يهدف مشروع الاحتفاء بذكرى مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أعدته مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة برسم سنة 2026م، إلى إحياء هذه الذكرى بوصفها مناسبة دينية وروحية وحضارية ذات بعد استراتيجي، تستحضر النموذج النبوي في ترسيخ القيم، وبناء الإنسان، وتعزيز الأمن الروحي في المجتمعات الإفريقية، وذلك استجابة للتوجيهات الملكية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

ويرتكز المشروع على برنامج علمي وروحي وثقافي متكامل ينفذ عبر فروع المؤسسة في 48 بلدا إفريقيا، ويترجم مضامين الرسالة الملكية إلى مبادرات عملية، تشمل تنظيم دروس ومحاضرات وندوات علمية حول السيرة النبوية ومقاصدها، وعقد ندوة علمية دولية حول عناية إمارة المؤمنين بالسنة والسيرة النبوية وامتدادها الإفريقي، إضافة إلى إطلاق مبادرات تعريفية وإعلامية متعددة اللغات تبرز جهود إمارة المؤمنين في صيانة كليات الدين وترسيخ العقيدة الأشعرية والتصوف السني.

كما يتضمن المشروع إعداد مؤلف جماعي يوثق جهود ملوك الدولة العلوية في خدمة الحديث النبوي، وتنظيم ندوات علمية حول التزكية والتصوف في إفريقيا، وإقامة مجالس إفريقية للمديح والسماع وصيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، بما يعكس وحدة الوجدان الروحي المغربي الإفريقي. ويشمل كذلك ترجمة كتابي الشفا ودلائل الخيرات إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وتنظيم معرض إفريقي لمخطوطات السيرة والشمائل النبوية، إلى جانب توجيه عامة الناس لإقامة مجالس الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المناسبات الدينية الكبرى.

ويبرز المشروع في مجمله الدور الريادي للمملكة المغربية، تحت قيادة أمير المؤمنين، صاحب الجلالة، الملك محمد السادس، حفظه الله، في إشعاع النموذج الإسلامي المعتدل، وتعزيز روابط الأخوة الروحية والعلمية بين المغرب وعمقه الإفريقي، وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال والسلم والتعايش المستمدة من السيرة النبوية الشريفة.