أبعاد إمارة المؤمنين في السياق الإفريقي

أبعاد إمارة المؤمنين في السياق الإفريقي

أحمد مقري، عضو هيئة الإفتاء بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بنيجيرياأحمد مقري، عضو هيئة الإفتاء بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بنيجيريا

مقدمة

الحمد رب العالمين حمدا جامعا لسائر وجوه المحامد، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد،

فإن الأئمة من أهل السنة والجماعة قد أجمعوا على وجوب نصب الإمام، وأنه يجب على الأمة الانقياد لإمام عادل يقيم فيهم أحكام ﷲ سبحانه وتعالى، ويسوس حياتهم وفق تعاليم الشريعة السمحة التي أتى بها رسول ﷲ ﷺ، وبذلك يمكن اجتماع الأمة تحث قيادة واحدة. وقد دلت الأدلة على وجوب البيعة للإمام، والتحذيـر من الخروج عليه، ففي حديث ابن عمر عند مسلم أن «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»[1].

وللإمام صفات ومؤهلات صرح بها الأئمة من العدالة والعقل والحرية وغيـر ذلك، ولكن أخصها بالتمييز هو النسب القرشي الذي تقاصر دونه الكثيـر من مدعي الخلافة النبوية، وهو أمر قد أثبتته شواهد السنة الصحيحة، يقول سيدنا رسول  ﷲ ﷺ في الحديث المتفق عليه: « لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان»[2]. وقد اتفق أهل السنة على العمل بهذا الحديث واشتراط النسب القرشي في الإمام، كما قال الإمام مالك رحمه ﷲ: «ولا يكون -أي الإمام- إلا قرشيا، وغيـره لا حكم له إلا أن يدعو إلى الإمام»[3].

إن عناية إمارة المؤمنين المغربية بإفريقيا تمتد جذورها إلى ما قبل ظهور الإسلام، فجاء الإسلام ونشطها وأعطى لها معنى روحيا ساميا، فلم تعد العلاقة مبنية على الأسس الجغرافية وإنما على ثوابت دينية وثقافية مشتركة، تتمثل في التبادل والتفاعل الإيجابي أخذا وعطاء، وما أن اكتشفت إفريقيا عبقرية المغرب في ريادة العلوم والثقافة والدين حتى بايعت له وأسلمت لإمارة المؤمنين أمر دينها والدنيا، ومنذ ذلك الحين أخذت إفريقيا عنه علوم الإسلام ومنهج التعليم، وامتزج الشعبان ليتمخض عن ذلك وجود حضارة مغربية زنجية متميزة بالأشعرية عقيدة، والمالكية مذهبا، والتصوف سلوكا، والورش قراءة والمغربي خطا ومنهاجا.

وكانت إمارة المؤمنين تربي هذه العلاقة وتنميها بكل السبل، فتراها حينا تعزز أواصر العلاقة الروحية التي تربط المغرب بالدول الإفريقية عن طريق توسعة المشاريع الدعوية ونشر التصوف السني في أنحاء القارة، كما تولي العلوم والثقافة أهمية كبرى في تنمية الشعب الإفريقي باستقبال البعثات المتلاحقة للعلماء المغاربة للتعليم، وتمتد يد إمارة المؤمنين الحانية لواجب الخلافة الشرعية التي أنيطت بها العائلة الملكية الشريفة، سليلة البيت النبوي، لتدافع عن مصالح المسلمين عامة والأفارقة خاصة على مر التاريخ. وهذا يجعلنا نجد عبارة المغفور له الملك الحسن الثاني في الصميم عندما يقول: إن المغرب «يشبه شجرة تمتد جذورها المغذية امتدادا عميقا في التراب الإفريقي، وتتنفس بفضل أوراقها التي يقويها النسيم الأوروبي».[4]وسوف يتناول المقال موضوع هذه الندوة من ثلاثة محاور:

الأول: الأبعاد الروحية لإمارة المؤمنين في السياق الإفريقي ويتطرق إلى الروابط الروحية من خلال مدارس التصوف والخطط الدينية كالخطب والدعاء لأمراء المؤمنين عبر التاريخ الإفريقي.

الثاني: الأبعاد العلمية لإمارة المؤمنين في السياق الإفريقي ويتطرق لعناية إمارة المؤمنين عبر التاريخ بالعلم والعلماء.

الثالث: الأبعاد التحكيمية والمرجعية لإمارة المؤمنين! ويتعرض لما تمثله إمارة المؤمنين من مرجعية للمسلمين في إفريقيا، ودفاعها عنهم، وعن مصالحهم الدينية وكذلك يتعرض لدورها التحكيمي عبر التاريخ.

الأبعاد المرجعية والتحكيمية

إن إمارة المؤمنين مسؤولية شرعية ووراثة نبوية جعلها  ﷲ في القرشيين الفضلاء الخيار، وقد قام لهذا الواجب الشرعي العائلة الملكية المغربية بعد أن رأت تمزق الأمة وشتاها شذرمذر، مرة على أيدي التتار الذين أسقطوا الخلافة العباسية، ومرة أخرى على يد الأتاتورك عندما أسقط الخلافة العثمانية، ولم يبق للأمة عندها سوى إمارة المؤمنين المغربية تقف شامخة في وجه أعداء الدين، مع ما تتميز به عن غيـرها بالنسب الهاشمي الشريف، ما يضفي لها شرعية وامتيازا على غيـرها ممن يدعي ما تكذبه عليه شواهد السنة الصحيحة، هذا كله إلى جانب السياسة الرشيدة.

