إمارة المؤمنيـن أمانة ديـنية وأمن روحي

إمارة المؤمنيـن أمانة ديـنية وأمن روحي

مداخلة بعنوان “إمارة المؤمنين أمانة دينية وأمن روحي” للأستاذ الحاج عبد الكريم جوباتي رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بغينيا كوناكري خلال الدورة التواصلية الثانية للمؤسسة في موضوع: «الثوابت الدينية في إفريقيا: الواقع والآفاق» المنعقدة أيام 6 و7 و8 رمضان 1439ه الموافق ل 22 و23 و24 ماي 2018م بالرباط.

الحاج عبد الكريم جوباتي رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بغينيا كوناكري
الحاج عبد الكريم جوباتي رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بغينيا كوناكري

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

فمعالجة هذا البحث تدور حول ثلاثة محاور:

  • المحور الأول: مفهوم الإمارة.
  • المحور الثاني: تعريف الأمانة الدينية.
  • المحور الثالث: معنى الأمن الروحي.

المحور الأول: مفهوم الإمارة

الإمارة في اللغة هي: الإمرة، والإمارة هي الولاية بكسر الهمزة، يقال: «أمر» على القوم «يأمر»، فهو أمير، والجمع «الأمراء»[1]. والمقصود من مصطلح «إمارة أمير المؤمنين» في شريعة الإسلام، ه و: أن الإمام، والخليفة، والأمير، ألفاظ مترادفة، وكلها إذا أطلقت على شخص قصد بها خليفة المسلمين وحاكمهم، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: «يجوز أن يقال للإمام: الخليفة، والإمام، وأمير المؤمنين»[2].

والفرق بين الإمامة العظمى والصغرى أن الإمامة الصغرى مزاولة إمامة الصلوات الخمس والجمع والأعياد وغيرها نيابة عن الإمام الأعظم وتحت إمرته.

المحور الثاني: تعريف الأمانة الدينية

«الأمانة» في اللغة من «أمِن» بالكسر «أمانة» فهو «أمين»، والجمع «أمانات»، والأصل أن يستعمل في سكون القلب «أمن» البلد اطمأن به بلده، فهو «آمن»[3].

فالأمانة الدينية بهذا المصطلح خلق نبيل، وصفة عظيمة، وقيمة دينية متميزة، وهي واجبة في حق الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ كان متصفا به ا قولا وعملا، وهي متعددة الجوانب، بحيث يكون التزام المؤمن بها وحرصه عليها من أكبر الدلائل على صدق العقيدة، وكمال الإيمان.

والأمانة كذلك وثيقة الصلة بالأمن والإيمان، وقد تميز النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في شبابه بهذه الصفة حتى عرف في قومه «بالأمين».

وتتسع آفاق الأمانة لتشمل التكليف بالعبادات والمعاملات، والسلوك، بمعنى أن الأمانة تشمل علاق ة المؤمن بربه، وبنفسه، وبوالديه، وبزوجته وأولاده، وأقربائه، وذوي رحمه، وجيران ه، وإخوانه، وأصدقائه، ومجتمعه، وبمعنى أوسع دلالة؛ أي: الأمانة مع الإنسان ومع الكون والحياة.

فالأمانة بهذا المعنى مسؤولية دينية إنسانية كونية حياتية وهي أثقل الأحم ال التي عرضها الله جل جلاله على السماوات والأرض والجب ال﴿فَأبَيْنَ أنْ يحْمِلنَْهَا وَأشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلهَا الِنسَانُ إِنهَّ كاَنَ ظَلوُمًا جَهُولًا[4].

المحور الثالث: معنى الأمن الروحي

الأمن مطلب كل كائن في هذا الوجود، والأمن الروحي يعتبر من أكبر مهام إمارة المؤمنين، وهو من ضرورات الدين ومرتكزاته الأساسية، الذي يربط بين الراعي والرعية، لإقامة مظاهر الشريعة، وتثبيت الأمن بجميع مستوياته، فبدون الأمن الروحي لا يقوم للأمن الغذائي، أو الفكري، أو العسكري، أو غيرها قيام.

لأجل ذلك يثبت في حق أمير المؤمنين بمقتضى إلزامية البيعة الشرعية الالتزام بما هو منوط بتحقيق الأمن الروحي من الطوع والانقياد للأحكام التي يأمر بها لقول ه عليه الصلاة والسلام: «آمركم بخمس، الله أمرني بهن: السمع، والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإن من فارق الجماعة قيد شبر، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع»[5].

