اختتام إقصائيات الدورة الثانية من مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في الحديث النبوي الشريف على مستوى فروع المؤسسة الثمانية والأربعين بإجراء آخرها في إثيوبيا

أسدلت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة الستار على الإقصائيات الخاصة بالدورة الثانية من مسابقة المؤسسة في الحديث النبوي الشريف، بتنظيم آخر محطة منها في جمهورية إثيوبيا، بعد مسار امتد على مدى شهر ونصف شمل ثمانية وأربعين بلدا إفريقيا تمثل فروع المؤسسة المنتشرة في مختلف أنحاء القارة.
شهدت إقصائيات هذه الدورة مشاركة متميزة لأكثر من ألف ومئتي (1200) طالب وطالبة، من بينهم ما يقارب ثلاثمئة (300) طالبة، يمثلون مختلف المؤسسات والمعاهد الدينية والمدارس القرآنية بمختلف البلدان الإفريقية. كما عرفت انخراطا واسعا للزوايا والخلوات والمجالس الإسلامية العليا في التعريف بالمسابقة وتشجيع المشاركة فيها، وذلك في أجواء من التنافس العلمي الشريف، خدمة للحديث النبوي الشريف وصونا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتوزعت هذه المسابقة العلمية على ثلاثة أصناف من الحفظ والفهم والفقه تم اعتمادها من خلال دليل علمي موحد أعدته الأمانة العامة للمؤسسة، يتضمن مائة حديث نبوي شريف منتقاة بعناية، تهدف إلى تمكين الشباب الإفريقي من حفظ الحديث وضبط مفرداته وفهم معانيه ومقاصده، وفق منهجية علمية تراعي مقاصد السنة وروحها الأصيلة.
وقد شكل هذا الدليل العلمي المرجع الأساس الذي وحد عمل لجان التحكيم في جميع الفروع، وساهم في ترسيخ الطابع العلمي للمسابقة.
وبإشراف من الأمانة العامة للمؤسسة، تولت فروع المؤسسة في مختلف البلدان الإفريقية تنظيم المنافسات والإشراف على لجان التحكيم وتأطير المشاركين محليا، في تجسيد واضح للحضور الميداني الفعال للمؤسسة داخل القارة. وقد أبانت الفروع عن كفاءة تنظيمية عالية وقدرة تنسيقية متميزة جعلت من المسابقة حدثا علميا ووطنيا في كل بلد. كما حظيت هذه الإقصائيات في جميع الفروع بدعم وتسهيلات من السلطات المحلية والإدارية التي ساهمت في توفير الظروف الملائمة لتنظيمها ونجاحها، وهو ما يعكس أجواء الاحترام والتقدير التي تحظى بها المؤسسة ومبادراتها في القارة الإفريقية.
واكب تنظيم هذه الإقصائيات تواصل يومي ومستمر بين فروع المؤسسة والأمانة العامة للمؤسسة، سواء على المستوى العلمي من خلال اللجنة العلمية للمسابقة التي تشرف على الجوانب التأطيرية والتحكيمية، أو على المستوى التقني والإعلامي عبر الفريق الإعلامي والتقني للمؤسسة الذي سهر على دعم الفروع ومواكبة ترتيباتها التنظيمية والتواصلية. وقد أسهم هذا التواصل الدائم في توحيد المعايير العلمية والتنظيمية والإعلامية وضمان السير الجيد للمسابقة بما يعكس روح التنسيق والتعاون التي تميز عمل المؤسسة في القارة الإفريقية.
كما شهدت تصفيات هذه الدورة الثانية حضورا ميدانيا لوفود مركزية من المؤسسة ضمت علماء وخبراء وإعلاميين، قاموا بتأطير الفروع ومواكبة أطوار الإقصائيات في عدد من البلدان، في إطار الرؤية المتميزة للمؤسسة القائمة على المساندة والمواكبة وترسيخ ثقافة التعاون والتكامل بين فروع المؤسسة.
ومن جانب آخر، شهدت هذه الإقصائيات تغطية إعلامية مكثفة عبر القنوات الوطنية والإذاعات المحلية والمنصات الرقمية، التي أبرزت جهود المؤسسة في العناية بالحديث النبوي الشريف والتعريف برسالتها في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال ونشر قيم الاعتزاز بالهوية الإسلامية الجامعة.
هكذا، وبينما يستعد 125 فائزا وفائزة (35 من الإناث) لخوض غمار النهائيات المرتقبة مطلع شهر نونبر المقبل بعاصمة المملكة الشريفة الرباط، تواصل مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وقد اشتد عودها واستوى عطاؤها، مسيرتها المضيئة بخطى واثقة نحو محطة جديدة من محطات إشعاعها في خدمة القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.