وبصفتهم أمراء للمسلمين يـرى الملوك العلويون الدفاع عن ديار الإسلام وحفظ مقدرات المسلمين وأراضيهم واجبا شرعيا، كما كانوا يـرون ضرورة حمل المسلمين على الوحدة والاجتماع تحت لواء واحد مرة باللين ومرة بالشدة في مرافقة تامة للضوابط الشرعية في كلتا الحالتين، وكانوا كذلك يـرون ضرورة النظر في مصالحهم الدينية والدنيوية ويعبر عن ذلك صاحب الجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب  ﷲ ثراه بقوله «وهذه البيعة تلزمني وتلزمك، والتي تضع على كاهلك وعلى كاهلي أعباء وواجبات لم يكتف القدر بأن نقول بها، ونصيح بها، بل أرادت ألطاف  ﷲ ونعمه التي لا تعد ولا تحضى علينا ولله الحمد أن يبوح العالم كله بها وأن تعترف بها الدوائر السياسية العالمية»[5].

وقد أسرعت الشعوب إلى مبايعة إمارة المؤمنين والانضمام تحت لوائها، بيعة تخول لها «حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها»[6].

ومن أول هذه الشعوب، مملكة سونغاي التي كان عليه الأسكيا الحاج محمد، حيث بايع للشريف العباسي كما يحكي السعدي عنه في كتابه تاريخ السودان ويقول» لقي الأسكيا في ذلك الحج المبارك الشريف العباضي، فطالب منه أن يجعله خليفة في أرض سغي ،فرضي له بذلك. وجعله خليفة وجعل على رأسه قلنسوة وعمامة من عنده، فكان خليفة صحيحا في الإسلام»[7]. ولكنه سرعان ما أعلن بيعته للخلافة العلوية الرشيدة ،حيث أخبر عند قفوله من الحج السلطان المريني يأن ملك المغرب هو أميـر المؤمنين في الشمال، والأسكيا هو أميـرهم في السودان[8] كما روى اين بطوطة أن الخطيب يجهر بالدعاء للسلطان المريني بمحضر الأسكيا[9].

وجاءت بيعة مملكة كانم برنو بعد ذلك الذي قدمه الامبراطور إدريس الثالث 1582، وقد كتبت البيعة بفاس ونقلت إلى انجمينا أشهد الإمبراطور على نفسه وعلى أتباعه بمنطوقها وتبعاتها، وجاء في نص البيعة الطويل «تدارك  ﷲ سبحانه الوجود، وأعز العالم الموجود، واستطارت الأنوار المضيئة للأغوار والنجود بطلوع شمس الخلافة النبوية والإمارة الهاشمية العلوية، ففاضت على البسيطة أنوارها وارتفع إلى السماء والفرقدين منارها.. مولانا أميـر المؤمنين وخليفة  ﷲ في الأرضين، وسليل خاتم النبيين ،ووارث الأنبياء والمرسلين، المفترضة طاعته على جميع العالمين.. أميـر المؤمنين المنصور بالله أبو العباس.. فإنه إمام الجماعة حقا، المستوفي شروطها، والوارث للخلافة النبوية والحريص على بيضة الإسلام أن يحوطها»..[10].

وقد جرت مراسلات كثيـرة بين الأمراء السعديين وزعماء مملكة كبي الواقعة حاليا في شمال نيجيـريا تفيد بالبيعة لهم بيعة شرعية، وإناطتهم أمر دينهم ودنياهم إليهم خلافة عن جدهم رسول  ﷲ صلى ﷲ عليه وعلى آله وسلم.

ومن صحراء شنقيط، وبين خناذيذها كبار الطالب أحمد المصطفى الوداني التشيتي ،المعروف بابن طوبر (تـ 1266هـ 0581- م)، ويمد ين البيعة للسلطان مولاي عبد الرحمن في القصر السلطاني بمراكش، وقال يا سيدي أخبرني شيخي قدس  ﷲ روحه، أنه في الحديث «من مات ولم يدخل تحت بيعة سلطان مات ميتة جاهلية»، والآن امدد يدك أبايعك على سنة  ﷲ ورسوله ﷺ[11].

ثم تتوافد بعد ذلك وسائل البيعة من كل نواحي شنقيط وخارجها، وفي السياق يقدم إمام تندوف الشيخ محمد بن المختار بن اللعمش الجكني (تـ 1285 هـ- 1869 م) للسلطان محمد الرابع، وقد خاطبه فيها بقوله «وقد بايعناك على السمع والطاعة، ولزوم السنة والجماعة والتمسك بالدعوة ببقائها إلى قيام الساعة، في الرضى والسخط، والمكره والمنشط، والعسر واليسر، والقل والكثر، والشدة والرخاء، والسراء والضراء، وعلى ما بويع عليه رسول  ﷲ ﷺ وخلفاؤه الراشدون.. وهات يدك يقبلها قرطاسي نائبا عني وعن ناسي»[12].