وبالنظر إلى هذه المحاور الثلاث ة نجد أنها جميعا متناسقة، ومتداخلة ومتآخية وآخذة عجز بعضها بعضا، ومنصبة جميعها في بوتقة واحدة؛ ألا وهي الشريعة، والعقيدة، والسلوك، التي يحفظها أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين، وناشر الأمن والأمان والأمانة في ربوع أفريقيا، وسنده في هذه المسيرة المباركة هو الله تبارك وتعالى، ثم انطلاقاته الميمونة من أبعاد التشريع والعقيدة والسلوك.

فالشريعة الإسلامية صانت حقوق غير المسلمين، فلا يصيبهم من المسلمين هضم ولا ظلم ولا اعتداء كما هو مشاهد في إمارة أمير المؤمنين، محمد السادس نصره الله، يقول تعالى:﴿ لَّا يَنْه۪يٰكُمُ اُ۬للَّهُ عَنِ اِ۬لذِينَ لَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ فِے اِ۬لدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيٰ۪رِكُمُۥٓ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓاْ إِلَيْهِمُۥٓۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ يُحِبُّ اُ۬لْمُقْسِطِينَۖ ﴾[6].

الشريعة الإسلامية خالدة باقية، فعلاقة إمارة أمير المؤمنين بالشريعة الإسلامية السمحة، علاقة ضاربة جذورها في تاريخ الآباء والأجداد وتستمر آثارها إلى يوم الناس هذا، فلولا التطبيق العملي لهذه الشريعة في ربوع المملكة لمحيت هذه الآثار واندثرت، لكنها ما زالت ولا تزال تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ،حيث تستمر تحقق للمغرب نعماً تتم بها نظام الدنيا وتصلح عليها نظام الدين.

أهمية إمارة المؤمنين

لا شك أن إمارة المؤمنين تكتسي أهمية عظيمة في حياة الأمة، فبالإمارة تستقيم أمور المسلمين، ويستتب الأمن ويسود الاستقرار في البلد، كما أن لأمير المؤمنين دوراً في متابعة تطبيق شرع الله تعالى وأحكامه، ورعاية مصالح الأمة وصون الثوابت، وغير ذلك من المهام والواجبات الجسام، وقد حرص العلماء والدعاة على الدعاء للأمير بالتوفيق والصلاح، لأن في صلاحه خيرًاً للناس وفي ضلاله وغوايته وبالاً على الرعية، وشرًاً مستطيرًاً.

ومما يبرهن على أهمية الإمارة في الإسلام أن الصحابة رضوان الله عليهم، قدموا تنصيب ومبايعة الخليفة على دفن النبي صلى الله عليه وسلم للحيلولة دون قي ام نعرات وخلافات بينهم بعد دفنه.

والحاصل أن الحقوق بين الأمير والأمة متبادلة، ومن حقوق الأمة على الأمير – إجمالا:

  1. حفظ الدين والملة على الأصول التي أجمع عليها سلف الأمة.
  2. حماية بيضة الوطن، والذب عن الحوزة ليأمن الناس في دينهم وأرواحهم، وأعراضهم، وأموالهم، في إقامتهم وسفرهم، في ليلهم ونهارهم، وأسواقهم ومواطن نشاطهم. يعني بذلك حماية مقاصد الشريعة.
  3. تحصين الثغور بالعدة المانعة والقوة الدافعة.
  4. استكفاء الأمناء، وتقليد النصحاء فيما يفوضه إليهم من الأعمال، ويأتمنهم عليه من الأعراض والأموال.
  5. تفقد أحوال الناس، وتصفح شؤونهم بنفسه، للوقوف على ما يضرهم في دينهم ودنياهم لدفعه، وما يصلحهم في دنياهم ودينهم لدعمه.
  6. السهر على إقامة ميزان العدل بين الناس، فالعدل أساس الاستقرار والعمران، والظلم مؤذن بالخراب والتفكك.

