التواصل الرقمي والإصدارات العلمية: رافعتان لتعزيز الإشعاع العلمي للمؤسسة

تندرج مشاريع التواصل الرقمي والإصدارات العلمية لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ضمن رؤيتها الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز الإشعاع العلمي والديني للمؤسسة داخل القارة الإفريقية، وترسيخ الثوابت الدينية المشتركة، ونشر قيم الوسطية والاعتدال، وذلك انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى خدمة الدين والمعرفة وبناء الإنسان الإفريقي على أسس علمية وروحية راسخة.
وفي هذا الإطار، تولي المؤسسة عناية خاصة للنشر العلمي باعتباره رافعة أساسية للتنمية المعرفية، حيث تعمل على تثمين الإنتاج العلمي لعلمائها وخبرائها من خلال نشر أعمال الندوات العلمية المنظمة مركزيا وعلى مستوى الفروع، في صيغ أكاديمية محكمة تراعي معايير الجودة والتحكيم العلمي. كما يشمل هذا التوجه نشر الأبحاث المتميزة المشاركة في جائزة المؤسسة في الثوابت الدينية المشتركة، إلى جانب إصدار مؤلفات جماعية ودراسات متخصصة تعالج قضايا التراث الإسلامي الإفريقي، والقيم الروحية، والأمن الروحي، بما يعزز مكانة المؤسسة كمرجع علمي موثوق.
وبموازاة ذلك، تضطلع مشاريع التواصل الرقمي بدور محوري في دعم رسالة المؤسسة، من خلال تطوير القناة الرقمية Web TV كمنصة إعلامية علمية تهدف إلى توحيد كلمة العلماء الأفارقة، وتقديم خطاب ديني وسطي معتدل يراعي الخصوصيات الثقافية والاجتماعية للقارة. وتسعى القناة إلى تبسيط المعرفة الشرعية، وتعزيز الوعي الديني الرشيد، ومواجهة مظاهر التطرف والانحراف، عبر برامج تعليمية وتربوية وحوارية موجهة لمختلف فئات المجتمع، مع اعتماد تجهيزات تقنية حديثة تضمن جودة المحتوى والإنتاج.
كما يشكل الموقع الإلكتروني للمؤسسة ومنصاتها على شبكات التواصل الاجتماعي ركيزة أساسية في استراتيجية التواصل، حيث يتم العمل على تطويره ليكون فضاء تفاعليا للتعريف برسالة المؤسسة وأنشطتها وبرامجها، ومنصة لتبادل الخبرات العلمية بين العلماء الأفارقة. ويهدف هذا التطوير إلى الرفع من جودة المحتوى العلمي المنشور، وتعزيز التعدد اللغوي، وتحسين الجوانب التقنية المرتبطة بسهولة الولوج والأمن المعلوماتي، مع ضمان حضور رقمي منتظم وفعال يعكس حركية المؤسسة داخل القارة وخارجها.
ويبرز هذا البرنامج الدور الأساسي لفروع المؤسسة في إنجاح مشاريع التواصل والنشر، من خلال المساهمة في إنتاج محتوى علمي وإعلامي يعكس الواقع الديني المحلي، وتوثيق الأنشطة والمبادرات، والتفاعل المستمر مع الفريق التقني المركزي، بما يضمن وحدة الخطاب وتكامل الجهود. كما يؤكد على ضرورة الالتزام بالمعايير المهنية في التحرير والنشر والتصوير، قصد تقديم صورة مؤسساتية موحدة تعكس مكانة المؤسسة ورسالتها.