ومثل هذه رسالة الشيخ ماء العينين الشنقيطي، والشيخ علي ولد البوهالي الذي كتب باسم الشيوخ والمواطنين الصحراويين المحتجزين في معسكرات نواحي تندوف بتاريخ 1420هـ- 2000م، ومما جاء فيها «مولاي أميـر المؤمنين وفاء لعهد الآباء والأجداد ،وتيمنا بما قضى به انتماؤنا، وما مضى عليه الخلفاء، فإنني أصالة عن نفسي ونيابة عن أفراد قبيلة الركييات وباسم سائر الضيوف نجدد لجلالتكم بكل أمانة وإخلاص البيعة التامة على السمع والطاعة، ولزوم السنة والجماعة في العسر واليسر، في الشدة والرخاء، في السراء والضراء، وأنتم ظل  ﷲ في الأرض يأوي إليه الضعيف ،وبه ينتصر المظلوم»[13].

وما فتئت هذه الممالك التابعة لإمارة المؤمنين تدعو لأمراء المؤمنين فوق منابرهم وفي خلواتهم وفي سائر أعمالهم الدينية، كما سبق الإشارة إلى ذلك عند مملكة سونغاي، وحدث مثله في مملكة كانم برنو، وكذلك أتباع الطريقة التيجانية في كل مكان.

وحفظا لواجب الخلافة النبوية في حفظ الرعية والسعي في مصالحها، ظلت إمارة المؤمنين تحوط إفريقيا المسلمة بعنايتها الكاملة من النواحي الدينية والدنيوية، عن طريق نشر العلم والثقافة وتعزيز الروابط الروحية، كما سيتضح في المحاور القادمة، وكان جلالة الملك محمد السادس يشيـر في مناسبات عديدة إلى متانة العلاقات المغربية الإفريقية، ويقول:

«أما علاقتنا مع عمقنا الإفريقي الذي يشكل مجالا لفرص واعدة، فإننا حريصون على نهج مقاربة متجددة، قائمة على التضامن، ومبنية على تعزيز الأمن والاستقرار ،خاصة في منطقة الساحل والصحراء، فضلا عن خلق شروط تنمية بشرية، تسهم في النهوض بالإنسان الإفريقي طبقا لأهداف الألفية للتنمية»[14].

وعندما دب النزاع والشقاق بين صفوف المسلمين بغرب إفريقيا، وعجزت الأسلحة عن كبح جماحها « عالج المغرب المسألة داخليا بأدوات دينية من قبيل ترسيخ قيم الإسلام، ودعم التيارات الصوفية المحافظة، والتعايش مح المكونات الإسلامية التي تعترف بإمارة المؤمنين ومستلزماتها السياسية والدستورية»[15]، وهذا من جماليات السياسة الرشيدة لإمارة المؤمنين التي تقطع دابر الفساد على طريق العلم والتربية ،وبيان ذلك هو الحديث القادم.

الأبعاد الروحية لإمارة المؤمنين في السياق الإفريقي

إن الإسلام قد دخل إلى إفريقيا صوفيا من أول يوم بفضل الحركة المرابطيية التي كانت متمسكة بالطرق الصوفية، وكان نظام الدولة عندها يقوم على أسس روحية وإيمانية ،وتوسعتها السياسية متأصلة من واجب نشر الإسلام وإنقاذ البشرية من ظلمات الكفر والضلال! ومن ثم فإن العناية بالتصوف -بطبيعة الحال- يكون عناية بهوية إفريقيا الروحية والثقافية حيث «لم يخل مصدر سوداني من تراجم وأحداث تظهر طبقة من الناس بمظهر التبتل والتقشف والزهد، كما أن الحديث عن الربط والزوايا يتردد في تلك المصادر بشكل لا يحمل على الشك بأن الحركة الصوفية في السودان سارت بنفس القوة التي عرفها المغرب»[16]، والمغرب العربي يبني علاقاته دائما على مرتكزات روحية وثقافية، ويـرى محقا بأن «أية مبادرة دولية يتم التنسيق بشأنها دون إيلاء البعد الثقافي والعقائدي الأهمية التي يستحقها، سيكون مصيـرها الفشل»[17].