ويحق للأمير على الأمة مقابل ذلك ما يلي:

  1. الطاعة له في المنشط والمكره، عسرًاً ويسرًاً، ما لم يأمر بمعصية الله تعالى،إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
  2. تحريم الخروج عن طاعته، والسعي في إثارة الفتنة والبلبلة والتشويش عليه، والتحريض على الخروج عن طاعته على أي حال.
  3. إبراز ما يليق بمقامه من معاني الاحترام والتبجيل لما في توقيره من هيبة للدولة، وتثبيت لأمن الوطن، واستقراره وازدهاره.
  4. الدعاء له بظهر الغيب بالنصر والتأييد والسلام والتوفيق، لما في ذلك من صلاح للأمة والوطن، قال بعض أهل التقوى: من كانت له دعوة متقبلة فليجعلها لإمامه، وسلطان زمانه.

إمارة المؤمنين بالمغرب خاصة وتاريخها العريق

من منن الله تعالى على الأمة عامة، وعلى أفريقيا خاصة، وبغربها بوجه أخص، أن قيض الله للمغرب الإسلامي قادة روادا ثقات صادقين صابرين على الحق ثابتين، لا يحرفهم عنه تيار وارد ولا صادر. واختار سبحانه وتعالى للمغرب نفسه كدولة أسرة شريفة نسباً وخلقاً، تحب الخير للجميع، وتدعو بالحكمة إلى الوحدة والتعاون على البر والتقوى، وذلك منذ الربع الأخير من القرن الهجري الثاني، من عهد المولى إدريس، المؤسس الأول للإمامة العظمى والدولة الإسلامية المستقلة عن المشرق. وحتى الوقت الحاضر؛ عهد أمير المؤمنين الملك محمد السادس، سليل تلك الأسرة الشريفة النبيلة: حسنيون.

فإمارة المؤمنين أمانة دينية بحق كما أن الأمانة من الأمن والأمان، فمن حفظ للإمارة حقها كأمانة حرص على سعادة الأمة فحافظ على حقوقهم بما يضمن لهم أداءها إليهم، وكان ذلك لهم أمنا وطمأنينة فإمارة المؤمنين لذلك أمن روحي، نفسي، اجتماعي.

وإن ما يقوم به أمير المؤمنين، الملك محمد السادس، من نشر الخير وإشاعة العدل والإحسان لدليل على استحقاقه هذا اللقب الشريف، رعاه الله تعالى، وحفظه وسدد خطاه في كل مساعيه ومقاصده، وليست مؤسسته للعلماء الأفارقة إلا شارة من شارات ما يصبو إليه ويسعى لبلوغ مراده.

فإنها مؤسسة أتت في وقتها منقذة لموقف حرج لكثير من الدول الإسلامية لاسيما دول غرب أفريقيا.

فإمارة تقوم على العدل والإحسان كما أمر الله تعالى وتدعو الى الوحدة والتعاون على البر والتقوى، وإلى التسامح والاعتدال، ونبذ العنف والتطرف.. إنما هي إمارة تؤدي أمانة دينية بحق وتوصل إلى أمن واطمئنان روحي، لاسيما أنها تدعو وتلح على التزام ما به تطمئن القلوب: ذكر الله تعالى وما والاه.

ولا سيما أنها تعتبر التصوف السني من أهم الثوابت التي تعنى بها المؤسسة بريادته وقيادته، حفظه الله تعالى، فهو بهذا أمير المؤمنين: ﴿ اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اِ۬للَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اِ۬للَّهِ تَطْمَئِنُّ اُ۬لْقُلُوبُ[7].

ومن كان هذا شأنه أميرًاً للمؤمنين فله عليهم حق السمع والطاعة في المنشط والمكره، كما أمر نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، بناء على أمره سبحانه وتعالى:﴿ يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ اُ۬للَّهَ وَأَطِيعُواْ اُ۬لرَّسُولَ وَأُوْلِے اِ۬لَامْرِ مِنكُمْ ﴾[8].

وهذا مما ينوه مرة أخرى عن شرف مفهوم الإمارة، فأُولوا الأمْر: العلماء والأمراء..

فالأمير له حق الطاعة لإمارته وحق الاقتداء لعلمه: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اَ۬للَّهَ مِنْ عِبَادِهِ اِ۬لْعُلَمَٰٓؤُاْ﴾[9].

مرتكزات الأمن الروحي

ويرتكز الأمن الروحي للمغاربة على مجموعة من العناصر الحسية والمعنوية بهدف التصدي للانحرافات الضالة والمعتقدات الفاسدة، والتأويلات الخاطئة الداعية إلى العنف والقتل وإراقة الدماء بغير حق، نتيجة التطرف والغلو والتشدد بغرض الاتجار بالدين؛ أي: استغلاله لتحقيق نزوات شيطانية ،تهدف إلى تخريب المجتمع.

