كوت ديفوار تجسيدا لمتانة وقوة العلاقات التاريخية والروحية والأخوية التي تربط المملكة المغربية بجمهورية كوت ديفوار، كما أن موضوع هذه الندوة العلمية الدولية حول الحوار بين الأديان ينسجم مع الرؤية الإفريقية السديدة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، رئيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، الذي ما فتئ يشجع جميع مبادرات الحوار والتنمية بأفريقيا.

وتأتي هذه الندوة اليوم في سياق يحتاج فيه المجتمع الإفريقي، وبالخصوص الإيفواري، أكثر من أي وقت مضى إلى إحياء ثقافة السلام، وترسيخ مبادئه وقيمه، وهو التحدي التي واجهته جميع الأديان في المجتمع باعتبارها حاملة ومبشرة برسالتها الخالدة المتمثلة في السلم والسلام.

ورغم أن مجتمعاتنا الأفريقية يجمعها أكثر مما يفرق ويباعد بينها، ورغم أن ثقافاتنا الدينية الأفريقية تنهل من نفس الأساس الأخلاقي الداعي إلى الالتقاء والتعارف والاعتراف بالآخر والتسامح الذي يعد فضيلة جوهرية في جميع التقاليد لما يعبر فيه عن احترام للآخر وتقبله التام، فإن انتشار فكر التطرف وثقافة الإقصاء وادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة والحل الأوحد لكل التحديات التي تواجهها القارة – فكل هذا- يدخل القارة في مشاكل هي في غنى عنها، ويعيق تحقيق التنمية المنشودة والاستقرار المطلوب.

وإذا كانت الأديان تقدم رسالة خالدة تتمثل في السلام، فإن هذه الرسالة لا تكتمل إلا بإشاعة ثقافة الحوار والتعاون، فالحضارات في تطورها وتقدمها اغتنت دائما عن طريق الحوار، حيث اكتسبت من خلال اللقاء مع الثقافات الأخرى، معارف جديدة وفهما جديدا للعالم. وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا في بيئة يسودها السلم والسلام.

إن هذه الندوة الدولية تشكل – لا محالة -ملتقى كبيرا يجمع باحثين وخبراء مسلمين ومسيحيين من مختلف البلدان الإفريقية. وسيشارك في أشغالها بالإضافة إلى أزيد من ستمائة مشارك من بينهم قيادات وشخصيات دينية وازنة، رؤساء وأعضاء فروع المؤسسة الأربع والثلاثين.

وعلى مدار ثلاثة أيام، ستحاول الندوة الإجابة على مجموعة من التساؤلات، وتسليط الضوء على قضايا شائكة تتعلق بسبل إشاعة ثقافة السلم والسلام وذلك من خلال خمسة محاور وهي:

  • المحور الأول: الأسرة والمدرسة.
  • المحور الثاني: المجتمع المدني الإيفواري والإفريقي.
  • المحور الثالث: تكوين الأطر الدينية وتحسيسها.
  • المحور الرابع: الأديان والتواصل والوعظ.
  • المحور الخامس: السلطات العمومية والفاعلون الدينيون في مواجهة ظاهرة التطرف الديني العنيف.

 المحور الأول: الأسرة والمدرسة

يناقش المحور الأول الدور الذي يمكن أن تضطلع به التربية الأسرية في بناء الهوية الدينية المنشودة القادرة على الانفتاح على الآخر وتقبله، وذلك باعتبار الأسرة هي النواة الأساس التي تتشكل في إطارها المواطَنة ويتكون المعتقد، والهوية الأولية، وصورة الآخر، خصوصا في الجانب الديني منها. كما يسلط المحور الضوء أيضا على دور المدرسة والمدرسين والبرامج التعليمية في إبراز العيش المشترك لمجتمع منفتح متعدد الأديان.

المحور الثاني: المجتمع المدني الإيفواري والإفريقي

يعالج المحور الثاني من الندوة قدرة المجتمع المدني الإيفواري والإفريقي على صيانة التماسك بين مختلف الأديان والمعتقدات بهدف تشكيل تحالفات متينة وبرامج ضامنة للسلم الاجتماعي، وهو ما يفرضه التعدد الديني والثقافي في المجتمعات الإفريقية.

المحور الثالث: تكوين الأطر الدينية

إن الحقل الديني، في الكوت ديفوار، كما في كل البلدان الإفريقية يتسم بتعددية غنية تفضي حتما إلى تعدد المؤطرين والفاعلين في هذا المجال، وهو ما يستدعي التحاور والعمل سويا من أجل تجاوز الانتماءات والإنزواءات السلبية. من هذا المنطلق سيعالج المحور الثالث من الندوة قضية تكوين الأطر الدينية عبر سؤال: أي تكوين نريده للفاعلين والمؤطرين الدينيين في المجتمعات الإفريقية؟

المحور الرابع: الأديان والتواصل والوعظ

ويناقش المحور الرابع دور الإعلام الديني بمختلف توجهاته ومشاربه في تعزيز قيم الحوار، وإشاعة ثقافة السلم وتقبل الآخر، كما يسائل قدرته في صياغة وإعداد ونشر مادة إعلامية تحث على التسامح والتضامن والعيش المشترك.

المحور الخامس: السلطات العمومية والفاعلون الدينيون في مواجهة ظاهرة التطرف الديني العنيف

وفي المحور الأخير سيناقش المتدخلون أسباب ونتائج ظاهرة انتشار التطرف الديني الذي يتبنى العنف في التعبير عن وجوده الظاهرة: الأسباب والنتائج، ووجهات نظر الفاعلين الدينيين المسلمين والمسيحيين حول المشكلة من أجل تقريب الرؤى حول الحلول الناجعة للحد من انتشار الظاهرة.

وعلى هامش أشغال هده الندوة، ستنظم المؤسسة الأم تأبينا رسميًا للمرحومين شيخ الأئمة أبو بكر فوفانا وشيخ الأئمة مامادو تراوري رحمهما الله، الرئيسين السابقين للمجلس الأعلى للأئمة والمساجد والشؤون الإسلامية بكوت ديفوار (COSIM) وكذا فرع المؤسسة بذات البلد. هذا فضلا عن تقديم التفاتة تكريمية لفائدة الأئمة الإيفواريين المنضوين تحت المجلس الأعلى للأئمة والمساجد والشؤون الإسلامية (COSIM).

الرسالة الخالدة للأديان

 

 

كلمات مفتاحية :