وإن المغرب دولة أقيمت أركانها على قواعد التصوف، وشيد بنيانها بلبنات الأخلاق والتزكية الروحية، فقد عرف يوسف بن تاشفين بأخلاقه الكريمة وزهده وعزوفه عن الدنيا، ولم يكن يلبس من الثياب سوى الصوف، وفي دولة الموحدين أظهر يعقوب المنصور زهدا وتقشفا جميلين، واستدعى إلى بلاده جماعة من الصوفية الخيار، وكان لا يخرج إلى حرب إلا معهم، ولعظيم عنايته بالتصوف زعم ابن بطوطة وابن خلكان أنه ترهبن وانخلع من الملك. وعلى أثر سلفها سعت الدولة المرينية في للاعتناء بالتصوف والصوفية، من أمثال الأميـر أبي محمد عبد الحق والأميـر أبي يوسف الذي بنى الزوايا في الفلوات وأوقف عليها الأوقاف لخدمة عابري السبيل، وقل مثل ذلك عن أبي الحسن المريني والسلطان عبد ﷲ الغالب، وهكذا.. وهكذا.. ذيول الكثرة..[18]

وقد قامت زوايا لبعض الطرق الصوفية بعضها مشرقية المنشأ مثل القادرية والرفاعية لكنها انحدرت جميعا إلى غرب إفريقيا عبر المداخل المغربية بعد أن اصطبغت بالصبغةالمغربية ثم انتشرت في غرب إفريقيا، فالطريقة القادرية مثلا انتشرت بفضل الشيوخ الكنتيين «الذين أقامت أسرتهم بمنطقة توات ثم تعمقوا في قلب الصحراء ومناطق السودان الغربي». ويـرى البعض بأن الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي هو أول من أدخل الطريقة القادرية في نيجيـريا، فشيخ عموم الطريقة النيجيـرية في عصره المجاهد الكبيـر الكامي عثمان بن فودي مؤسس الدولة الإسلامية الفودية، تتصل سلسلة إسناده في الطريقة القادرية بالشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي.

لكن التنويـر الحقيقي للعلاقة الروحية بين المغرب وإفريقيا إنما بدأ مع قيام الزاوية التيجانية في فاس على يد مؤسسها مولانا أبي العباس الشيخ أحمد بن محمد التجاني ،الذي بذل المولى سليمان كل تالد وطريف لتيسيـر واجب الدعوة له في ربوع القارة، حتى عم طريقه جنوب الصحراء، وظل أتباع هذه الطريقة محتفظين بالولاء الكامل لهذه الدولة العلوية السنية، وصارت زواياها امتدادات روحية لهذه الدولة وملحقات ثقافية لها، فلا تسأل عن الولاء والحب وخالص الدعوات في الخلوات الجلوات في جميع أوقات العبادة والأذكار٠

ولا زال التيجانيون يؤدون واجب هذا الولاء الروحي للدولة العلوية الكريمة، ثم جاء فجددها مرة أخرى مولانا شيخ الإسلام الحاج إبراهيم نياس، مجدد الطريقة في غرب إفريقيا. فعندما نفى المحتلون الملك محمد الخامس رحمه  ﷲ إلى مدغشقر عام 1953م، أسرع شيخ الإسلام إلى زيارته هناك ليجدد البيعة ويثبت له الولاء»[19]. ولم لا والولاء التجاني لن يكتمل شكلا ومضمونا بدون العهد العلوي الشريف، حيث كان المغفور له المولى سليمان الذي آوى سيدنا الشيخ أحمد التجاني وعززه ونصره حتى انتشر النور الذي كان معه، ثم جاء بعده وأكد لهذه البيعة الروحية جماعة من الشيوخ والمقدمين التيجانيين في الجمع الأخيـر للمنتسبين إلى الطريقة التيجانية الذي انعقد بفاس عام 2017م وأشادوا بالدور الذي تقوم به إمارة المؤمنين بالمغرب في تمتين الروابط الروحية بين المغرب وإفريقيا، وجددوا بيعتهم لإمارة المؤمنين وأقروا باتخاذهم فاس العاصمة الروحية والثقافية لهم أينما كانوا»[20].

وقد أسس الحاج عمر الفوتي حركة تجانية إصلاحية تقوم على العلم والتربية والتدريب على الإصلاح، وقد خلفه ابنه إبراهيم بعد وفاته، وقد درس ابنه هذا بمراكش واشتغل بالعلم فيها كمدرس، واتخذ بيته منتدى للوزراء والعلماء، وكان يذهب مذهب المتصوفة على طريقة ابن عربي الحاتمي ويعد في المغرب من أعلام الطريقة التجانية.

وعلى كل، فإن إفريقيا وصحراءها قد وجدتا في الثنائية السنية أي الدولة العلوية والطريقة التجانية خيـر مزيج لنشر الفكر الإسلامي ومعالم السنة المحمدية فاكتسب المغرب بذلك عن حق صيتا جعل من الملوك العلويين رواد الوحدة الإسلامية من المتوسط إلى النيجر.

ومن ناحية أخرى نرى الأمراء الغانيين وقد اعتنقوا الإسلام وانضووا تحث الإمارة المرابطية مع أتباعهم من السراكوليوا لوانغارا والديولا والمانديغا، وأصبحوا يقومون نيابة عن المرابطين بحملات لنشر الدين الإسلامي بين القبائل الوثنية من «البهل والموسى»[21]، ولا يخفاك أن نشر الإسلام عند المرابطين وسائر أصحاب السلطة المغربية ينبني على الترغيب لا الترهيب، وعلى البيان لا على السنان.

