الـطـريـقـة الـجـزولـيـة

الـطـريـقـة الـجـزولـيـة

الـطـريـقـة الـجـزولـيـة
الـطـريـقـة الـجـزولـيـة

نسبة إلى الشيخ مَحمد ابن سليمان الجزولي(ت. 870/1460)، الذي يتصل بأبي الحسن الشاذلي من طريق محمد أمغار، فسعيد الهرتناني، فعبد الرحمن الركَراكَي، فأحمد عنوس البدوي، فأحمد القرافي، فمحمد المغربي.

ترتكز الطريقة الجزولية على مباديء رئيسة يمكن حصرها فيما يلي:

ـ الدعوة إلى التوحيد على وفق مذهب أهل السنة والجماعة، مع الربط بين الإيمان بالله ومعرفته، “فمن عرف الله آمن به”. ومن ثم فبعبادة الله والإخلاص إليه يتم الترقي في مدارج الطريق.

ـ المعرفة الصوفية: وهي حدسية، تتميز بقوة اليقين، وكشف الحجاب، ومحو الشكوك والأوهام.. وميزت الجزولية بين علمي الظاهر والباطن. كما ميزت بين الإسلام والإيمان والإحسان.

ـ الإسلام والإيمان:. فكما للإسلام أركان معروفة، فإن للإيمان دعائم وشروطا وحقيقة ومراتب.

فدعائمه تتلخص في النظر؛ وشروطه في التقوى والعلم والإخلاص واليقين، واستواء الظاهر والباطن؛ ومراتبه أربع. ولكل مرتبة قواعد. علاوة على أن للإيمان أربعة أصول، وهي الصبر والشكر والرضى والتوكل.

وتلح الجزولية على ضرورة شيخ التلقين؛ إذ من شرط التائب أن يقتدي بشيخ عالم بالظاهر والباطن. والتوبة نتيجة لذلك شرط للمريد الراغب في سلوك الطريق. ومن ثم دأب شيخ الجزولية على قص بعض شعر التائب إعلانا لتوبته. هذا إلى جانب الزهد والمجاهدة. وينبغي للمريد تعاطي العلوم التي تعرفه بربه ودينه، وتحسن بسلوكه. أي الجمع بين علمي الظاهر والباطن، أو بين الشريعة والحقيقة.

وقد وضع الجزولي آدابا للمريد إزاء شيخه، أصبحت فيما بعد بمثابة قانون لمن رغب في الانخراط في سلك الطريقة الجزولية. ومما تحث عليه الجزولية أيضا آداب المجالسة والمخاطبة، والتزام الصدق، والمداومة على ذكر الله والصلاة على رسوله. والذكر هو الوسيلة التي تساعد المريد على الترقي في مقامات التصوف. وتنحصر أوراد الجزولية في الهيللة والحوقلة والاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالصيغ التي دونها الجزولي في دلائل الخيرات.

ومن أشهر أقطاب الجزولية بعد سيدي ابن سليمان، عبد العزيز التباع وعبد الله الغزواني وعبد الكريم الفلاح وعبد الرحمن الفاسي. وتتصل معظم الطرق الصوفية التي تأسست فيما بعد بالجزولية.