يندرج مشروع الندوات العلمية والدورات التواصلية ضمن البرامج الاستراتيجية لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، الهادفة إلى ترسيخ التواصل العلمي والروحي بين علماء المغرب ونظرائهم في مختلف البلدان الإفريقية، استنادا إلى التوجيهات السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة، الملك محمد السادس، نصره الله، ولا سيما الرسالة المولوية الموجهة إلى ندوة «ضوابط الفتوى الشرعية في السياق الإفريقي» المنعقدة بمراكش سنة 2023م.

ويرتكز المشروع أساسا على تنظيم ندوة علمية دولية في موضوع: “إمارة المؤمنين ورعايتها للتواصل العلمي بين علماء المغرب وباقي البلدان الإفريقية”، تروم إبراز مفهوم التواصل العلمي وأهميته، وتتبع تطوره التاريخي ومسالكه المختلفة، ورصد حواضنه المؤسساتية والعلمية، مع تسليط الضوء على الدور المحوري لإمارة المؤمنين في رعاية العلم والعلماء وتعزيز أواصر التواصل بينهم، خاصة في ظل التحولات الرقمية المعاصرة.

كما يتضمن المشروع الدورة العلمية التواصلية الخامسة، المخصصة لموضوع: “التصوف السني وتجلياته في تحقيق الأمن الروحي والرقي بالسلوك الإنساني في السياق الإفريقي”، والتي تهدف إلى بيان حقيقة التصوف السني وضوابطه الشرعية، وإبراز دوره في تزكية النفوس وترسيخ القيم الأخلاقية وتحقيق الأمن الروحي داخل المجتمعات الإفريقية، مع التأكيد على العناية المولوية بالثوابت الدينية وبالطرق الصوفية المعتدلة باعتبارها رافعة للتوازن الروحي والاجتماعي.

ويبرز الملف كذلك جهود مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في تيسير آليات التواصل العلمي عبر الندوات والدورات والمسابقات والمنشورات والمنصات الرقمية، مع استشراف آفاق تطوير هذه الآليات بما يخدم وحدة المرجعية الدينية، ويعزز التعاون العلمي، ويقوي الأمن الروحي في القارة الإفريقية، في انسجام تام مع مقاصد إمارة المؤمنين وثوابت الإسلام السني المعتدل.