وليس ببعيد قيام إمارة المؤمنين تحث حكم العلويين الأشراف ببناء مساجد كثيـرة في بعض عواصم غرب إفريقيا، كما فعلت في نواكشوط، وداكار وباماكو، وسعيها الحثيث لترسيخ قيم المذهب المالكي الذي تشرب بروح المغرب الصوفية في البلدان الإفريقية كما سيأتي تفصيله في الحديث القادم.

ألا وإن رسالة المغرب في إشعاع بلغ تخوم النيجر جنوبا والنيل شرقا، فقد شملت الامبراطورية المغربية منذ أيام المرابطين عاصمة الجزائر وامتد حكم الموحدين من قشتالة إلى طرابلس، محققا وحدة المسلمين للمرة الأولى في الربوع الغربية، وانبسط الحكم المغربي في السودان الغربي الذي عاش تحت ظل الدولة المغربية على عهد الشرفاء منذ 1893م.

الأبعاد العلمية لإمارة المؤمنين في السياق الإفريقي

إن إمارة المؤمنين مشهورة باهتمامها المبكر بنشر العلم وتكريم العلماء، مما جعلها قبلة المسلمين العلمية طلابا وعلماء، فانحدر إلها الكثيـر من العلماء الشوام والمصريين والحجازيين حين أثخنت بلادهم الحروب المتتالية من التتار والصليب وغيـرهما.

وكأن القدر يهيئها للريادة العلمية والثقافية فتقوم السيدة فاطمة أم البنين بنت محمد بن عبد  ﷲ الفهري ببناء إحدى أقدم جامعة على وجه الأرض وهي جامعة القرويين عام 254هـ. الجامعة التي غدت مدينة فاس بفضلها مصدر إلهام إفريقيا، ومصنع قادتها الكبار، حتى قال عنها باديا لابليش المعروف بعلي باي العباسي» إن مدينة فاس هي في إفريقيا أشبه بأثينا (عاصمة الفكر في أوربا)[22]. وقد رحل إليها المشارقة قبل المغاربة، فلا تسأل إذن عن أسماء القادة الأفارقة الذين نهلوا من معينها وكرعوا من غدرانها الفائضة ليعودوا إلى بلدانها شعلة نور تضيئ، فتلك قائمة تمتد من البصر.

وقد جاوزت العلاقة المغربية الإفريقية في المجال العلمي مجرد الأخذ إلى التثاقف التام بكل ما تحمله الكلمة من أبعاد تفاعل عناصر وجود الإنسان، ويتجلى تأثيـر المغرب القوي على إفريقيا في هذا المجال من خلال المذهب المالكي الذي انتشر في غرب إفريقيا ولا يزال يتمتع بوجوده القوي متحديا جميع الأعاصيـر التي تحاول زعزعته عن مراسيه ،وقد أورد المرحوم الأستاذ إبراهيم الكتاني في مقدمة تحقيق فتح الشكور للولاتي قائمة طويلة بأسماء الكتب المغربية التي يتخرج عليها طلاب العلم في السودان الغربي جميعه.

وأما المنهج المتبع في التعليم فقد وسعه العلماء المغاربة، ولا تزال جميع المعاهد العلمية العتيقة تتبناه «منذ الدخول إلى الكتاب والبدء في حفظ القرآن على رواية ورش إلى تعلم الكتابة بالخط المغربي المعروف المتميز بشكله ووسمه ونقطه وترتيب حروفه، ثم يستقلالطالب لحفظ المتون العلمية الفقهية واللغوية والأدبية، وهذا التأثيـر أحيانا ما يكون مباشرا عن طريق الاحتكاك الفعلي بالعلماء المغاربة الذين لم ينقض ورودهم على هذه الأقطار للإفادة، وقد يكون أحيانا غيـر مباشر عن طريق الكتب والملفات المغربية التي انتشرت واشتهرت في نيجيـريا وأصبحت المصادر المعتمدة والمعول عليها.

ومن المصادفات العجيبة أن يدشن في غرة هذا الشهر في نيجيـريا ولأول مرة الخط البرناوي الذي ابتكره مقرئو القرآن من مملكة كانم برنو تحث إشراف مولانا الشريف إبراهيم صالح الحسيني، وبالنظر السريع نكتشف أن هذا الخط البرناوي هو الابن الشرعي للخط المغربي الذي جاء إلى نيجيـريا مع قراءة ورش للقرآن حتى ظن العامة أن ذلك الخط يمشي مع قراءة ورش، فالخط البرناوي وإن امتاز عن الثاني من ناحية الرسم قليلا ومد الحروف على السطور إلا أنه لا يختلف عنه في النقاط والأشكال وترتيب الحروف وسائر الصفات.

وإن المشاريع الدعوية والتنموية في إفريقيا لم تجد قط يدا أحنى ولا أدنى من إمارة المؤمنين المغربية تمهد لها الطريق وتسهل لها أعباء الدعوة التي كانت تنوء بحملها أولو القوة، فأسست الإمارة رابطة علماء المغرب والسنغال لينطوي بذلك البعد الجغرافي ويتلاقح بذلك الشعبان ثقافة وفكرا وسلوكا، ويتمكن من نشر رسالة الإسلام الوسطي السمح تحت ظلالها الوارفة.

