خصائص المذهب المالكي

خصائص المذهب المالكي

خصائص المذهب المالكي
خصائص المذهب المالكي

ساهمت خصائص المذهب المالكي الفذة في الاختيار المذهبي للمغاربة منذ وقت طويل، وعرف المغرب بوفائه لمذهب الإمام مالك رحمه الله تعالى، وفاء جعله يعد اختياره لهذا المذهب ثابتا من ثوابته الدينية التي حظيت بإجماع الأمة عليها منذ دولة الأدارسة؛ فصار الالتزام به عهدا يتوارثه الأبناء عن الآباء والأجداد علماء وعامة.

وبناء عليه أصبح المذهب المالكي الاختيار التاريخي للمغاربة؛ لأنه يعد من ثوابت المغرب التي قام عليها وجوده الإسلامي، واستقرت عليها ثقافته الدينية، وهو مذهب سني قائم بين النقل ورعاية المصالح، غني بأصوله وقواعده، راسخ بمدارسه ورجاله، عميق باجتهاده وآرائه وفتاويه، وقد اختاره المغاربة لخصائصه الفذة، ورسوخ إمامه في الفقه والورع، وأنه إمام دار الهجرة ووارث علم أهل المدينة.

خصائص المذهب المالكي

يتميز المذهب المالكي بخصائص ومميزات تجعله قادرا على استيعاب التطورات ومواكبة المستجدات في مختلف مناحي الحياة ومجالاتها. ومن أبرز هذه الخصائص والمميزات:

  • السعة والمرونة: فالفقه المالكي واسع بأصوله التي تصل إلى حوالي العشرين أصلا، وقواعده التي تفوق الألف كما قال القرافي والمقري وغيرهما؛ فهو صالح لكل زمان ومكان، مرن بمنهج تنزيل فروعه على مواقعه.
  • التوسط والاعتدال: فالفقه المالكي مبني في أصوله وأحكامه على الاعتدال والأخذ بالوسط، من غير إفراط ولا تفريط، بل ما يقتضي من الأحكام الاحتياط لعظيم حرمته بناه على الاحتياط كالعبادات والمناكحات والدماء، وما يقتضي التخفيف بناه على التخفيف كالمعاملات وأحكام العبادات.
  • الواقعية: المعروف عن الإمام مالك رحمه الله أنه ما كان يفتي إلا فيما هو واقع من النوازل والحوادث، فانطبع الفقه المالكي بالواقعية، وربط أحكامه بواقع الناس ومشاكلهم وشؤون حياتهم، وصرف النظر عن الافتراضات والتخيلات؛ لذلك فهو مذهب عملي يعنى بالصور الواقعة لا المفترضة البعيدة.
  • المزاوجة بين الأثر والرأي: يتميز المذهب المالكي بجمعه بين المنقول والمعقول، وجمع النص والرواية (الموطأ) مع الاستنباط والدراية (المدونة).
  • كثرة قواعده: يتميز المذهب المالكي بكثرة قواعده الفقهية، وإحكام صياغتها، وقد جمع المقري في كتابه “القواعد” أزيد من ألف ومائتي قاعدة.
  • سعة أصوله وعمقه: يقوم الفقه المالكي على أصول اعتمدها مالك رحمه الله في استنباطه واجتهاده، وهناك من أوصلها إلى العشرين أصلا، منها المشترك بين المذاهب الأخرى، ومنها ما اشتهر مالك بكثرة إعماله لها وتعويله عليها، وهي أصول واسعة عميقة يستطيع الفقهاء بواسطتها أن يستوعبوا التطورات والمستجدات في مختلف مجالات الحياة.
  • كثرة مدارسه وتنوعها وتكاملها: تأسس المذهب المالكي في المدينة المنورة، فكانت هذه هي المدرسة الأم، ثم تفرعت عنها مدارس بمصر والعراق والقيروان والمغرب والأندلس. وقد تميزت كل مدرسة منها بمنهج خاص يعكس خصوصية بلد التوطين على مستوى الأعراف والعادات وطرائق الاستنباط؛ فتميزت المدرسة العراقية بميلها إلى الرأي، والمدرسة المصرية باستنادها إلى سماعات مالك؛ لذلك كانت تقدم الأخيرة عند التعارض على المدرسة الأولى. ونظرا لعناية المدرسة المغربية بالرواية عن مالك مباشرة من خلال الرحلات العلمية المتعددة فقد تبوأت المكانة المرموقة ضمن باقي المدارس حيث تقدم على غيرها عند التعارض.
كلمات مفتاحية : , , ,