خطة تسديد التبليغ : نحو ترسيخ الحياة الطيبة وربط الإيمان بالسلوك

خطة تسديد التبليغ : نحو ترسيخ الحياة الطيبة وربط الإيمان بالسلوك

خطة تسديد التبليغ: نحو ترسيخ الحياة الطيبة وربط الإيمان بالسلوك
خطة تسديد التبليغ: نحو ترسيخ الحياة الطيبة وربط الإيمان بالسلوك

تندرج خطة تسديد التبليغ ضمن مقاربة علمية وعملية شاملة، انطلق العمل بها بتنسيق بين المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وبشراكة مع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وتهدف إلى معالجة التراجع القيمي والأخلاقي الذي تعرفه المجتمعات الإنسانية عموما، والمجتمعات المسلمة على وجه الخصوص، من خلال إعادة ربط الإيمان بالعمل الصالح، والعبادات بالسلوك القويم.

وترتكز الخطة على تشخيص واقعي يرصد اتساع الفجوة بين القيم الدينية كما يبشر بها الإسلام، وبين الممارسات والسلوكات الفردية والجماعية، وهو ما استدعى إطلاق تدخل تخليقي يعيد الاعتبار لقيم الفطرة، ويؤسس لحياة إنسانية متوازنة ومستقيمة.

وقد اتخذت الخطة شعار «الحياة الطيبة»، استنادا إلى النص القرآني الذي يربط بوضوح بين الإيمان والعمل الصالح باعتبارهما شرطين أساسين لتحقيق هذه الحياة: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

وتنطلق الخطة من مرجعية قرآنية ونبوية تؤكد أن الإيمان الحق يثمر بالضرورة سلوكا صالحا، وأن الخلل في الممارسة السلوكية دليل على خلل في الأصل الإيماني.

كما تؤكد الخطة على أن العبادات ليست غايات شكلية، بل وسائل تربوية تهدف إلى تزكية النفوس وتقويم السلوك، وأن عدم انعكاس آثار الصلاة أو الصيام أو غيرهما من العبادات على السلوك اليومي يستوجب المراجعة والتقويم.

وتقوم خطة تسديد التبليغعلى تصور شمولي للتدين، يعتبر الإنسان متعبدا لله تعالى في جميع مجالات حياته، داخل المسجد وخارجه، في عمله وتجارته وتعليمه وإدارته، بما يجعل القيم الأخلاقية حاضرة في الفضاءين الخاص والعام، ويؤسس لعلاقة متوازنة بين الدين والحياة.

كما تبرز الخطة الدور المحوري لأخلاق الدين في تحقيق التنمية الشاملة، من خلال ترسيخ قيم الصدق والإتقان والوفاء والإحسان والتعاون، وربطها بالنهوض بالقطاعات الحيوية كالتربية والصحة والاقتصاد والأمن والقضاء والبيئة، مع التأكيد على أن مقاصد الدين حاضرة في صلب هذه القطاعات.

ومن أهم مستجدات الخطة اعتماد منهجية قياس الأثر، عبر مؤشرات دقيقة ترصد نتائج التدخل الدعوي والتربوي على مستوى التدين، والسلوك الاجتماعي، والصحة، والجريمة، والأسرة، والتنمية، وذلك من خلال مناطق تجريبية يتم تتبع تطورها قبل التدخل وبعده.

وتعتمد الخطة نمطين متكاملين من التدخل:

تدخل مركزي تأطيري يعتمد الخطب والدروس والمواعظ والندوات، وتدخل ميداني عملي قائم على التواصل المباشر مع الفاعلين والشركاء. وهما عملان متوازيان: أحدهما تنظيري، والثاني عملي.

وقد أنجزت في إطار الخطة مواد مرجعية أساسية، من بينها دليل خطة تسديد التبليغ، وكتاب «الدين للحياة»، إضافة إلى خطب جمعة موضوعاتية قيد الطبع، مع قابلية هذه المواد للتعميم والترجمة والتكييف وفق الخصوصيات الثقافية والاجتماعية للبلدان الإفريقية.

وتخلص الخطة إلى التأكيد على أن الإسلام دين للحياة قبل أن يكون دينا للآخرة، وأن تحقيق الحياة الطيبة مقصد أساسي من مقاصده، بما يجعل هذه الخطة مشروعا قابلا للتنزيل في مختلف السياقات الإفريقية، في إطار تنسيق مؤسسي وتعاون مشترك.

كلمات مفتاحية : ,