وعن ممالك نيجيـريا كلها وجميع الوافدين الأفارقة إلى المغرب العربي يقوم الشاعر الكانمي الكبيـر إبراهيم يعقوب (تـ 609 هـ) أقدم الوافدين الأفارقة بالإطلاق ورودا على المعاهد المغربية ليقدم بيعتهم لإمارة المؤمنين في بيتين عجيبين ألقاهما بين يدي الأميـر المنصور الموحدي رحمه  ﷲ:

أزال حجابه عني فعيني تراه من المهابة في مجاب

وقربني تفضله ولكن    بعدت مهابة عند اقترابي

وكان من جملة الزعماء الأفارقة الذين تلقوا علومهم في المغرب الشيخ محمد الأمين الكامي الذي أقام في فاس سنتين وزار طرابلس والقيـروان وتلمسان وبعد عودته إلى برنو قام بأدوار جليلة في نشر العلم، وقلد منصب إمارة مملكة كانم برنو، واشتهر بعلمه وعدله وورعه وسفارته إلى البلاد العربية ومساجلاته مع زعماء الممالك الإسلامية المتاخمة والبعيدة.

وإن اهتمام إمارة المؤمنين بمشروع التنمية الإفريقية هو الذي حرض وحث العلماء المغاربة ويسر لهم سبل الرحلة إلى بلدان إفريقيا ليدخلوا فيها وينشروا العلم والثقافة والطريق، وفي هذا السياق أورد الدكتور محمد الغربي في كتابه قائمة بعشرات الأسماء من العلماء المغاربة الذين دخلوا إفريقيا لغرض نشر العلم. جاء فيها الأستاذ محمد بن عبد الكريم المغيلي، وأبي القاسم التواتي، والشيخ محمد القوري من تلامذة الشيخ أحمد زروق الذي هاجرت عائلته إلى المغرب وذاع صيته في العلم وانتقل إلى إفريقيا ونشر العلم والتربية الصوفية ومنهم القاضي عبد  ﷲ بن أحمد الزموني المؤرخ الكيبر، وشارح كتاب الشفا، وقد تتلمذ على يديه قاضي تمبكتو وعدد كثيـر من علماء مالي وأما عبد الرحمن القصري فقد أوغل في إفريقيا حتى دخل أرض كنو وجوس النيجيـريين وغيـرهما، «وحدث بمحضر ملوكهم وأجلوه للتحدث على الفرش الرفيعة ووصلوه الصلات الجزيلة من جوار وغيـرها حتى ولد له من أهلها، وبعد جولته في بلاد الهوسا عاد إلى فاس وتقلد منصب الإفتاء إلى أن توفي بها 956هـ[23].

وعموما فإن فضل إمارة المؤمنين على إفريقيا مما لا يحتاج إلى أن ينساق بين سلاسل الشواهد وأغلال الأدلة، فلولاها لما «توارد على بلاد السودان عشرات العلماء من المغرب، واستقبلت جامعة القرويين العشرات أيضا ممن لمع اسمهم في تاريخ البلدين وازدهرت تجارة الكتب وحفلت خزائن مدن السودان بكل ما كان معروفا من كتب في مختلف الفنون»[24].

وإذا كانت تمبكتو عاصمة الثقافة للمدن الإفريقية، فإنها كانت تعرف بأشهر مركزين لتعليم العلوم الدينية وكانت شهرتهما لا تقل عن شهرة جامعتي القرويين والزيتونة في فاس وتونس، وهذان المركزان هما جامعتا سنكري أو سنكوري في تمبكتو، وكان الأفارقة يعتبرون هذا الجامع جامعة علمية عميقة، والمركز الثاني الذي يليه في الشهرة هو جامع سيدي يحيى. فالمركز الأول من حصيلة العلماء الغانية الذين وفدوا إلى الديار الإفريقية لغرض الإفادة ودرسوا فيها كما سبقت الإشارة إليه، وأما المركز الثاني فهو لسيدي يحيى وهو عالم مغربي من سوس، بنى المسجد وأنشأ فيه حلقات علمية يقصده الكثيـر من الطلبة والعلماء، وعندما توفي دفن بجوار المسجد.

والأمر المؤكد هو أن المدن السودانية التي كانت تضم المراكز الثقافية قد تحولت مع بداية الحكم المغربي من الإشعاع الديني إلى الإشعاع الثقافي والحضاري، وأصبحت تعد من المراكز الإسلامية الشهيـرة التي ترفد العلم والثقافة الإسلاميين بالمؤلفات والأساتذة .ولعل التأثيـر العلمي للمملكة المغربية يزداد وضوحا وجلاء في ظاهرة الإجازة العلمية التي تمنح للطلبة بعد أن يتقنوا فنا من الفنون العلمية، حيث درس كثيـر من الأفارقة الكبار على العلماء المغاربة وأجيزوا فيها إجازات مجهدة، يحسن في هذا السياق ذكر إجازة سيدي أحمد المغري للشيخ الإفريقي أحمد بابا في الكتب الحديثية الستة بعد أن رواها كلها بالسند السوداني المتصل بروايات واضعي تلك المصنفات، وود كتبت تلك الإجازة بمراكش في 15 ربيع الثاني عام 1010هـ (13 أكتوبر 1601م) ،«وإنه بمراجعة تراجم علماء تمبكتو وفقهاء المالكية الأفارقة يلاحظ كيف تشابهت الإجازات في السودان والمغرب بفعل الاتصال بين علمائها وبصفة خاصة بعد عودة المهاجرين إلى وطنهم»[25].