وقد تسلح المغرب بمذهب فقهي يعمل بعمل أهل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وطرق صوفية للتربية السلوكية وتزكية النفوس، ترسيخاً لقيم المحبة والتسامح وحسن الخلق الذي بعث به نبي الرحمة: «إنّما بُعِثْتُ لأُتمِّمَ صَالِحَ الأخَْلاَق»[10]. فحرص على ذلك أسباطه الذين تعاقبوا على حكم المملكة المغربية، مما جعل المغاربة يتشبثون بإمارة المؤمنين الضامنة لوحدتهم الدينية، والساهرة على أمنهم الروحي من كل خطر يهدده:

«وَكُلُّهُم مِن رَسُول الله مُلتَمِسٌ       غَرْفاً من البَحْر أو رَشْفاً من الدِّيَمِ»[11]

فالصفاء الصوفي الذي اعتمدته إمارة المؤمنين المغربية كأحد ثوابتها يدعو إلى المحبة والتسامح وإلى تجنب الفتن؛ أي الصفاء الناتج عن الصوفية السني ة الصادقة الساعية لبلوغ مقام الإحسان.

والخلاصة أن ما كان لله دام واتصل. ومغرب اليوم، في النصف الأول من القرن الهجري الخامس عشر، والربع الأول من القرن الميلادي الواحد والعشرين، يقود خطاه غصن من هذه الشجرة المباركة، هو أمير المؤمنين محمد السادس، يقوده على المحجة البيضاء، في أمور دني اه ودينه، في صحوة دينية، ونهضة دنيوية هادئة، وفي وفاء عز نظيره في تنزيل بنود البيعة الشرعية، يرعاها كما رعاها الصالحون المصلحون من أمراء المؤمنين الذين فتح لهم التاريخ صدره ،وخصص لهم مكانا مرموقا بين أحضانه، ولقد جعله طموحه الكبير، يمد عينيه نحو قارته الإفريقية التي تجري دماء سلفنا في خلايا الخلف من أبنائها وأحفادها، وبناتها وحفيداتها، فقرر أن يجول في أرجائها جولة من يحمل هم الصحوة والنهضة.

وكان من ثمار ذلك القرب –وهي كثيرة – هذه المؤسسة العلمية الإفريقية الت ي تحمل اسم مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي تتواصل اليوم بمدينة فاس حاضنة جامعة القرويين، منارة العلم والإيمان، مع صفوة من عالماتها وعلمائها، لتبادل الرأي، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، والنقاش فيما يهم قارتنا وعلماء ديننا وشريعتنا، وما يمكنهم أن يسهموا به في تحقيق الأمن المعنوي لقارتهم، ولأن ما أنجزته إمارة المؤمنين في هذه الفترة من إمارة محمد السادس منذ ما يقرب من عقدين في أوراش النهوض بالدنيا والدين لا يمكن الإحاطة به في كلمة قصيرة عن ثابت إمارة المؤمنين في ماضي زمنها وحاضره، ولكنكم ستشاهدون بعضاً من ذلك في زيارتكم لمؤسسات ذات قيمة ستتحدث معكم عن نفسها بلسان حالها إن شاء الله، ولعل معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات يمثل نموذجا للإصلاح الديني الصحيح، وقد فتح أحضانه لأئمة ومرشدي ومرشدات إفريقيا الغد.

والله ولي التوفيق

الهوامش

[1] أحمد بن محمد بن علي المغري الفيومي، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي ط) بدون(الجزء الأول

[2] يحيى بن شرف الدين النووي، روضة الطالبين وعمدة المفتين، ط، بيروت 1412ه/ 1991م، ج10، ص49.

[3] أحمد بن محمد المغري الفيومي، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، للإمام الرافعي رحمه الله، ج ،1/24.

[4] الأحزاب، الآية: 72.

[5] أخرجه الإمام الترمذي في سننه، رقم: (2863).

[6] سورة الممتحنة 8

[7] سورة الرعد، الآية: 28.

[8] سورة النساء، الآية: 59.

[9] سورة فاطر، الآية: 28.

[10] أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد، باب حسن الخلق، رقم: 273.

[11] الكواكب الدرية في مدح خير البرية صلى الله عليه وسلم (البردة)، لأبي عبد الله محمد بن سعيد الصنهاجي البوصيري، مكتبة الآداب، القاهرة، مصر،  ص .10.

كلمات مفتاحية : , ,