أما ممالك هوسا فكانت ثمرة الوفود المغربية إلى إفريقيا حيث كان الإمام المغيلي المغربي مؤسس نظامها الإداري والقضائي وقد جمعت رسائله التوجيهية تحت عنوان «مجموعة رسائل في أمور الإدارة وسياسة الدولة»، ورسالة أخرى طبعت مستقلة بعنوان «الوصية فيما يجوز للحاكم في ردع الناس عن الحرام» وتركها قرونا تعتبر المرجع الأساس في تحديد وتوضيح معالم الطريق التي ينبغي ان يسلكها الحكام في تسييـر الأمور، واستمر تأثيـره أجيالا من بعده، حتى وجدنا مؤسس الدولة العثمانية الفودية بعد حوالي ثلاثة قرون يعتبر ونفتاوى المغيلي ورسائله بمثابة المشكاة التي يستنيـرون بها، والمعلم الذي يهتدون به، فلا يفترون عن ذكره والاحتجاج بأقواله وآرائه.

فقد اعتمد العلامة الشيخ عثمان بن فودي على مؤلفات الإمام المغيلي في تنظيم شؤون إمارته إداريا وسياسيا وتدبيـر شؤون الحكم والجهاد، وقبل ذلك في التنظيـر للأسس الفكرية الم قامت عليها الدولة الفودية، لدرجة أن بعض الدارسين يـرون بأن الشيخ عثمان لم يتأثر لشخصية واحدة تأثرا بالخيـر وهذا جلي في كل ما ألف وخلف، وقد تتبع أحد الباحثين المغاربة مصادر الشيخ عثمان بن فودي من مؤلفاته التي تربو على مائة فوجدها جميعا مصادرا مغربية إلا في النزر اليسيـر.

وإذا كان مؤلف واحد يستأثر دون غيـره بتوجيه الحركة الفودية الإصلاحية فلا شك أن ذلك الكتاب هو المدخل لابن الحاج العبدري الفاسي، الكتاب الاجتماعي التربوي الذي وصف فيه صاحبه كثيـرا من أوضاع المجتمع الإسلامي. وما كان عليه أهل زمانه من البدع والانحرافات، واهتم فيه بمعالجة سلوك المسلم في حياته اليومية حتى لقد بلغ اهتمام الشيخ عثمان بن فودي بالمدخل إلى اختصاره في كتاب سماه «لباب المدخل» ثم الحذو على منواله بكتاب آخر سماه «إحياء السنة وإخماد البدعة».

وتمتد عين العناية المغربية بعد عهود وعهود ليؤسس الملك الحسن الثاني «معهد الدراسات الإفريقية» بجامعة الملك محمد الخامس حتى لا يبقى التراث الغرب إفريقي خاملا بين رفوف المكتبات، ولكن يدزس ويعاد قراءته وصياغته حتى يتماصى مع العصر في كل زمان، ثم يأتي صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمبادرة غيـر مسبوقة في نوعها لمكافحة التشدد والإرهاب بين صفوف المسلمين في إفريقيا فيؤسس مؤسسة الملك محمد السادس للعلماء الأفارقة 2015م.

وليس يخفى على ذي بصر مدى عناية إمارة المؤمنين في الوقت الراهن بتكوين العلماء في البلدان الإفريقية، حيث كانت تستقبل كل عام «منذ أزيد من نصف قرن آلاف الشباب من البلدان الإفريقية للتكوين في مختلف التخصصات العلمية والتقنية، ولم يكن أحد قبل الأزمة الهوية الدينية القائمة اليوم، وتهديد الإرهاب، يفكر في التكوين في مجال الإمامة»[26].

ومنذ سنة فقط ترأس الملك محمد السادس والرئيس المالي بو بكر كيتا ،حفل توقيع اتفاق يخص تكوين 500 إماما لمدة سنتين على طريقة المذهب المالكي، وهو جانب حقق فيه المغرب بعض التميز، إذ سارعت دول أخرى إلى طلب المساعدة المغربية في مجال تكوين الأئمة، منها نيجيـريا وليبيا وغينيا الاستوائية[27].

خاتمة

لقد اتضح فيما سبق أن الثوابت الدينية من أهم المقاصد الضرورية الواجبة حفظها إقامة واستدامة بإجماع علماء الشريعة الغراء، وكانت الإمامة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيقها والتمكن من حراسة الدين ورعاية مصالح المسلمين، كما ظهرت جليا المكانة المرجعية والتحكيمية التي تمثلها إمارة المؤمنين للمسلمين عامة وللأفارقة خاصة في المناحي الدينية والثقافية والحضارية.

وقد تحملت إمارة المؤمنين مسؤوليتها الشرعية هذه عبر التاريخ فمدت جسر التواصل لينحدر علمها وثقافتها وروحها الطيب إلى إفريقيا، وانبثق عن ذلك الإشعاع الروحي والثقافي وعم التسامح والوسطية، وبزغ الربيع العلمي الزاهر في جميع القارة .

وإن الهوية الدينية لإفريقيا الآن لا يمكن تشخيصها بعيدا عن العناصر المغربية التي غذت من لبانها الطاهرة حتى ربت وأنبتت، فالعقيدة الأشعرية والفقه المالكي والتصوف السني هو الخليط الذي تكون منه الجسد الإفريقي المسلم، وهي بالضبط ما سخرت إمارة المؤمنين نفسها لنشرها في العالم منذ فتوى ابن رشد للأميـر المرابطي.

وإن هذا لهو المؤشر الحقيقي لضرورة عودة إفريقيا المسلمة إلى حظيـرتها وفاءً لعهود سلفها الصالح من زعماء ممالك كانم برنو، وسنغاي، وكبي، والدولة الفودية، وغيـرها اللائي كانت من أولى المهرعين إلى لواء إمارة المؤمنين بيعة شرعية ما زالوا يتفيؤون ظلالها ويتضوّعون بأريجها.

ولا شك أنهم لو فعلوا ذلك لكان بداية لنهاية تاريخ التطرف والإرهاب اللذين يعاني من ويلاتهما العالم الإسلامي بأسره جراء إدبار الوجوه عن التعاليم الإسلامية الصحيحة.

الهوامش

[1] مسلم، كتاب الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء، ح: 1851 ج: 3 ص: 14.

[2] البخاري، كتاب الأحكام، باب الأمراء من قريش، ج: 13 ص: 114 فتح الباري، ومسلم، كتاب الإمارة، باب الخلافة في قريش ،ح: 1820(3/1452).

[3] أحكام القرآن، لابن العربي المالكي/ ج: 4 ص: 172.

[4] محددات السياسة الخارجية المغربية تجاه الدول الإفريقية وجنوب الصحراء، مقالة منشورة بمجلة سياسات عربية، للكاتب يحي بولحية، العدد (10أيلول/سبتمبر ،2014 م، ص: 73).

[5] البيعة وأثرها في الاستقرار وربط أواصر المحبة وتجديد العهد بين شمال المغرب وجنوبه، للأستاذ محمد كنون الحسني ،مقالة منشورة بمجلة دعوة الحق، العدد 397 شعبان 1431 هـ، يوليو 2010م.

[6] المقدمة للعلامة عبد الرحمن ابن خلدون، ص: 190. الطبعة الرابعة 1398ه، دار الباز للنشر والتوزيع، مكة المكرمة.

[7] تاريخ السودان للسعدي، ص: 73، نقلا عن بداية الحكم المغربي للسودان الغربي، ص: 110.

[8] موريتانيا ومشاغل المغرب الإفريقية، محمد المغربي، ص: 22.

[9] رحلة ابنبطوطة، دار إحياء التراث، بيـروت، ص:66.

[10] انظر نص البيعة كاملة في مناهل الصفا لأبي فارس عبد العزيز الفشتالي، من مطبوعات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ص: 69.

[11] البيعة وأثرها في الاستقرار، مرجع سابق.

[12] المرجع السابق.

[13] تاريخ قبيلة الشرفاء الركبيين، الشيخ علي ولد البرعالي، الطبعة الأولى 2001 م، ص: 207 – 208.

[14] مقتطف من خطاب جلالة الدلك بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لعيد العرش، طنجة 30/07/2011.

[15] محدداتالسياسة الخارجية، ص: 82.

[16] بداية الحكم المغربي للسودان الغربي، د. محمد الغربي، مؤسسة الفليج للطباعة والنشر، الصفا الكويت ص: 55.

[17] من نص الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس في حفل تنصيب رئيس مالي الجديد في باماكو 19/9/2013م.

[18] انظر معطيات الحضارة المغربية، عبد العزيز بن عبد الله، الطبعة الثالثة، دار الكتب العربية، ج: 1، ص: 162 – 164.

[19] السيد أحمد التوفيق، وزيـر الأوقاف المغربية في خطاب ألقاه في الدورة الثالثة والأربعين لأكاديمية المملكةالمغربية يوم 10 ديسمبر2015م.

[20] وكالة المغرب العربي للأنباء تحت عنوان «التجانية لعبت دورا متميزا في تمتين الروابط الروحية الخاصة بين المغرب وإفريقيا عام 2007م.

[21] بداية الحكم المغربي في السودان الغربي، ص: 40.

[22] انظر معطيات الحضارة المغربية ص:  911- 121.

[23] انظر كتاب بداية الحكم المغربي للسودان الغربي، ص: 514-518.

[24] بداية الحكم المغربي للسودان الغربي ص: 514.

[25] بداية الحكم المغربي للسودان الغربي ص: 555.

[26] أحمد التوفيق، في الخطاب المذكور سابقا.

[27] محددات السياسة الخارجية، ص: 82.

 

كلمات مفتاحية : , ,